رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقوقية: معدل التحرش عندنا لا يتجاوز 2%.. والمرأة لم تعد مضطهدة

الدكتورة ويدا فيضى
الدكتورة ويدا فيضى

نفت الحقوقية الأفغانية، الدكتورة ويدا فيضى، ما يتردد عالميًا عن أن أفغانستان هى الأولى فى التحرش بالسيدات، مؤكدة أن النسبة لا تتجاوز ٢٪، معتبرة أن الفقر والتقاليد وراء انتشار حالات انتحار الأفغانيات، التى يحدث معظمها فى الولايات النائية.
ورأت «فيضى»، المسئولة فى جمعية «زنان»، أى «المرأة» باللغة الفارسية، أن المرأة الأفغانية لم تعد «مضطهدة»، كما كان الحال فى عهد حركة «طالبان»، مشيرة إلى أن القوانين الحالية صارمة مع من ينتقص أو يهين المرأة.


■ منذ متى تعملين فى مجال حقوق المرأة؟.. وما دور الجمعية التى تنتمين إليها؟
- أعمل فى الجمعية منذ ١٢ سنة، وبعد سقوط «طالبان» مباشرة بدأت نشاطى فى مساعدة السيدات وتقديم الخدمات لهن فى المجالات السياسية والثقافية، وغيرها، ونقدم فى الجمعية دعما للمرأة، كى تبدأ فى رحلتها للخروج من البيت، وتتعلم فى المدارس والجامعات، وتشارك فى المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وكافة الأنشطة الأخرى.
وكذلك لنا مساهمات فى تأهيل المرأة للبرلمان، ولتقلد المناصب المهمة فى الحكومة، والمشاركة فى صناعة القرار، خاصة أنه أصبح لها دور كبير فى المجتمع هنا، سواء فى البرلمان أو الحكومة، وفى كافة المجالات.
■ المرأة الأفغانية كانت مضطهدة لفترة طويلة.. ماذا عن وضعها الآن؟
- الأمر الآن مختلف، فالأفغانية لم تعد مضطهدة كما يظن البعض فى الخارج، فهى تخرج من البيت وتعمل وتصنع كيانًا لنفسها، وتشترك فى الحياة السياسية، ودورى هنا تعريف المرأة بكافة حقوقها فى المجتمع ومساعدتها فى أن تحصل عليها، وأن يكون لها دور فى بناء البلد والمشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية وكافة الوظائف فى الحكومة، وهناك برامج تابعة للدولة سواء فى التليفزيون أو الإذاعة تدعم هذ الأفكار، وإجمالًا المرأة فى أفغانستان بدأت تعرف حقوقها وتحصل عليها، بعد دخولها حقل التعليم وحصولها منه على ما يناسبها.
■ هل للحكومة الأفغانية دور فى دعم المرأة؟
- بالفعل الحكومة الأفغانية بدأت برامج دعم المرأة، كما وضعت استراتيجية لذلك، وكل المؤسسات الرسمية تجتهد من أجل أن تنال المرأة حقوقها عن طريق نشر الوعى الثقافى بين السيدات والبنات، سواء بالنسبة لحقوق المرأة أو بالنسبة لحقوق الأطفال الصغار أيضًا.
ونحن نجتهد فى هذا الشأن من أجل تعليمهم، وكان لنا دور كجمعية فى سن تشريعات وقوانين خاصة بالمرأة تعطيها كافة حقوقها، ونحن راضون عن أدائنا فى هذا الشأن.
وهناك طفرة كبيرة فى أفغانستان بالنسبة للمرأة ودورها فى المجتمع، والقوانين هنا صارمة وحازمة وتحارب أى شخص ينتقص من حقوق المرأة أو يتعامل معها بشكل غير آدمى.
■ ما الإنجازات التى تحققت على الأرض؟
- بدأنا فى تغيير واقع المرأة الذى كان سيئًا، خطوة بعد خطوة، حتى وصلنا الآن إلى حالة من الرضا عن كافة الحقوق والمزايا الممنوحة للمرأة، ونعمل على زيادة هذه الحقوق، والمحافظة عليها.
■ هل لـ«السيدة الأولى» أى دور فى دعم النساء؟
- ليس لديها صلاحيات فى هذا الشأن، لكنها وكل سيدات المجتمع هنا يشاركن فى فرض حقوق المرأة وتقسيم حصص المرأة العاملة بين الوزارات كافة، وكذلك فى إقناع قيادات الإدارات الحكومية بمشاركة المرأة فى الحكومة، وكذلك حقها فى مناقشة القوانين.
ونجتهد حاليًا لتعميم القوانين الخاصة بالمرأة فى الولايات وليس فى «كابول» فقط، فى ظل أن النساء فى القرى هن أكثر من يحتجن إلى المساعدة، خاصة فى التعليم، وأيضًا معرفة الحقوق والقوانين التى تحفظ حقوقهن الاجتماعية والسياسية، فالمشكلات فى القرى والمناطق البعيدة كثيرة، وما زال هناك الكثير من النساء لا يأخذن ولا يعرفن حقوقهن.
■ أفغانستان مصنفة الأولى عالميًا فى التحرش الجنسى والعنف ضد المرأة.. ما ردك؟
- هذا الكلام بعيد عن الحقيقة، فإذا تجولنا هنا فى «كابول»، فلن نجد هذه الظاهرة منتشرة كما يدعى البعض، وإذا حدثت بعض التجاوزات البسيطة فهذا لا يعنى أن أفغانستان من أعلى الدول فى التحرش بالمرأة، فنسبة الأذى ضد النساء هنا لا تتعدى ٢٪، وهناك الكثير من دول العالم بها تحرش أكثر من هنا بكثير.
والحكومة هنا مهتمة بهذا الشأن وتعد القوانين التى تحافظ على المرأة من التحرش والعنف فى الأماكن المختلفة سواء فى الشارع أو المدارس أو الوزارات، وهناك قانون لمنع الأذى عن المرأة ما زال تحت الدراسة فى البرلمان، وسيخرج للنور قريبا، وهذه تعليمات الرئيس محمد أشرف غنى، ليحافظ على وضع المرأة هنا.
■ ما سبب انتشار الانتحار بين النساء فى أفغانستان؟
- مشكلة الانتحار هنا بسبب المشكلات المادية وعدم وجود عمل وانتشار الفقر والجهل، فتلجأ بعض السيدات للانتحار، وبالفعل نسبة الانتحار هنا منتشرة، ولا أنكر أن العادات والتقاليد الصارمة فى بعض الولايات مجحفة ضد المرأة وبعضها وراء حوادث إحراق المرأة لنفسها، بجانب الظروف المادية الصعبة.
ومن ضمن الأسباب أيضا التى تؤدى لانتحار المرأة: الزواج المبكر للفتيات، فيتم تزويجهن فى عمر صغير من رجال كبار فى السن، ويجبرهن ولى الأمر أو كبير العائلة، سواء كان الأب أو الجد على ذلك، وهذه عادات وتقاليد قديمة تفرض على البنات وتظلمهن، ولكنها فى بعض الولايات البعيدة وليست فى العاصمة ولا المدن الكبيرة الحضرية.