رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما وراء محاولة استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية

جريدة الدستور

- النائب العام يكلف «أمن الدولة العليا» بالتحقيق.. ووزيرة التضامن توجه بإعداد دراسة عن الضحايا

- التحقيقات الأولية: العبوة بدائية زُرعت فى «المعسكر الرومانى».. تحريز كاميرات المراقبة.. وعناصر لضبط الجناة


محاولات الجماعات الإرهابية لإفشال المشهد الانتخابى، خاصة بعد احتشاد المصريين أمام لجان الاقتراع فى الخارج لم تنته، فشرعت، اليوم، فى تنفيذ مخطط إرهابى جبان، باستهداف موكب مدير أمن الإسكندرية، بشارع المعسكر الرومانى بمنطقة رشدى، ما أوقع شهيدين و٥ مصابين من رجال الشرطة.

وكلف النائب العام، المستشار نبيل صادق، نيابة أمن الدولة العليا، بمباشرة التحقيقات فى الحادث الإرهابى، فيما أمر المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، المستشار خالد ضياء، بانتقال عدد من أعضاء النيابة إلى الإسكندرية، لإجراء معاينة لمسرح الحادث، وسؤال شهود الواقعة والمصابين.

وقرر النائب العام أيضا تكليف نيابة سيدى جابر، بالاشتراك فى أعمال التحقيق، وانتقال أعضاء النيابة إلى المستشفيات التى يرقد المصابون بها، لمناقشة من تسمح حالته منهم حول مشاهداتهم للحادث.

تحقيقات موسعة حول الحادث.. والأجهزة الأمنية تتتبع خط سير الإرهابى مُنفذ الهجوم

قررت نيابة شرق الكلية بالإسكندرية توقيع الفحص الطبى لجثمان الشهيدين «على جلال أحمد شبانة»، مساعد شرطة، ٤٥ سنة، و«عبدالله محمد عبدالله»، مجند، ١٩ سنة، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من ذلك.
كما قررت النيابة تشكيل فريق للانتقال إلى المستشفى العسكرى، لسؤال المصابين، فيما وجهت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بإعداد دراسة عن حالات الضحايا، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات التعويضية المناسبة.
وقال مصدر أمنى إن عبوة ناسفة تم وضعها أسفل سيارة، كانت متوقفة أمام أحد الفنادق بشارع المعسكر الرومانى، الذى يضم فندق ومساكن ضباط القوات المسلحة، انفجرت فى أثناء مرور موكب اللواء مصطفى النمر، مدير الأمن، نتج عنها تهشيم زجاج ٧ سيارات، وحوائط الفندق، و٣ عقارات مجاورة، فيما بدأت الأجهزة الأمنية فى تتبع خط سير الإرهابى زارع العبوة.
وأضاف المصدر أن خبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية وبصحبتهم ٥ سيارات مجهزة للمفرقعات انتقلوا إلى مكان الحادث ﻹجراء عمليات الفحص وتمشيط المكان، تحسبًا لوجود أى مواد متفجرات أخرى. وأوضح المصدر أن اللواء مصطفى النمر استمر فى تنفيذ مهام عمله وتفقد موقع الانفجار، مؤكدًا أن مدير الأمن لم يصب بأى مكروه، لافتًا إلى أن هناك تحقيقات موسعة حول الحادث.
وأوضحت مصادر أمنية أن فريقًا من ضباط الأمن الوطنى والبحث الجنائى والأدلة الجنائية، انتقلوا على الفور إلى مكان الحادث، وحرزوا شرائط الفيديو الخاصة بكاميرات المراقبة فى محيط الحادث لتتبع الإرهابى.
وأشارت المصادر إلى أن فريق الأدلة الجنائية، أجرى معاينة الموقع لتحديد حجم العبوة ونوعها عن طريق حساب الموجة الانفجارية التى صدرت عنها، قائلة، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن العبوة بدائية الصنع، تحوى بارودًا ومسامير، ولا توجد بداخلها مواد شديدة الانفجار.
وأكدت المصادر أن اللواء مصطفى النمر وجّه بسرعة انتقال فرق من البحث الجنائى ونشر العناصر السرية فى محطة قطار سيدى جابر، ومواقف الميكروباصات، وإجراء عملية فحص لجميع السيارات والدراجات البخارية، فى محاولة لتضييق الخناق على منفذ الحادث.
وأجرت غرفة إدارة الأزمات الجديدة بوزارة الداخلية، اتصالات مع الخدمات الأمنية بمحافظة الإسكندرية وباقى المحافظات عبر «الفيديو كونفرانس» لرصد الحالة الأمنية، وتتبع خط سير الإرهابيين المطلوبين.
وأكدت الدكتورة عزة الفناجيلى، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، أن جميع المصابين من مجندى الشرطة، مضيفة أنه تم تحويلهم إلى مستشفى مصطفى كامل العسكرى بمنطقة سيدى جابر، لتلقى العلاج اللازم.
شهود عيان: «التفجير هزّ الدنيا».. و«لو وضعوا المتفجرات داخل اللجان هنشارك»
رصدت «الدستور» روايات شهود عيان حول الحادث الإرهابى، من أصحاب المحال المجاورة والعاملين بها، وأصحاب السيارات.
وقال أحمد عاصم، الذى كان يتواجد بسيارته فى موقع الحادث، إنه فى أثناء وجوده بمدخل شارع المسكر الرومانى، فوجئ بسماع دوى الانفجار، مما أدى لتصادم عدد من السيارات، فحاول العودة بسيارته إلى الخلف تجنبًا للحادث.
وأضاف أن الانفجار طال سيارة على يسار الطريق، كانت تُقل أسرة بأكملها، وأصيب أفرادها، مشيرًا إلى أنه رغم محاولته تفادى الأمر، فإن سيارته تأثرت بالحادث.
أما محمود عبدالحى، أحد عمال شركة الصرف الصحى، الواقعة على أول فندق توليب، فأوضح أنه فور وصوله إلى الشارع سمع دوى الانفجار، الذى أدى إلى تهشم بعض السيارات الموجودة فى المحيط، متابعًا: «مفيش انفجار فى عربية تانية هى اتكسرت متأثرة بالانفجار الأول».
وأضاف أن سيارات الإسعاف أول من وصل إلى مكان الحادث، وتبعها سيارات الإطفاء، موضحًا أن الانفجار أصاب بعض المواطنين المارين فى الشارع، سواء مترجلين أو داخل سياراتهم، إلا أن معظمها إصابات طفيفة، لم تستدع نقلهم إلى المستشفى. وخلال جولة «الدستور»، فى مكان الحادث، التف المواطنون حول اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، الذى كان يتفقد الأوضاع، مرددين هتافات مناهضة للإرهاب، مؤكدين خروجهم للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، قائلين: «محدش هيمنعنا من الخروج».. مطلقين هتافات: «سيسى.. سيسى»، و«تحيا مصر.. ويحيا السيسى».
وقال أحد المواطنين، إن هذه الحوادث الإرهابية تزيد من إصرارهم على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، متابعًا: «لن يخيفنا الإرهاب الجبان».
وأضاف هانى عبدالملك، من سكان المنطقة، أنه سمع دوى الانفجار الذى «هز الدنيا»، حسب وصفه، فخرج إلى الشارع للاطمئنان على سيارته، موضحًا أن السكان خرجوا مسرعين، متوقعين أن يكون ناتجًا عن انفجار أسطوانة بوتاجاز فى عقار مجاور، إلا أنهم فوجئوا بانفجار سيارة عقب مرور موكب مدير الأمن.
وتابع: «الناس كانت مرعوبة من وجود متفجرات أخرى فى المكان، فحاولوا الابتعاد عن محيط السيارة»، قائلًا: «الحادث لا يمكن تفسيره إلا كونه محاولة لإرهاب المواطنين لعدم المشاركة فى العملية الانتخابية».
وشدد على أن الإرهاب مهما فعل فلن يستطيع منعهم من المشاركة فى الانتخابات، قائلًا: «لو وضعوا المتفجرات داخل اللجان الانتخابية هنشارك برده»، مؤكدًا: «حنقف على بوابات اللجان بنفسنا لحمايتها».
فيما قال سعيد محمد، المسئول عن جراج شارع سوريا، إنه أثناء تواجده أمام باب الجراج سمع دوى الانفجار الذى توقع فى البداية أنه صوت «رعد»، وعقب وصوله إلى مكان الحادث شاهد النيران تشتعل فى السيارة الجيب المصاحبة لموكب مدير الأمن، فيما حاول بعض أفراد الموكب فتح السيارة لإخراج من بها، موضحًا أن الانفجار وقع بعد خروج مدير الأمن من السيارة ووصوله إلى فندق توليب.
وأضاف أنه تابع الموقف وشاهد نقل ٢ من المصابين المتواجدين فى الموكب، مؤكدًا أنه مهما حدث لن يمنع شيئًا المواطنين من المشاركة فى الانتخابات، مرددًا: «كلنا مع الريس».
«كل دى شقق مفروشة منعرفش مين فيها».. هكذا قالت زينات، واحدة من أصحاب المحال المجاورة لموقع الحادث، فى إشارة إلى الشقق السكنية المجاورة لمكان الحادث، وإمكانية اختباء الإرهابيين فيها، مطالبة بحصر الوحدات السكنية المحيطة بالمكان وتقنين إيجار الشقق المفروشة.
وشددت قائلة: «هننزل الانتخابات ومحدش هيمنعنا لو هنموت كلنا»، وأضافت: «اللى بيعيش مرة واحدة واللى بيموت مرة واحدة، إحنا مع الريس لحد ما هو عاوز، كلنا فداه».
بينما حمل المواطن أحمد أبوالمعاطى، لافتة فى موقع الحادث، مكتوبًا عليها: «انزعوا الحقد من قلوبكم، فأعمالكم الإرهابية لن تثنينا عن الوحدة الوطنية».