رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفيد فوزى يؤكد قصة حب غادة السمان وبليغ حمدى: الموسيقار لم يكن جادًا فى العلاقة

مفيد فوزى
مفيد فوزى

قامت الدنيا ولم تقعد بعد أن نشرت «الدستور» قبل أيام مجموعة من الرسائل الشخصية للأديبة الشهيرة غادة السمان، تعترف فيها بعلاقة حب ربطتها بالموسيقار المصرى بليغ حمدى، كادت تنتهى بالنهاية السعيدة وتأتى صاحبة «أعلنت عليك الحب» لتعيش فى بيت صاحب «سيرة الحب»، لكن بليغ «زاغ» كعادته ليضع قلبه وموهبته مهرًا لأميرة الطرب «وردة».
انقسمت الآراء حول رسائل غادة السمان وما فيها من أسرار شخصية، لكن ما توقفت عنده بالدهشة هو حالة التشفى التى لم يستطع كثيرون كتمانها، فأطلقوا حملة من الشماتة فى الأديبة الكبيرة، ورأوا أن ما فعله فيها بليغ هو جزاء وفاقًا لما سبق أن فعلته هى فى مبدعين كبار فى قامة غسان كنفانى وأُنسى الحاج، نشرت رسائلهم الغرامية الخاصة إليها، ففضحتهم وشهرت بهم وهزت هيبتهم وبهاءهم ومكانتهم فى قلوب عشاقهم.
لكن أستاذنا الكاتب والمحاور الكبير مفيد فوزى كان له رأى مختلف بحكم الصداقة الطويلة والعميقة التى جمعته بالطرفين «غادة وبليغ»، وكان لى معه حوار بعد نشر الرسائل، خلاصته أنه كان يعرف قصة الحب بينهما، ويتذكر أن غادة اتصلت به من القاهرة وكانت قد جاءتها من أجل بليغ، لكنه تهرب من لقائها وأبلغها من رد عليها فى بيت بليغ بأنه سافر فى الصباح إلى بيروت، وحسب ما قاله لى مفيد فوزى: اتصلت بى غادة فى ذلك اليوم وأبلغتنى بما حدث وبعزمها على أن تنهى هذه القصة، التى أرى - «والكلام للمحاور الكبير» - أن بليغ لم يكن جادًا فيها، ولم يقدر غادة كحبيبة وأديبة وكامرأة كانت نموذجا للنرجسية الأنثوية، وبحكم معرفتى ببليغ أشهد أنه كان ملحنًا عبقريًا، لكنه على المستوى الإنسانى كانت تقوده نزواته، ويمكننى أن أقول إنه كان «ملك النزوات الصغيرة»، وأظن أنه هو الذى خسر غادة السمان بكل ما يحمله الاسم من قيمة، كحالة نادرة فى أدبنا العربى بما تحمله من موهبة وجرأة وتحد، وأنا مازلت على صلة بها فى مقر إقامتها الطويل فى باريس، وأحمل لها كل تقدير وإعجاب يتضاعف بإصرارها على أن تواصل الكتابة الصحفية المنتظمة وهى فى هذا العمر، بنفس روحها الشابة المتمردة.
المفارقة أن مفيد فوزى جمع بين غادة وبليغ فى فصلين متجاورين فى واحد من كتبه الأولى المجهولة أو قل لم تأخذ حظها من الشهرة، عنوانه «أسماء لامعة مع مفيد فوزى» تضمنت صفحاته حوارات مع ٥٠ شخصية لامعة فى كل المجالات، وربما كان أول صحفى مصرى يحاور غادة السمان، وكانت يومها على أول سلالم الشهرة بعد أن أصدرت مجموعتها القصصية «لا بحر فى بيروت»، وسألها مفيد يومها فى كل شىء بما فيها رأيها فى موضة المينى جيب وكانت إجابتها جريئة كالعادة: قالت وهى تحاول أن تخفى سيقانها التى أطلت من وراء ميكروجيب: «أنا لست ضد المينى جيب بل أحبه.. وإذا كان بعض النساء فى بلادنا يرتدين المينى جيب رغم أن سيقانهن ضخمة، فمن الأولى مصادرتهن هن بأمر الذوق ليس إلا».
وأما حواره التالى فكان مع بليغ، «القصير الموهوب» كما سماه فى عنوانه، وكان بليغ يومها يجرى بروفاته على لحنه الثامن لأم كلثوم «ألف ليلة وليلة»، وأصبح رقمًا صعبًا على خريطة الموسيقى فى العالم العربى.. فهل وضع مفيد فوزى حواريه مع غادة وبليغ متجاورين مصادفة أم عامدًا متعمدًا وبناء على ما تسرب لديه عن قصة حب تجمع بين أمل العالم العربى فى الكتابة النسوية وأمل مصر فى الموسيقى؟.
على أية حال فقد كشف صديقهما المقيم فى لندن الكاتب المصرى أحمد عثمان ذلك السر بكل تفاصيله عندما أهدانا تلك الرسائل الخاصة التى كتبتها غادة السمان إليه «تفضفض» معه عن تطورات علاقتها ببليغ، بحكم أنه كان سبب تعارفهما الأول فى لندن، وعلى عينيه ولدت قصة الحب بينهما وتطورت وكادت أن تفضى إلى الزواج.
وأهم ما كشفت عنه تلك الرسائل هو حلها لذلك اللغز الغريب الذى لم يجد إجابة مقنعة منذ ٤٦ عامًا عندما سافر بليغ حمدى فجأة إلى بيروت ليلة زواجه من وردة، وأرجعها الجميع إلى شخصية بليغ القلقة «البوهيمية» المتقلبة، عصبية المزاج، مفتوحة التوقعات، لكن أحمد عثمان وحده قدم بالأدلة إجابة مقنعة، وأثبت أن بليغ سافر ليلتها ليلتقى غادة السمان فى بيروت، ليضع الجملة الأخيرة فى لحن الوداع قبل أن يبدأ لحنه الأعزب مع وردة.

شهادة
مفيد فوزى: بليغ حمدى كانت تقوده نزواته