رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف علي الحكم الشرعي في إلقاء المخلفات وحرقها في الشوارع

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قالت لجنة الفتوى بالأزهر، إن الطهارة والنظافة من الأمور المهمة التي تعبدنا الله بها إذ جعلها شرطًا في صحة الصلاة بأنواعها والنسك التي لا تؤدى إلا بها، ولها في الإسلام المنزلة السامية فهي من الإسلام بمنزلة النصف من الكل.

واستشهدت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان) ولا يقتصر مفهوم حفظ النفس في الإسلام على وجوب صيانتها ضد القتل، ولكنه يتعدى ذلك إلى وجوب حفظ النفس من كل ما يجلب لها ضررًا أو مفسدة ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة فى الشريعة الإسلامية، والأمراض ومسبباتها تمثل قائمة المفاسد والأضرار التي تلحق بالجسد فتصيبه بالعجز عن ممارسة دوره في الحياة.

وتابعت: ويحول المرض بين صاحبه والوفاء بالمتطلبات الدينية، والدنيوية من أجل ذلك كانت عناية الإسلام بصحة الإنسان مقررة شرعًا، فجاءت النصوص التي توجه المسلم إلى أسس الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض.

واستكملت، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» رواه مسلم. بل إن محافظة الإسلام على البيئة نقية وسالمة على الحالة التي خلقها الله عليها.
وبخاصة عناصر الحياة الأساسية، وهى الهواء والماء قد أعطاها الأولوية في التحذير من الفساد فحذر من يفسد على نفسه أو على غيره بيئتهم. بقوله تعالى (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) وقال سبحانه (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

وأضافت في فتوي لها: لأن الهواء هو المصدر الوحيد الذي يحصل الإنسان منه على الأكسجين اللازم لتنفسه وأداء العمليات الحيوية في جسده. في ذات الوقت هو عنصر من عناصر الحياة الرئيسية للكائنات الأخرى التي تشارك الإنسان بيئته. فلا حياة للنبات ولا للحيوان بدون الهواء. لذلك كان الحفاظ عليه نقيًا خالصًا جزءا من المحـافظة على الحياة نفـسها والقاعدة الفقهية (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) لذا أوجب الإسلام المحافظة على الهواء خاليا من أى ما يمكن أن يصيبه بالتلوث.