رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دموع المريدين».. هكذا أصبح قبر أحمد خالد توفيق قبلة للمحبين (صور)

أحمد خالد توفيق
أحمد خالد توفيق

حينما يقف المريدون على أضرحة الأولياء يسكبون العبرات، ويدعون لأوليائهم وأنفسهم بالمغفرة والرضوان، هكذا كان الأمر بالنسبة لمحبي الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، فقد توافدوا على مقبرته في طنطا، ولسان حالهم يلهج بآيات الذكر الحكيم والدعاء.

كانت دموع المحبين تنساب دون توقف، حتى وإن عارضتها إرادة الباكي لتسد طريقها نحو القلب الذي دائما ما تعلق بكتابات وقلم صاحب القبر، الأعين مشدودة نحو مكان واحد، وأن تسترق السمع لا تسمع إلا غمغمة دعاء أو بكاء، وإن اختلست النظر، سترى من كل طوائف المجتمع وفئاته بجانبك، مسلم وقبطي، رجل وامرأة، كبير وصغير، شاب وفتاة، طفل وطفلة، ملتحون ومنتقبات.. من كان هذا الرجل العظيم؟.. وماذا فعل بهؤلاء كي يأتوه رجالًا ونساءً من كل صوب وحدب؟.

ترى هل كانت نبوءة مبكرة أن يقول الدكتور أحمد خالد توفيق عن جنازته، «إنها ستكون حاشدة على الرغم من أني لن أراها، وإن كنت حتمًا سأحضرها»؟.

كانت كل أماني الكاتب الراحل أن يكتب على قبره، هذا الذي جعل الشباب يقرأون.. وقد كانت جنازته جميلة، بعد أن زينها آلاف الشباب، وقد كتب الشباب على قبره ما تمناه في حياته، بل إن الشاب منذ دفنه في الثالث من أبريل الجاري إلى الآن، وهم في توافد مستمر على قبره.

كتب أحد الزائرين، وهو من رواد موقع الفيس بوك تعليقًا على ما شاهده أمام قبر عراب الجيل، "رجال ونساء وشباب وأطفال، وكبار وصغار، وملتحون وغير ملتحين، ومنتقبات، يحجون إلى هناك كل يوم، يحدقون في صاحب الضريح، يكتبون رسائلهم بخط اليد ويعلقونها على قبره بيد مرتعشة لعلها تصله، يشاركونه أحلامهم وأحزانهم ومخاوفهم- كما اعتادوا دائمًا- يقرأون القرآن ويدعون له ويعزي بعضهم بعضًا".

يبدو أن أحدًا من مريديه قرأ ما كتبه أحمد خالد ذات يوم، بأنه يخشى الموت ويخافه، لأنه غير مستعد للقاء خالقه، فوقف يقول له، لا تخف ولا تجزع نحن إلى جوارك وحولك، كما كنت معنا طوال الوقت، ويعاتبه من وراء حجاب قائلًا: أنا زعلان منك يا دكتور فقد علمتنا كل شيء إلا مواجهة رحيلك.