رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الإسكندرية إلى ميزوري.. نشوى تهب مستقبلها لمساعدة اللاجئين

نشوى
نشوى

دائمًا يثبت المصريون أنهم قادرون على التكيف والنجاح فى أى مكان، وتعد قصة نشوى غنيم، بنت الإسكندرية، من قصص النجاح الرائعة التى أبرزتها صحيفة «ذا ستاندرد» الأمريكية، فى تقرير سرد تفاصيل كفاح ابنة النيل فى بلاد العم سام، على مدار سنتين، حتى حصلت خلالهما على درجة الماجستير فى الدراسات الدولية، وسخّرت سنواتها المقبلة لمساعدة اللاجئين.
وحسب الصحيفة، حصلت «نشوى» على درجة الماجستير من جامعة ولاية ميزورى فى الولايات المتحدة، واستطاعت أن ترفع اسم مصر عاليًا كطالبة ومهاجرة فى دولة خارجية، وتضرب مثالًا آخر لقدرة المصريين على التكيف فى حياة مختلفة وبها الكثير من التحديات.
تروى «نشوى» تفاصيل رحلتها إلى الولايات المتحدة، قائلة: «شكلت تصورى عن أمريكا من خلال أفلام هوليوود، ومشاهدة مدن وولايات مثل لوس أنجلوس ولاس فيجاس، ولكن عندما انتقلت إلى جنوب غرب ميزورى، قبل عامين، فوجئت بأن الأفلام الأمريكية لا تعطى أبعادًا حقيقية عن هذه المدن والولايات».
وتضيف «نشوى»: «أنا من الإسكندرية، واستغرق الأمر معى بعض الوقت للتكيف فى الولايات المتحدة، ولكن اليوم أحصل على الماجستير، وأريد أن أستخدم شهادتى وتعليمى لمساعدة اللاجئين على التكيف مع الحياة فى بلد أجنبى».
وتتابع «نشوى»: «أرغب فى بناء خبرة فى العمل فى مراكز اللاجئين فى الولايات المتحدة، فهم مثلًا لا يعرفون اللغة هنا بشكل كبير، وأحيانًا يشعرون بالصدمة الثقافية وأشياء أخرى بداخلهم تجاه الحياة فى منطقة مختلفة، وأود أن أساعد الناس»، وذكرت: «قبل السفر إلى الولايات المتحدة، درست فى الهند ستة أشهر، وكنت قد حصلت على شهادتى الجامعية من إحدى الجامعات فى القاهرة».
ويقول سلمان بدوى، الأخ غير الشقيق لـ«نشوى»: «العائلة بأكملها تشارك نشوى روح المغامرة، فنحن كعائلة نحب السفر واستكشاف أماكن وفرص جديدة، وكانت فكرة الدراسة فى الخارج فى أذهاننا لفترة طويلة».
ويشرح «سلمان» قصة انتقاله إلى أمريكا ويقول: «انتقلت قبل نشوى بعام، أى منذ نحو ٣ سنوات إلى الولايات المتحدة، وفى البداية، ذهبت إلى الجامعة فى نيفادا، وعندما أصبحت تكلفة التعليم والمعيشة فى الساحل الغربى للولايات المتحدة مرتفعة للغاية، انتقلنا إلى ميزورى».
وتقول «نشوى»: «بحثت عن خيارات للحصول على الدراسات العليا بأسعار معقولة بالقرب من أخى، وعندما انتقلت إلى هنا، وبدأت فى البحث عن برامج، كنت متحمسة لفكرة الذهاب لولاية ميزورى، خاصة أننى حصلت على الموافقة من الجامعة، ووافق أستاذ بالجامعة على أن يشرف على الرسالة التى قدّمتها فى الدراسات العليا».
وتحكى «نشوى»: «التكيف مع الحياة فى بلد أجنبى لم يكن صعبًا، ولكن كنت غالبًا ما أشعر بالحنين إلى الوطن أثناء وجودى فى أول رحلة سفر لى فى الهند، ولكن فى الولايات المتحدة تعودت على وجودى فى دولة غريبة، وساعدتنى خبراتى السابقة على أن أصبح أكثر استقلالية، لذلك لم تكن هناك أى مشكلة خلال العامين الماضيين».
وتوضح «نشوى»: «مفهوم الاستقلال فى حد ذاته اختلاف ثقافى كبير بين الولايات المتحدة ومصر، فالأطفال يعيشون عادة مع والديهم حتى الزواج فى مصر، ولكننى فوجئت بأن العديد من البالغين الأمريكيين يعيشون بعيدًا عن منازلهم وعائلاتهم، وأن الآباء يتوقعون أن ينتقل أطفالهم من المنزل فى عمر الـ١٨ عامًا».
وتكمل حديثها: «صُدمت فى البداية لسماع قصص الأمريكيين الذين لم يروا أقاربهم منذ سنوات والشباب البالغين الذين طردهم آباؤهم من المنزل، فالشباب هنا مستقلون منذ سن مبكرة جدًا، ولكن هذا ليس هو الحال فى مصر، أنت تعيش مع عائلتك، حتى بعد أن تتزوج، فأنت تريد أن تعيش بجانب والديك».
وأوضحت «نشوى»: «ساهم السفر والدراسة بالخارج فى تعزيز مهاراتى فى التواصل مع الناس، أعرف الناس وأفهمهم، وشكّلت صداقات فى فصولى الدراسية، وأعيش مع عائلة أمريكية مضيفة محبة وترحب بى».
وتكشف «نشوى» عن أنها تفضل حياة المدينة الصاخبة، وهى تتقدم حاليًا لطلب وظيفة فى المدن الكبرى، مثل دالاس، لأنها عاشت خلال الفترة الماضية فى سبرينجفيلد فى ميزورى، وهى تعد مدينة ريفية فى الولايات المتحدة، وترى «نشوى» أنها تشبه الإسكندرية إلى حد كبير، وأن هناك أوجه تشابه بين المدينتين.