رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نص كلمة «السيسي» بالمؤتمر القومي للبحث العلمي

السيسي
السيسي

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، السبت، ثقته الكبيرة في قدرات المصريين، موضحا أن مصر بها عقول نيرة كثيرة تحتاج فقط من الدولة والحكومة الدفع بهم للاستفادة من علمهم وأبحاثهم.

وقال السيسي - فى كلمته خلال افتتاح فعاليات المؤتمر القومي للبحث العلمي، تحت شعار "إطلاق طاقات المصريين" والذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي - "إننا كل المطلوب مننا كحكومة ودولة أن نساعد شباب الباحثين حتى يحصلوا على فرصتهم للنهوض بهذا البلد والتقدم به".

وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح فعاليات المؤتمر القومي للبحث العلمي، تحت شعار "إطلاق طاقات المصريين" الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي:

"بسم الله الرحمن الرحيم.. اسمحوا لي أن أوجه لكم جميعا التحية والتقدير والحقيقة إنني لدى ثقة كبيرة بكم وثقة كبيرة في قدرات المصريين ولكن الثقة تتأكد فقط عندما نستطيع أن ننظم جهدنا وتكون لدينا آليات مستقرة لأن العقول النيرة موجودة في كل بلد، ومصر لديها الكثير من العقول النيرة وهمم هائلة، كل المطلوب مننا كحكومة ودولة أن نيسر لهم وندفع بهم لأن يحصلوا على فرصتهم لنستفيد منهم كدولة وشعب بل والعالم من خلال أبحاثهم.

السادة العلماء وأبنائي وبناتي شباب الباحثين والمبتكرين علماء الجيل القادم السيدات والسادة الحضور إنه لمن دواعي سروري أن التقي بكم اليوم علماء مصر وباحثيها من الشباب والشابات والمبتكرين والموهوبين في افتتاح المؤتمر القومي للبحث العلمي "إطلاق طاقات المصريين".

يأتي هذا اللقاء بعد شهر من لقائنا في فبراير الماضي في المنتدى الإفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والإبداع، الأمر الذي يعكس اهتمامنا الحقيقي وتقديرنا الكبير لدوركم المأمول في بناء مستقبل هذا الوطن العزيز.

"السيدات والسادة، تعلمون أن مصر تواجه تحديات عديدة في المرحلة الراهنة، تحديات فرضتها علينا ظروف دولية وإقليمية وداخلية ما بين الإرهاب الذي أطل بوجهه القبيح خلال السنوات الماضية أو حالة عدم الاستقرار السياسي التي شهدتها مصر بعد عام 2011، أو فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية التي كانت في أمس الحاجة للتدخل العاجل".

وأضاف الرئيس السيسي "لقد استندت مواجهتنا فى هذه التحديات إلى منهج شامل ومتكامل، فقد سعينا أولا: لتثبيت أركان الدولة المصرية، وتقوية وترسيخ مؤسساتها واستعادة الاستقرار الذي بدونه لا يمكن المضي قدما في معالجة مشكلاتنا".

وثانيا: قمنا بوضع إستراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب تتضمن أبعادا ثقافية واجتماعية بجانب الأبعاد العسكرية والأمنية، وفي هذا السياق تم إطلاق العملية (سيناء 2018) التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة وتحقق نجاحات كبيرة تطمئننا أننا على الطريق الصحيح نحو محاصرة الإرهاب والقضاء عليه..ولعل الدماء الطاهرة التي سالت من شهداء وأبطال وأبناء مصر تكون لنا دوما نبراسا منيرا ودافعا قويا لتحقيق ما استشهد هؤلاء الأبطال من أجله".

وثالثا: المنهج الذي اتبعناه للتعامل مع التحديات الجسام التي واجهت مصر خلال السنوات الماضية وهى النهوض بأوضاع الاقتصاد الذي تضرر بشدة من حالة عدم الاستقرار بعد عام 2011، ولم نلجأ لمسكنات ضررها أكبر من نفعها، ولم نروج للوهم والآمال الكاذبة بل عمدنا لمصارحة الشعب بالحقائق كما هي.

"وتعاهدنا جميعا على تحمل فواتير الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي، الذي وإن كانت له تكلفته فإنه الطريق السليم والوحيد لبلوغ آمالنا الكبيرة لوطننا الذي عهدنا الله أن نضعه في مصاف الأمم والمجتمعات المتقدمة، بجهودنا المشتركة وتضحياتنا جميعا بالعرق والجهد والدم".

ويأتي في القلب من معركة الإصلاح والتحديث الشامل التي نخوضها، هذا النشاط الذي نراه في مجال البحث العلمي، ودعم الابتكار والمبتكرين، وتمكين الشباب وربط البحث العلمي بخطة الدولة للتنمية، ودعم المشروعات القومية الكبرى، وبدء جني ثمار تطبيق مخرجات البحث العلمي في مجالات الطاقة والمياه والزراعة والغذاء والصحة والدواء، مما يدعون للثقة بالنفس والفخر، والتفاؤل بالمستقبل، مستندين في ذلك إلى رؤيتنا الواضحة للتنمية 2030، وإلى الاستراتيجية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي تولي أهمية قصوى لتنويع مصادر الدخل ومحاربة الفقر وتعزيز اقتصاد المعرفة، من خلال تنمية الموارد البشرية والابتكار، وريادة الأعمال وتعميق التصنيع المحلي، ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبناء جسور التعاون الفعال بين علماء مصر في الداخل والخارج.

السيدات والسادة..

إن البحث العلمي يعد خيارا استراتيجيا لتجاوز مختلف الصعوبات التي تعترض خطة التنمية، خاصة أن التنمية التي لا تتأسس على مقومات علمية تدعمها وتطورها تظل تنمية هشة، مفتقدة لأسس متينة، كما أن الاعتماد على معطيات ونتائج البحث العلمي، وتلافي الارتجال والعشوائية في اتخاذ القرارات ينعكس بالإيجاب على تطور المجتمع وتنميته بشكل مستدام ومستقر.

تأتي أهمية الاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار كأداة إستراتيجية من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة.

وفي هذا السياق، يأتي حرص مصر الأكيد على بذل أقصى الجهد لتجعل من العلم مرفقا عاما للناس جميعا وقد قضت الدولة في ذلك خطوات كبيرة، وكانت في كل خطوة إضافة جديدة تزيد من قوة البناء العلمي، فأنشئت الهيئات والمؤسسات العلمية والبحثية التي كانت لها إضافات مهمة أدت لرسوخ الإيمان بأهمية البحث العلمي والتكنولوجيا في بناء الأمة ونهضتها، وفي السنوات الأربع الأخيرة أولت مصر البحث العلمي أهمية خاصة رغم كل التحديات.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي "وبقراءة سريعة لإجمالي الدعم الذي قدمته الحكومة لمشروعات البحث العلمي ودعم الابتكار والمبتكرين نجد أنه اقترب من 3 مليارات جنيه، حيث شمل ذلك تطوير المعامل بحوالي 500 مليون جنيه، ودعم البحوث الأساسية بحوالي 540 مليون جنيه، ودعم المبتكرين والنشء وشباب الباحثين بحوالي 100 مليون جنيه، كما دعمت الدولة مشروعات بحوث تطوير في مجالات الطاقة والمياه والزراعة وتعميق التصنيع المحلي وربط البحث العلمي بالصناعة والحاضنات التكنولوجية بإجمالي تمويل تجاوز 600 مليون جنيه والتعاون الدولي بأكثر من 240 مليون جنيه وإتاحة قواعد البيانات والمجلات والمراجع العلمية من خلال بنك المعرفة المصري بحوالي مليار جنيه، بالإضافة إلى الحصول على منح مشروعات بحثية ممولة من الاتحاد الأوروبي بحوالي 500 مليون جنيه".

"السيدات والسادة.. إن العصر الذي نعيشه الآن هو عصر التحدي العلمي والتكنولوجي وهو عصر يعتمد على المشاركة العلمية والعالمية ولا نفاذ فيه إلى الأسواق الخارجية إلا من خلال الإبداع والتعليم عالى الجودة والتدريب الراقي، فالسباق الحضاري هو إحدى سمات عالمنا المعاصر الذي يعتمد اليوم على ما تنتجه الشعوب من ثقافة وعلوم وتكنولوجيا وما يرتبط بها وما يقوم عليها من نمو اقتصادي عملاق".

وفى الختام: أتقدم لكم بخالص التحية والتقدير لعلماء مصر الأجلاء من الباحثين والمبدعين والمخترعين، وأؤكد لكم ثقتي وثقة الشعب المصري في قدراتكم وإمكانياتكم وإخلاصكم لتحقيق طموحات وآمال شعبنا العظيم في بناء وطن حديث ينعم بالازدهار والسلام.. أشكركم وأتمنى لكم جميعا كل التوفيق والتقدم.. وتحيا مصر وتحيا مصر وتحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".