رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى كييف.. كيف يلعب الأربعة الكبار فى دورى الأبطال؟

جريدة الدستور

أسفرت قرعة الدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأوروبى لكرة القدم، أمس، عن مواجهة نادى ليفربول الإنجليزى نادى روما الإيطالى، ونادى بايرن ميونخ الألمانى نادى ريال مدريد الإسبانى.
وأجريت القرعة فى مدينة نيون السويسرية مقر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، ومن المقرر أن تقام مباريات الذهاب لنصف نهائى دورى الأبطال، يومى ٢٤ و٢٥ أبريل الجارى، بينما ستلعب مباريات الإياب، يومى ١ و٢ مايو المقبل.
«الدستور» تكشف فى السطور التالية نقاط القوة والضعف فى كل فريق من الفرق الأربعة، وحظوظ كل منها فى الفوز باللقب الأهم فى أوروبا، وتجيب عن السؤال الذى يشغل المصريين: هل يستطيع محمد صلاح ورفاقه تحقيق الإنجاز؟

بايرن ميونخ.. الأقرب للقب بدفاع متزن قوى ووسط مهارى ذكى وهجوم سريع قاتل
يعد بايرن ميونخ الألمانى أقوى المرشحين للفوز بلقب الأبطال هذا الموسم، فهو الفريق الأكثر تكاملًا واتزانًا فى خطوط اللعب الثلاثة، خلاف منافسيه الثلاثة الذين يعانون فى بعض المراكز والخطوط.
يقدم العملاق البافارى، تحت قيادة المحنك «يوب هاينكس»، أفضل مستويات فى أوروبا هذا الموسم، ويُعد أكثر الأندية استقرارًا فنيًا وبدنيًا، ولا توجد أى أزمة فى خطوطه الثلاثة.
يعتمد «هاينكس» على طريقة لعب «٤١٤١» أو «٤٣٣»، ويراهن على مجموعة المهارات والقدرات الفنية العالية التى يمتلكها خماسى الوسط: مارتينيز محور ارتكاز، وعلى الأطراف روبن يمينًا، وريبيرى يسارًا، وبينهما رودريجز ومولر أو تياجو ألكنتارا.
يتميز هذا الخماسى عن كل خطوط الوسط الأخرى بأن جميعهم أصحاب مهارات فردية عالية، تمكنهم من الوقوف على الكرة، ومنح الفريق الاستحواذ والسيطرة، والبراعة فى موقف لاعب ضد لاعب، وهذا يمنح المدرب قدرة كبيرة على التطوير الهجومى بشكل يسير.
تساعد مجموعة المهارات هذه على خلق حالة من المرونة واللامركزية، وتبادل الأدوار، وأولى عمليات تبادل الأدوار تلك تتم بين ثنائى الوسط: «مولر»، و«رودريجز»ــ الكنتاراــ مع «مارتينيز» محور الارتكاز، فدائمًا ما نشاهد عودة أحدهما لتسلم الكرة من الخط الخلفى، ويتقدم مارتينيز للأمام.
كما يتبادل الجناحان «ريبيرى» و«روبن» الأدوار مع ظهيرى الجانب «ألابا، ورافيينا»، فكثيرًا ما نرى الجناحين على أطراف الملعب فى منطقة الوسط، فى وقت يدخل فيه ظهيرا الجانب بالعمق وكأنهما صانعا ألعاب، وتمنح عملية المرونة هذه وتبادل الأدوار بطل ألمانيا القدرة على إرباك أى خصم.
بالإضافة إلى هاتين العمليتين، فإن خروج «ليفاندوفيسكى» على أطراف الملعب أو النزول إلى الخلف لاستلام الكرة يصحبه صعود لـ«مولر» فى مركز المهاجم، وهى عملية أخرى من عمليات تبادل الأدوار.
دفاعيًا، هو الفريق الأقوى حيث «هومليز» و«بواتينج» فى القلب، و«ألابا» و«رافيينا» على طرفى الملعب، وتتميز هذه التكوينة بالقوة فى الالتحامات، والذكاء فى التمركز وقراءة الخصوم من جهة، فضلًا عن كونها أفضل تركيبة دفاعية تقوم بعملية بناء الهجوم من الخلف، حيث التمرير السليم والقدرة على إرسال «اللونج باص».
«دفاع متزن قوى، وسط ذكى مهارى، هجوم سريع وقاتل».. هكذا اجتمعت كل الصفات فى تركيبة البايرن.

ريال مدريد.. شخصية البطل وقتالية رونالدو ترجحان كفته.. والوسط نقطة ضعف
ثانى أقوى المرشحين «على الورق»، هو فريق العاصمة الإسبانية ريال مدريد، فرغم ما يعانيه الفريق على المستويين الخططى والفنى، وتراجع مستوى كثير من لاعبيه، فإن عوامل أخرى غير الملامح الفنية والجوانب التكتيكية تجعله مرشحًا فوق العادة دائمًا.
يتسلح «الميرنجى» أولًا وقبل كل شىء بشخصية البطل التى تظهر فى مثل تلك الأوقات الصعبة من الموسم، فقد يعانى كثير من النجوم من التراجع البدنى بفعل تقدم العمر أو غيره من عوامل الضغوط، إلا أنه فى المحطات الأخيرة تتجدد الحوافز والدوافع ويفرض الكبار أنفسهم.
فنيًا، يعانى زين الدين زيدان حيرة كبيرة فى اختيار طريقة اللعب، ما بين «٤٤٢» و«٤٤٣»، فإذا لجأ إلى الأولى عانى من النقص العددى فى أوقات كثيرة بالمناطق الأمامية، وإذا اعتمد على الأخيرة وجد بعض المشكلات فى الوسط بفعل قلة الكثافة العددية، وظهر ذلك جليًا فى مواجهة يوفنتوس الأخيرة بدورى أبطال أوروبا.
التراجع البدنى الكبير لـ«مودريتش وتونى كروس»، والإصابات التى يتعرض لها «كاسميرو» أرهقت الفريق المدريدى مؤخرًا وأظهرت ثقوبًا فى الوسط وفتحت المساحات أمام الخصوم، بينما كان غياب سيرجيو راموس بمثابة الكارثة التى كشفت خط دفاع بطل أوروبا، وبعودته سينصلح كثير من الأمور.
هجوميًا، ربما يكون الجميع مطمئنًا فى وجود كريستيانو رونالدو الذى لا يشبع من الأهداف والجوائز والألقاب، وباقتراب المناسبات المهمة يكون فى قمة تركيزه ووهج عطائه، كما أن وجود كريم بنزيما إلى جواره يجعل قوة الفريق الهجومية رائعة، لما يقوم به من جهد بدنى وتحركات على أطراف ووسط الملعب لا تهدأ ولا تتوقف، وتسهم تحركاته فى فتح مساحات عرضية سواء لرونالدو أو لغيره من لاعبى وسط الميرنجى، وتأثر الفريق كثيرًا لعدم مشاركة المهاجم الفرنسى فى الفترة الأخيرة.
أبرز ما يعانيه الريال هو ضعف المساندة الدفاعية من لاعبى الوسط على أطراف الملعب، خاصة عندما يلعب الفريق بثلاثة لاعبين فقط فى وسط الملعب، وهو ما يفتح المساحات أمام الخصم للعب على الأطراف.
لذا، يلجأ زيدان دائمًا إلى لاعب وسط رابع لتحقيق الكثافة المطلوبة ومنح مودريتش وكروس مساحة للتحرك على جانبى الملعب وتقديم الدعم للظهيرين مارسيلو وكارفخال، عندما يعود إيسكو للمساندة معهم كلاعب وسط رابع.

ليفربول.. احترام الخصوم والدفاع المتنوع سلاح كلوب الفتاك لصناعة المجد
فى إنجلترا، يؤمن جميع مشجعى ليفربول بأن فرص فريقهم لا تقل عن الريال والبايرن فى التتويج باللقب، خاصة أن «الريدز» - إلى جانب مقوماته الفنية ونتائجه الرائعة مؤخرًا - فريق يحمل كل مقومات البطل، ويمتلك شخصية الكبار فى اللحظات الأخيرة، هكذا تاريخه شاهد.
رغم القصور الكبير فى خط وسط الفريق، وبعض الأزمات فى قلب دفاع «الريدز»، فإن دروس العبقرى الألمانى يورجن كلوب فى اختيار أساليب متنوعة للدفاع والضغط على الخصم كشفت، بما لا يدع مجالًا للشك، أن الدفاع لا يقتصر على مهارات وقدرات أفراد بل منظومة جماعية تُحركها أساليب متنوعة حسب قدرات المنافس ومعطيات المباراة.
فى خطى الوسط والدفاع، لا توجد مقارنة من قريب أو بعيد بين تشكيلة «الريدز» الأقل كثيرًا من نظيرتها فى البايرن والريال، لكن المبالغة فى احترام الخصوم، أو اللعب بحرص شديد واعتماد منظومة دفاع الـ١٠ وتضييق المساحات وإغلاق مفاتيح اللعب، هو الأسلوب الأمثل الذى أطاح بمانشستر سيتى، وقد يُطيح بفريق كبير آخر.
ربما لا تكون هذه الفلسفة مناسبة للعب فى دورى طويل به ٣٨ مباراة، وربما لا يفلح الأمر أمام خصوم فى مراتب تالية ولا يستحوذون على الكرة أمامك، لكنها الطريقة المُثلى أمام خصم كبير يلعب على امتلاك الكرة والاستحواذ، وتكون سلاحًا فتاكًا فى المباريات الإقصائية.
لذلك، لم يجد كلوب أى غضاضة فى الاعتراف بأن مان سيتى هو الفريق الأفضل فى العالم، فهو الذى يمتلك استراتيجية تستطيع تقديم نتائج طيبة على المدى البعيد والتفوق على ٢٠ فريقًا وبفوارق مريحة عند أبعد المنافسين فى «البريميرليج»، بينما خطة المواجهات المباشرة قد تصلح للأدوار الإقصائية، خاصة أمام الأندية الكبيرة التى تمتلك الكرة.
لكن المعضلة التى قد تواجه «كلوب»: هل سيدافع بنفس الطريقة فى الدور قبل النهائى؟ أم أن نظرته لخصومه ستتبدل؟، فقد يجد الفرصة سانحة هذه المرة للعب كرة هجومية أكثر وتبادل الاستحواذ والسيطرة مع الخصم والخروج إلى المناطق الأمامية بكثافة عددية.
وهنا ربما يكون العقاب حاضرًا، فالاستمرارية على نفس النهج الذى اتبعه أمام السيتى هى الأصلح لمباراتى الذهاب والإياب فى قبل النهائى وهذه الأدوار الفاصلة.

روما.. الكثافة العددية ومقبرة «الأولمبيكو» لا تستهينوا بـ«الذئاب»
فى روما، آمن الجميع بأن الوصول إلى الدور ربع النهائى آخر المحطات، ورفعوا جميعًا راية الاستسلام بعد خسارة الذهاب أمام برشلونة، عدا قلة تقدمها المدرب الرائع أوزيبيو دى فرانشيسكو، الذى يبدو أنه أبرز نقاط القوة فى هذا الفريق، لما يمتلكه من ذكاء كبير فى قراءة نقاط القوة والضعف لدى الخصوم، والوصول إلى أفضل استراتيجية لعب.
يعتمد ذئاب روما تحت قيادة «فرانشيسكو» على الكثافة العددية الكبيرة بانتهاج طريقة «٣٥٢»، وهى طريقة تشهد زيادة عددية كبيرة فى وسط الملعب، وتغلق المساحات بشكل كبير أمام أى خصم، خاصة عندما تقام المباراة على أرضه، حيث العرض الضيق الذى لا يحبه أصحاب السرعات الذين يحتاجون للمساحات لخلق فرص التهديف.
يبنى المدرب الإيطالى قوته الهجومية على أمرين، الأول كثرة تحركات مهاجميه واستغلال قوتهم البدنية وقدرتهم الرائعة على التسجيل من أنصاف الفرص والكرات العالية، بالإضافة إلى ذلك يراهن على توظيف «ناينجولان وستروتمان» بين خطى وسط ودفاع الخصم، واستخدم هذه الطريقة ببراعة أمام برشلونة فى مواجهته الأخيرة، فيتحول «ناينجولان» إلى ورقة رابحة فى صناعة فرص التهديف.
دفاعيًا، روما خاصة على أرضه فريق بلغة الكرة «رخم»، فأنت أمام مساحات مخنوقة وكثافة عددية مبالغ فيها، بفعل الطريقة التى ينتهجها المدرب، كما يمتلك المدرب قلبى دفاع رائعين «مانولاس، وفازيو».
ويلجأ «فرانشيسكو» إلى هذه الزيادة العددية لعلاج ضعفه على أطراف الملعب، خاصة عند كولارويف الذى يعانى من البطء الشديد وكثيرًا ما يخسر صراعات الأطراف إذا واجه جناحًا ذكيًا ومهاريًا أو حتى سريعًا فقط.
بعيدًا عن الأمور الفنية، فروما يمتلك ميزة عن أندية المربع الذهبى وهى تجرده من أى ضغوط جماهيرية، فمجرد وصوله إلى هذه المرحلة بمثابة بطولة فى حد ذاته، لذلك سيلعب دون تخوف من الهزيمة وبنفسية أكثر أريحية، كما سيكتسب دفعة معنوية وثقة كبيرة بعد الإطاحة بواحد من أبرز المرشحين للتويج باللقب «برشلونة»، وهو ما يمنحه فرصة للتأهل ويجعل الحذر منه ضرورة.