رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجارديان»: الصين قد تستهدف أى منتج لإجبار واشنطن على التراجع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعرضت أسواق الأسهم العالمية لموجة جديدة من التقلبات؛ بسبب المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين قطبي الاقتصاد العالمي، بعد أن ردت الصين على خطة إدارة ترامب باستهداف منتجات أمريكية قد تدفع الشركات القائمة على إنتاجها للضغط على واشنطن من أجل التراجع عن فرض تعريفات جمركية على واردات صينية تصل قيمتها لـ60 مليار دولار أمريكي، مؤكدة أنها لا تخشى الدخول في حرب تجارية.

وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أنه بعد ساعات من إعلان «ترامب» رسوم الاستيراد المقترحة، التي من المتوقع أن تغطي قطاعات مثل الروبوتات وقطارات التكنولوجيا الفائقة والفضاء، أعلنت الصين أنها أعدت تعريفة انتقامية على الواردات الأمريكية بقيمة 3 مليارات دولار، وحثت بكين واشنطن على التفاوض من أجل الحصول على تسوية في أقرب وقت ممكن.

وفي بيان صادر عن وزارة التجارة الصينية، أكدت بكين أنها لا تأمل في إشعال حرب تجارية عالمية، وتأمل أن تسحب الولايات المتحدة قراراتها الأخيرة، وتتخذ قرارات حكيمة، وتتجنب تعريض العلاقات التجارية الثنائية إلى الخطر.

وردًا على التعريفات الجمركية الأمريكية على الصين، اقترحت الخارجية الصينية استهداف فول الصويا والطائرات والسيارات والقطن، وقد يخضع النبيذ والتفاح وغاز الايثانول للجمارك الصينية أيضا، ما سيهدد المناطق الزراعية التي دعم ناخبوها ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وقال فيكتور شي، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، إن الحكومة الصينية قد تستهدف أيضا شركات التكنولوجيا الأمريكية التي تصنع منتجات في الصين، مثل شركة آبل، على أمل أن تضغط تلك الشركات على واشنطن للتراجع.

من جانبه، قال جيفري يو، رئيس مكتب الاستثمار البريطاني في مجموعة «يو بي إس» لإدارة الاستثمارات، « نرى أن التعريفات الانتقامية الصينية هي رد فعل معتدل إذا ما تم قياسها بالتعريفات الأمريكية، حيث ترسل بكين بتلك التعريفات إشارة واضحة بأنها ترغب في تعزيز سمعتها كمدافعة عن التجارة الحرة، ولتفادي تزايد العداء بين الجانبين».

وأضاف «يو»: «من المحتمل أن تتسبب الإعلانات عن التعريفات الجمركية لهذا الأسبوع في حدوث قلاقل على المدى القصير، ولكن عند النظر على المدى البعيد، وفي ظل تلميحات الجانبين حول استمرار المحادثات فيما وراء الكواليس، فنحن نعتبر ذلك بداية لعملية طويلة نحو التوصل إلى حل نهائي».

بدوره، أشار جاسبر لولر، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة لندن كابيتال، إلى أن التعريفات الجمركية البالغة ثلاثة مليارات هي نقطة في محيط التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فإذا نظرنا لذلك القرار بإيجابية، فسنعتبر أن رد فعل الصين المعتدل يفتح الباب أمام المفاوضات، لكننا إذا نظرنا للقرار بتشاؤم، فسنرى أنه يفتح الباب لمزيد من التصعيد.

ودفع رد الفعل الصيني الأسهم في آسيا إلى الانخفاض، أمس الجمعة، بعد التراجع الحاد في مؤشر «داو جونز» الخميس الماضي، حيث أغلق «نيكي» الياباني على هبوط بنسبة 4.51%، كما انخفض مؤشر الأسهم في هونج كونج بنسبة 2.45%، وخسر مؤشر الأسهم في شنغهاي 2.86%، وتراجع مؤشر «كوسبي» في سيول بنسبة 3.37%.

وكانت أوضاع الأسهم في أوروبا أفضل حالًا، حيث تعافت من أسوأ مستوياتها بعدما قال المحللون إن رد فعل الصين حتى الآن كان أقل مما كانوا يخشونه، بعد تفاؤل المستثمرين من التقارير الإخبارية التي انتشرت حول موافقة زعماء أوروبا على اتفاق لانتقال البريكست للمرحلة النهائية من المفاوضات، وانخفض «فاينانشيال تايمز» البريطاني 0.44%، وتراجع «داكس» الألماني 1.77%، كما خسر «كاك» الفرنسي 1.39%.

وأغلق «داو جونز» الصناعي متراجعًا بنسبة 1.77، مسجلًا هبوطًا أسبوعيًا بنسبة 5.67%، وسجلت جميع المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة أكبر انخفاض لها منذ يناير 2016.