رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملتقى «أرض الذهب» يتناول الحياة النابضة فى النوبة

صوره من الحدث
صوره من الحدث

يجمع ملتقى «أرض الذهب»، المعنقد بمركز سعد زغلول، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، بين التراث والمعاصر، ليعيد الضوء الذي ربما خفت قليلًا إلى تلك البلاد المميزة شعبًا وأرضًا وثقافة وتاريخيًا، وتناول مظاهر الحياة النابضة في النوبة من جغرافيا وتاريخ وعمارة وفن تشكيلي وزخارف وأزياء ومهارات وفنون البيت النوبي ومكانة المرأة النوبية.

ويهدف الملتقى الذي تستمر فعالياته حتى 15 أبريل الجاري، إلى أن يكون مصدر إلهام للجمهور بمختلف قطاعاته من فنانين وباحثين ومهتمين يجدون فيه أفكارًا مبتكرة ومصادر للسعادة وتلمس كنوز الوطن، فهو شكل من أشكال توثيق الحضارة المصرية، التي تتعرض- مثلها مثل كثير من حضارات العالم حولنا- لغزو الوافد الدخيل الذي يشوه هويتها وينال من تميزها ويطمس معالم كينونتها لدى أبنائها.

وقال الفنان مجدي عثمان، مدير مركز سعد زغلول، للنوبة أو «نب»، حين نطقها القدماء المصريون، يعنون الذهب، أقسام للأصول، ولكنها لا تفرقهم؛ فـ«الفدكة» ولهم لغتهم في بلانة وأبريم وعنيبة، و«الكنوز» ويتحدثون الماتوكية الكنزية نسبة إلى بلد الكنوز «بلاد الذهب»، ومنها دهميت وأم بركاب وكلفشة والدكة، والقسم الثالث للعرب، وحينما فكرت في ملتقى يجمع التراثي والمعاصر في النوبة، لم يكن اختياره لقومسيير العرض، مُؤسس على أن يكون نوبيًا أو حتى صعيديًا، فالفنان إيهاب لطفي، لا ينتمي لتلك الأصول، وإنما شغلته علاقته بالنوبة منذ زمان، يرسم ويصادق النوبة أرضًا وأهلًا، فانتمائه، عشق، وليس تربية أو صلة دم، وتابع: «كنت أتذكره حيث نشر صورته بالزي النوبي، لا ينقصه إلا لون البشرة الناضجة بحرارة وأشعة الشمس، إنما الرسم موجود والتفاعل دائمًا حاضر».

وأضاف: «أن ما يميز أهل النوبة، ليس الود السريع أو الطيبة والتسامح، إنما هم ملبسون بالنوبة، جنيتهم التي ندهتهم فلبوا النداء دون مواربة، فلن تجد نوبيًا غير معجون بترابها وعشق تاريخها وحكي الأجداد».

وقال مصطفى عواض، معماري وباحث نوبي: «النوبة حضارة قديمة من عبق التاريخ البشري، تحمل في طياتها موروثا ثقافيا هاما في شتى المجالات الحياتية (النحت، العمارة، الرسم، الموسيقى، الزخرفة، الزراعة)، والحضارة النوبية توأم الفرعونية والدال على ذلك المعابد والتماثيل التي وجدت على مر التاريخ».

وأوضح الدكتور عاطف معتمد عبدالحميد، أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة: «في بلاد الذهب.. في وقت تبحث فيه الجماعات البشرية في كل القارات عن خصوصيات ثقافتها المحلية التي يمكن أن تحميها من طوفان العولمة وغزو الوافد الغريب، تذكرنا النوبة بأنها هنا معنا دوما تقدم الخصوصية والتميز البشري والبيئي».

واستكمل: «لهذه الأسباب ينطلق ملتقى «في بلاد الذهب» ليعيد الضوء الذي ربما خفت قليلًا إلى تلك البلاد المميزة شعبًا وأرضًا وثقافة وتاريخيًا، يهدف الملتقى إلى تناول مظاهر الحياة النابضة في النوبة من جغرافيا وتاريخ وعمارة وفن تشكيلي وزخارف وأزياء ومهارات وفنون البيت النوبي ومكانة المرأة النوبية، ولكي نقوم بواجبنا في ذلك سيحتضن الملتقى مجموعة من العروض والمحاضرات والنقاشات وورش العمل وعروض لأفلام تسجيلية وعروض مصورة، فضلًا عن لقاءات الفنانين والمبدعين والمهتمين بالنوبة وأهلها».

وأكد أن الملتقى في حقيقة الأمر شكل من أشكال «توثيق الحضارة المصرية» التي تتعرض– مثلها مثل كثير من حضارات العالم حولنا– لغزو الوافد الدخيل الذي يشوه هويتها وينال من تميزها ويطمس معالم كينونتها لدى أبنائها، وهو دعوة لإقامة نظائر من هذه الأنشطة الفنية والثقافية لمختلف ربوع الأراضى المصرية، تلك الأراضي المليئة بكنوز الثقافة ومنابع الإلهام والوحي التعليمي والإبداع العلمي.

وتحدثت الدكتورة ناهد بابا، أستاذ طباعة المنسوجات كلية التربية النوعية جامعة عين شمس، «الزخارف النوبية في العمارة وأطباق الخوص»، قائلة: «المرأة النوبية صانعة الإبداع، النوبة تتميز بالتنوع والثراء فى الزخارف والألوان والملابس التى تعتمد على تنوع أساليب الأداء والخامات التى نفذت منها المشغولات، وخاصة فى أشغال أطباق الخوص والعناصر الزخرفية الجدارية الملونة فى العمارة وتركز على التراث الفني والإبداعي والموروث الضخم للفن النوبى القديم الذي يسجل للمرأة النوبية صناعة أغلب الحرف النوبية القديمة فهى مرتبطة بخيوط التقاليد الحضارية الموروثة من البيئة التى تعيش فيها، فأفكارها نسيج من معتقداتها وعاداتها وقيم مجتمعها وقيمها، وطريقة رسم الرموز التى تعبر بها عن أفكارها التى تخضع لخطوط تقليدية متعارف عليها، ألفها المجتمع، وأقامت عليها معاييرها ومعانيها الفنية والجمالية».

الملتقى افتتح 5 أبريل الجاري، ويشارك فيه الفنان أحمد عثمان، والفنانة تحية محمد حليم، والفنان جلال الحسينى، د. أحمد سليم، د. مرفت شاذلى هلالى، شيرين محمد كامل الموصلي، ضحى مصطفى جبر، أحمد عبد الجواد مدنى حمد، داليا الليثي، إيهاب لطفى، الفنان الراحل محمد حسنين علي، د. سلوى رشدى (خزافة) تلميذ رائد الخزف المصري سعيد الصدر، عبدالفتاح البدري، محمد عز الدين نجيب، مصطفى صالح عواض، د. سامي عبد الفتاح، عاطف الشافعي عناني.