رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول عميدة فى الجيش الأفغانى: نفذت 600 «قفزة ثقة».. وعملت مع «ناتو»

أول عميدة فى الجيش
أول عميدة فى الجيش الأفغانى

- وجّهَت الشكر لمصر على جهودها فى إحلال السلام ببلادها وخدماتها الطبية عبر المستشفى العسكرى
- شجعت الرجال على الالتحاق بالقوات المسلحة.. والأمم المتحدة كرمتنى مع كونداليزا رايس عام 2005
- «طالبان» أجبرتنى على التقاعد.. وساعدت الصليب الأحمر فى توصيل المعونات


قالت «خاتول محمدزاى»، أول سيدة تصل إلى رتبة «عميد» فى القوات المسلحة الأفغانية، إنها عملت مع ضباط حلف شمال الأطلسى «ناتو»، وتدربت مع قوات مظلات أمريكية، وساعدت الصليب الأحمر على إيصال مساعدات للنساء فى بلادها، وهو ما جعل الأمم المتحدة تكرمها على هذه الجهود. «خاتول» التحقت بالجيش الأفغانى فى الثمانينيات، وعملت مدربة به حتى استولت «طالبان» على السلطة عام ١٩٩٦، إلى أن تم إعادتها للعمل مرة أخرى بعد تولى كرزاى الحكم عام ٢٠٠٢، حتى جرى تعيينها مسئولة عن تدريب السيدات بفرع الدفاع الجوى.


■ كيف التحقت بالجيش الأفغانى؟
- التحقت بالعمل فى الجيش، لأن عمى كان ضابطا بالقوات المسلحة أيام الملك ظاهر شاه، وعندما كنت فى المدرسة كانوا يأتون إلينا لاختيار فتيات يعملن فى الجيش، وكنت جسمانيا قوية وألعب رياضة، لذلك تم اختيارى، ثم دخلت الجيش تطوعًا، واختارونى فى سلاح المظلات بسبب لياقتى البدنية العالية، وكنت من أوليات النساء اللائى عملن فى ذلك السلاح، وأنا الجنرال الوحيد من النساء فى المظلات.
■ متى بدأت عملك فى القوات المسلحة؟
- بدأت عملى بالجيش منذ ٢٧ عامًا، وخدمت فى أماكن مختلفة تطوعا دون مقابل، ونلت العديد من الرتب والأنواط العسكرية، وتم تكريم ٣ نساء من قبل الأمم المتحدة، كنت أنا من ضمنهن، ومعى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، وسيدة أخرى تعمل فى وزارة العدل الأمريكية، وكانت هذه الجائزة لأفضل سيدة بطلة فى ٢٠٠٥.
■ ماذا عن طبيعة عملك الحالى فى الجيش؟
- فى ٢٠١٢، تمت ترقيتى لإدارة شئون المرأة فى الجيش الوطنى، وعملت نائبا لمدير التخطيط والتدريب البدنى لقوات التأهب للكوارث، وأعمل الآن رئيسة تربية وتعليم فى القوات المسلحة، وحصلت على نيشان دولى وجائزة ورتبة عسكرية بسبب الأعمال التى قدمتها فى الجيش.
■ هل شاركت فى الحرب الأفغانية؟
- لم أدخل فى حرب، لكنى أعمل فى وحدة مقاتلة، وهى وحدة المظلات، ومعى فرقة قوات صاعقة، وأنا مسئولة عن تدريب الجنود بذلك السلاح، وبعد انهيار الحكومة فى ١٩٩٢ خدمت فى حكومة المجاهدين خلال الحرب الأهلية الأفغانية، وعقب سقوط الشيوعية تم تعيينى مسئولة عن تدريب السيدات لفرع الدفاع الجوى، والجميع هنا يحترم عملى فى الجيش كسيدة تعمل معهم.
■ هل وافقت عائلتك على دخولك المظلات دون اعتراضات؟
- نشأت فى أسرة «متفتحة»، فمنذ البداية كانوا يشجعون على تعليم الفتيات ويمنحونهن الحرية فى العمل، لذلك رحبوا بعملى فى الجيش، ولكنى لم أخبرهم فى البداية عن دخولى المظلات، حتى لا يقلقوا علىّ، واخترت هذا السلاح بناء على رغبتى، وبعدما علموا بأننى أعمل فى هذا السلاح رحبوا.
■ وماذا عن مدى تقبل الرجال وجودك فى هذا السلاح؟
- يرحبون بى ويحترمون عملى معهم، وعلى العكس تماما، فأنا شجعت العديد من الرجال الذين كانوا يخشون من الالتحاق بالجيش على العمل فى سلاح المظلات، فكنت فتاة صغيرة وأعمل فى هذا السلاح الخطير، ونفذت ٦٠٠ قفزة ثقة، وهذا شجع العديد من الرجال على الدخول فى الجيش ليكونوا مثلى.
■ كيف تعاملت معك حركة «طالبان» بعد توليها الحكم عام ١٩٩٦؟
- بعد سيطرة «طالبان» على البلد أجبرونى على الخروج من الجيش، ولم يتعرض لى أحد بأى أذى، لذلك لم أقلق من شىء لأنهم كانوا يحترموننى، بعدها التزمت المنزل وعملت فى الحياكة والأعمال اليدوية، وإدارة مدارس سرية للفتيات وأخذت معونة من الصليب الأحمر ودبرت أمورى من هذا الطريق، وكنت أساعد الصليب الأحمر على توصيل المعونات لباقى السيدات.
■ مَن أعادك للعمل فى القوات المسلحة؟
- بعد سقوط «طالبان» عام ٢٠٠١ عدت للجيش الأفغانى وتمت ترقيتى من قبل الرئيس السابق كرزاى، إلى رتبة عميد، وعادت لياقتى ثم استأنفت هبوط المظلات وتدربت مع قوات مظلات أمريكية، وعملت مع ضباط قوات حلف شمال الأطلسى «ناتو» على برنامج لتدريب قوات مظلات الجيش الوطنى، وتنافست مع ٣٥ رجلا من أفغانستان ودول أخرى فى مسابقة الهبوط بالمظلات وفزت عليهم، ولا أهتم بمن يحكم البلاد، فأنا أخدم وطنى فقط أيًا كان من يحكم.
■ ماذا عن وضع السيدات فى الجيش الأفغانى الآن؟
- السيدات هنا يقمن بعمل جيد، ولست وحدى من النساء اللاتى يخدمن فى الجيش الأفغانى، فتوجد سيدات فى كثير من فروع الجيش، والدولة هنا تدعم وجود النساء فى القوات المسلحة بشكل كبير، ومنهن من يسافرن إلى الخارج كبعثات للتدريب لكى يحصلن على فرق تدريبية ويعدن إلى أفغانستان، ليستطعن العمل فى الجيش والدفاع عن وطنهن بشكل جيد، ويحصلن على المؤهلات العسكرية من دول عديدة فى الخارج، ويبلغ عددهن أكثر من ٢٠٠٠ سيدة.
■ ما رأيك فى العلاقات العسكرية المصرية الأفغانية؟
- أحترم مصر كثيرًا، فهى دائمًا داعمة لأفغانستان، وأشكر القوات المصرية التى كانت موجودة هنا من أجل رفع المعاناة عن شعبنا الأفغانى، والمستشفى العسكرى الذى كان موجودا ويقدم خدمات من الدرجة الأولى وساعد كل الناس والجنود.
وأنا كجندية أعلم جيدًا ما يشعر به الجندى عندما يترك عائلته، ويذهب إلى بلد آخر من أجل المساعدة فى إحلال السلام ويعرض نفسه للخطر، فكل قوات أى جيش جاءت إلى هنا أسهمت فى خروج أفغانستان من أزمتها، وحتى القوات التى لم تساعد بشكل مادى ساعدت بأشكال أخرى.