رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عقائد طائفة الأدفنتست».. رسالة دكتوراه بـ«أصول دين الأزهر»

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

أوضحت دراسة أزهرية أجراها الباحث أحمد البدوي سـالم محمـد سـالم لنيل درجة الدكتوراه بعنوان "عقائد طائفة الأدفنتست وعلاقتها بالفكر اليهودي" بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالمنصورة جامعة الأزهر، أن طائفة الأدفنتست كانت من بين الطوائف التي بذلت الغالي والنفيس لنشر أفكارهم ومعتقداتهم في البلاد المسلمة، وكانت مصر أولى البلاد التي نشر فيها الأدفنتست هذه الأفكار الهدامة، وكان العصر الذهبي للأدفنتست في ممارسة أنشطتهم في مصر قبل قيام ثورة 25 يناير؛ إذ استطاع الأدفنتست شراء الذمم لنشر أفكارهم التي تدعو إلى التهود، وهدم الأصول الثابتة للأديان داخل البلاد.

وأشارت الدراسة، إلى أن طائفة الأدفنتست نشأت في بدايتها كطائفة منشقة من الكنيسة البروتستانتية، لكنها جنحت فيما بعد لتبني الفكر اليهودي، ونشأت على يد رجال كانت لهم انتماءات دينية متعددة، ما أثر على عقيدة كنيسة الأدفنتست، بالإضافة إلى أن أغلب الروَّاد الأوائل للأدفنتست كانوا منتمين للحركة الماسونية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبينت الدراسة، أن الأدفنتست لهم علاقة وطيدة بالصهيونية المسيحية، التي تؤيد إسرائيل وتدعو إلى البعث اليهودي في فلسطسين، وتعد من أولى الطوائف النصرانية التي وقفت بجوار إسرائيل أثناء حربها مع العرب سنة 1948م، إذ أقامت أول كنيسة لها في فلسطين سنة 1948م، أي في الأيام الأولى لنشأة الدولة الإسرائلية في فلسطين، وأن جماعة شهود يهوه كانوا في الأصل منتمين إلى طائفة الأدفنتست، وقد ظهر ذلك في مدى تقاربهم الشديد وتوافقهم في المسائل العقدية.

وأشار الباحث، إلى أن مصر تعد من أولى الدول التي مارس فيها الأدفنتست نشاطهم التبشيري، وأن لهم ترجمة خاصة للكتاب المقدس تعد المصدر الأول من مصادر العقيدة والتشريع. ولا يؤمنون بمعظم تقاليد الكنسية، ولا بالمجامع، ولا بالأسرار الكنسية، ولا بالكهنوت، ولا بشفاعة القديسين، ولا بالظهورات المريمية، ولا برسم الصليب، ولا بتقديسه ويعتقدون بنبوة "إلن هوايت"، ويعدون كتاباتها وأقوالها مصدرًا من مصادر العقيدة والتشريع لديهم.

كما توصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها، أن عقائد الأدفنتست مضطربة في مسائل التثليث، والأقانيم الثلاثة، إذ إنهم يعتقدون بها تارة، وينقضوها تارة أخرى، واعتقاد الأدفنتست أن المسيح ولد من الآب عن طرق ولادة طبيعية صُلْبيَّة- تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، ويعتقدون أن المسيح هو الملاك ميخائيل- رئيس جند الرب، وأن الروح القدس هو نائب رئيس جند الرب.

وأوضحت النتائج، أن الخلاص في فكر الأدفنتست يكون من خلال الإيمان بالمسيح فقط؛ دون الحاجة إلى الأعمال، وأن عقيدة الصلب والفداء عند الأدفنتست عقيدة مضطربة، مخالفة لما عليه جمهور النصارى، بالإضافة إلى أنهم يؤمنون بكل ما ورد في العقيدة اليهودية، ويتمسكون بشريعتهم، وأعيادهم، وأن كنيستهم هي البقية الباقية، وأن جميع الكنائس النصرانية الأخرى مرتدة عن تعاليم الكتاب المقدس، كما يوافقون اليهود في الاعتقاد بحفظ وتقديس يوم السبت.

وأضافت الدراسة، أن الأدفنتست اعتقدت أن المسيح بعد صعوده إلى السماء ظل يتشفع عن الخطاة في المقدس السماوى مدة ثمانية عشر قرنًا- أي إلى سنة 1844م- حسب اعتقادهم، كما اعتقدت أن هناك مقدسًا في السماء، وهو الأصل للمقدس الأرضي الذي أمر الرب موسى أن يصنعه على الأرض، كما يقسمون رسالة المسيح إلى ثلاثة أطوار (التضحية الاستبدالية- الوساطة الكهنوتية- الدينونة الأخيرة) وأن عقيدة المجيء الثاني للمسيح من أهم عقائدهم طائفة.

وأكدت الدراسة، أن الأدفنتست لا يؤمنون بخلود النفس الإنسانية، كما يؤمنون بفناء الأشرار لا بعذابهم، ويعتقدون بأن الدينونة ستكون على الأرض، وليست في السماء، وأن القدس ستكون دارًا لنعيم المؤمنين بعد مجيء المسيح.

وأوضحت الدراسة خلال النتائج التي توصلت إليها، أن الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وقفت بالمرصاد لما ينشره الأدفنتست من عقائد تنال النصرانية، ونصت على أن طائفة الأدفنتست وشهود "يهوه" من الطوائف اليهودية، التي لا تمت إلى النصرانية في شيء لكنهما تتستران تحت عباءة النصرانية لنشر أفكارهم.

واختتم الباحث دراسته بعدة توصيات منها: ضرورة الحذر من الطوائف التي تمارس التبشير في مصر تحت مظلة ادعائها النصرانية، والتصدي لأي فكر مخالف يريد النيل من الدين، بالإضافة إلى الاهتمام بتدريس القضايا التي تمس أصول الاعتقاد؛ لبيان الحق في عصر ظهرت فيه أمواج الفتن.

كما نصت التوصيات، بضرورة التصدي للأفكار المنحرفة، وتصحيح العقيدة للمسلمين عن طريق المنهج الصحيح، وتشجيع الحوار البناء ومواجهة الحجة بالحجة، وأن يكون الجدال بالتي هي أحسن، وضرورة اهتمام المؤسسات الإسلامية برصد الفرق والطوائف المخالفة من خلال إقامة مرصد ينطق بأمهات اللغات العالمية: العربية والإنجليزية والفرنسة والأسبانية وغيرها، ويكون تحت إشراف الأزهر الشريف.

ونادت التوصيات بضرورة تدريس مادة الأديان والمذاهب بطريقة فعالة، والوقوف على ما يجد من طوائف وفرق جديدة، وإعداد كوادر من الباحثين من أبناء الأزهر الشريف يستطيعون الدفاع عن العقيدة الإسلامية، وتفنيد شبهات المشككين، ولا يترك الميدان لمدعي العلم من غير المؤهلين، ما أدى إلى ظهور الفتن الطائفية، والتراشق بالاتهامات.