رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» في المقطم.. هنا قتلت «روان» على يد والدها وزوجته (فيديو)

الدستور تستمع لشرح
الدستور تستمع لشرح جيران الضحيه

في جريمة بشعة شهدها سكّان المقطم عقب عثورهم على جثة طفلة لا يتعدى عمرها خمس سنوات مقيدة اليدين والرجلي، نجحت مباحث القاهرة بعد 24 ساعة في الوصول لمرتكبي الواقعة وكشف غموضها بعد العثور على الطفلة ملقاة بعد طلعة كوبري المقطم بين طريق الأوستراد وصلاح سالم بمحيط دائرة قسم الخليفة بعد إبلاغ مواطن مباحث القسم وانتقالهم للمعاينة والفحص، وتبينهم آثار التعذيب على الصغيرة المقيدة اليدين والقدمين، وتظهر أجزاء منها خارج ملاءة ملفوفة بها، حيث انتهت عمليات البحث بمفاجأة أن وراء الواقعة والد الطفلة وزوجته الثانية.

«الدستور» انتقل إلى منزل المجني عليها بمنطقة الـ70 فدان بالمقطم، والتقى شهود العيان الذين أكدوا أن زوجة الأب دائمًا ما كانت تقوم بتعذيب الفتيات الثلاث بشكل وحشي أمام والدهن.

قال أحمد، أحد جيران المجني عليها، إنه لاحظ وجود ثلاث فتيات لا يتجاوز عمر أكبرهن 5 سنوات وعندما سألوا والدهن وزوجته عنهن أكدا للجيران أن والدتهن متوفاة وتركت لهما الفتيات.

وتابع أحمد، لـ"لدستور"، أن الطفلة روان قاما بإلقائها من الطابق الرابع قبل مقتلها بشهر، لكن القدر قاد الجيران لإنقاذ الطفلة وعندما صعدوا لشقة والدهن أكد لهم أنها كانت تلعب بـ"الدبدوب" وحاولت إلقاءه بالخارج فسقطت من نافذة غرفتها.

وأكد أحمد أنه شاهد شقيقتها ذات العامين في حالة إعياء شديدة نتيجة التعذيب الوحشي وكلما سأل الجيران زوجة أبيهن تقول لهم "العيال بتقع وهي بتلعب" بينما كان الأطفال يروين حفلات التعذيب التي تقيمها عليهن زوجة الأب.

وأوضحت "أم وائل"، أحد جيران المتهمين، أن المتهمة كانت دائمًا تنهر الأطفال وتقوم بالاعتداء عليهن وأن الجيران كانوا دائمًا يسمعون صوتها المرتفع، وأنها علمت من زوجة الأب أن الثلاث بنات لا يمتلكن شهادات ميلاد وغير مقيدات بالدولة وذلك ما أثار شكوك الجيران في أنهن أبناء ذلك المتهم.

أوضح عدد من شهود العيان لـ"لدستور" أثناء مقابلتهم أنه منذ 3 أشهر قدمت الزوجة الأولى، من دمياط وتركت لزوجها بناته الثلاث، روان 5 سنوات وتاليا وياسمين، وأنها لاتريد بقاءهن بالبيت.

من جانبه، أقرّ بعض الجيران أنها اعتادت معاملتهن بقسوة هي والأب، بينما أطفالها الثلاثة من الزوج، وهم حمزة وجنى وياسين لا تعاملهم بنفس هذه القسوة.

كان اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد شرقاوي، مدير مباحث قطاع جنوب القاهرة، لكشف ملابسات الواقعة وسرعة القبض على الجاني، وبعد خطة بحث أوكل تنفيذها إلى المقدم حسام ناصر، رئيس مباحث الخليفة، اعتمدت على تكثيف التحريات ومناقشة المبلغ عن الواقعة الذي يدعى "ب.س.ع "سمكري سيارات، 44 سنة، وفحص المترددين على المكان ما بين وقت العثور على جثة الطفلة وبعدها، وأيضًا مراجعة بيانات العناصر المسجلة جنائيًا والمشتبه بهم.

بعد انتقال رجال مباحث الخليفة للمعاينة لم يستدل على أية مستندات تساعد في الكشف عن هويتها فقاموا بنشر صور الطفلة وتفريغ الكاميرات التي أوضحت رقم السيارة التي ألقت الجثة في صندوق القمامة، وتبين بعد ذلك أنها سيارة والد الطفلة وانتقلت القوة إلى منزل والدها الذي تبين عدم قيامه بعمل محضر تغيّب لطفلته.

كانت المفاجأة أن والد الطفلة ويدعى "إسلام فرج.أ" 40 سنة صاحب محل علافة وزوجته الثانية "أمل س.ح" 30 سنة مشرفة بمدرسة حكومة، ويسكنان بمنطقة السبعين فدان بالمقطم، هما مَن قاما بقتل الطفلة، وخرجت مأمورية من ضباط مباحث قسم الخليفة بقيادة المقدم حسام ناصر، رئيس المباحث، وتمكن ومعاوناه النقيبان أمير حامد، ومحمد عادل من ضبط الجانيين داخل محل سكنهما دون مقاومة، وأثناء تواجد القوة تبيّن وجود عدد من الأطفال بلغوا 6 في أعمار سنية مختلفة، وهناك آثار ضرب وتعذيب على اثنين منهم، تبين بعد ذلك أنهم أبناء الأب من الزوجة الأولى.

وبمواجهتهما أمام اللواء نبيل سليم، مدير المباحث الجنائية، اعترف الأب بتعذيب الطفلة حتى وفاتها، وأن زوجته الثانية أمل قامت بضرب روان، 5 سنوات، ابنته من زوجته الأولى، لعدم الانصياع لأوامرها في مساعدتها لإعداد صينية بطاطس، وبسبب عند الصغيرة وإصرارها على رأيها قام هو أيضا بضربها بعصا مكنسة ومفك وشاكوش على جميع أنحاء جسمها، ولمدة تقترب من 4 ساعات وأحدث بها علامات متفرقة، وتركها ظنًا أنها خلدت إلى النوم، لكنه فوجئ بأنها فارقت الحياة والدماء تنزف من فمها.

تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأحالهما اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.