رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واقعك انعكاسك.. رسالة إليك!

جريدة الدستور

في العمق..
كل حدث أو موقف أو ظرف أو شخص تجذبه إلى فلكك يحمل في طياته رسالة إليك..!! وكل ظرف أو موقف أو حدث أو شخص سقط من فلكك انتهت رسالته..!! فركز على الرسائل وخذ العبرة والحكمة منها، فكل حكمة هي كدواء لإصلاح خلل في الداخل قم بإصلاحه واشكر حامل الرسالة حتى ولو كان شريرا أو ظالما..!!
هو مرسل من قبل الله برسالة إما تطهيرا وإما تغيير مسار. إذن لا تشتبك مع من يحملون الرسائل بل خذ الرسالة وادع لهم بالتوفيق فهم مجرد أداة من قبل الخالق لتحقيق العدل والتوازن والبناء والتطور. وإذا كان الرسول أداة تشعر معها بالظلم فتوقف عن هذا الشعور.. أكرر هو رسالة للإصلاح ومشاعر الظلم التي تشعر بها ستجذب لك ظلمًا على نفس التردد فتوقف عن هذه المشاعر الهدامة وخذ الرسالة وسامح واصفح، فالرسالة عادلة لدرجة الإعجاز.. أنصحك: ركز على الرسالة ففيها شيء عظيم ولا تركز على المرسل، هو فقط مجرد أداة مسخرة من قبل الخالق. وإن كانت هذه الأداة ظالمة فستجذب هي كذلك ظلمًا عن طريق أداة أخرى سيرسلها الله للقصاص العادل..!!
لذلك أنا ضد الاشتباك مع الخارج أو أي رسالة سلبية إن كانت على شكل حدث أو موقف أو ظرف أو شخص أنا مع أن نتعرف على الباركود الداخلي الذي جذبها ثم نقوم بالتعديل فيه في الداخل، وبالتالي سنضمن إن شاء الله عدم جذب هذه الطاقة السلبية لعدم وجود باركود أو مغناطيس سلبي في الداخل يقوم بهذه العملية، وما أقوله مجرب حياتي اختلفت تمااااااامًا.. الأشياء الإيجابية تنجذب والسلبية تتلاشى لانعدام الجاذبية والحمد لله، ولكنه سؤال خطر في بالي قد يسأله الأصدقاء: هل بمجرد التغيير في الداخل يصبح الخارج مرآة في نفس اللحظة..!! أعتقد أن الأمر ليس كذلك فقد تحتاج إلى أيام أو أسابيع أو شهور أو سنوات ليحدث الانعكاس فمرآة الواقع لها معدل زمني يختلف عن المرآة الزجاجية..!! لذلك تغير ولا تستعجل ظهور التغيير في الخارج تماما كالمزارع الذي يزرع الأرض يحتاج لوقت ليحصد المحصول ولكن سيرى تغييرا إيجابيا خلال أيام طرأ على البذرة وبدأت تضرب جذورها في الأرض ‏وتبدأ تخرج أوراقها لتنبت متجهة إلى السطح هذا على مستوى النواة (البذرة) إنما على مستوى النية النفسية ستبدأ تلمس بنفسك هذا التغيير ‏الإيجابي على مستوى المشاعر حيث ستشعر بزيادة في معدل مشاعرك الايجابية..!!
لذلك انتظر وكن ممتنا وشاكرا لله ومحبا للآخرين وأعط دون انتظار المقابل وكن على يقين أنك ستجني المحصول، فكلما كنت على هذا التردد الإيجابي الطيب كانت مدة ظهور الثمار أسرع وأكثر وفرة وبركة..!! إذن لا تشتبك مع المرسل السلبي في عالمك الخارجي فهو انجذب لتردد سلبي في داخلك ‏أو أرسلته في الماضي على شكل ذنب أو إثم أو عدوان أو أظلم أو حقد أو غل أو كراهية أو حسد أو غيره أو كذب أو رياء أو نفاق أو غدر أو خيانة أو ‏‏انتقام ‏أو كيد أو شماتة أو سخط أو مقاومة أو رفض أو خوف أو سوء ظن وكل ما هو سلبي..!!
ومهما اشتبكت وصور لك الايجو (الأنا) أنك انتصرت على حامل الرسالة فأنت مهزوم لأن الخلل في العمق مازال موجودا وستجذب في المرة القادمة حامل رسالة أشد وطأة وقوة وإن اشتبكت مجددًا مع حامل الرسالة السلبية إن كان ظلم أو حدث شيء سلبي أو ظرف أو شخص ستصبح على تردد الاشتباك وستدخل دائرة مفرغة كلها اشتباكات تحدث بشكل تلقائي، وبذلك أنت اخترت الجحيم لأنك لم تنتبه أن النعيم في أخذ الرسالة وفهمها ثم الدخول في العمق وتعديل الباركود الذي جذب المرسل إليك..!!
وأما الجحيم فهو في محاربة حاملي الرسائل لأنهم انعكاس لما في عمق نفسك والذي قد تجهله أنت في نفسك..!! لذلك الرسائل الإيجابية والسلبية التي تأتيك كل لحظة من الخارج هي التي تكشف لك النقاب عن عمق الداخل الذي قد تجهل ما يقرب من ٩٠ ٪‏ منه لأنه في العمق لا تستطيع رؤيته إلا بمرآة الخارج فهي الصادقة الصدوقة التي تخبرك بحقيقة أفكارك ونواياك وقناعاتك وظنونك وتوقعاتك ومخاوفك، فخذ ما تعكسه لك المرآة وعدل في الداخل..!! مثلا إن كنت تكره الكلاب أو أي شيء ستجد أنك تجذب كل فرصة وموقف وحدث لتجذب تردد خوفك حتى في المنام وستندهش أن كمية الكلاب ازدادت جدا لدرجة عجيبة..!! هنا أنصحك بألا تشتبك مع الكلاب أو أي شيء تجذبه ادخل في العمق وتخلص من كراهيتك أو خوفك من الكلاب وهي ستختفي تلقائيًا وتسقط من وعيك حيث قد تراها في محيطك ولن تدركها بوعيك..!!
‏لذلك لا فائدة من ‏‏ الاشتباك مع الرسول ‏السلبي لأنه جاء لتعليمك وليس لتدميرك إنه جاء ينقذك من مشاعرك السلبية التي تغتال أمنك وسلامك الداخلي وإن لم تستمع إليه وتدرك الرسالة إن كانت مباشرة أو مشفرة فسيتكرر الأمر مرارا وتكرارا وبشكل أقوى وأعمق إلى أن تدرك محتوى الرسالة وتعدل التردد الداخلي الذي يجذب لك هذا الرسول..!! فَلَو كنت مثلًا تعاني من تضخم في الايجو في العمق ستجذب متكبرين حانقين مضطربين وإن كنت تعيش في دور الضحية فستجذب جلادين وإن كنت تعيش في الظلم فستجذب ظالمين إلى أن تخفض من صوت الايجو وتعيش بحب وتسامح وتواضع ورضا واطمئنان فتنعدم جاذبية المتكبرين والحانقين والمضطربين وإن غيرت تردد الضحية وعشت في تردد الشكر والامتنان فسيسقط الجلادون من فلكك وتجذب محبين صادقين رائعين.
قاعدة أقول فيها: إلى من تعود العيش في دور الضحية جذب جلاده.. ومن تعود العيش بالحب والامتنان جذب مراده.. إذن لو أتاك رسول سلبي على شكل جلاد فأنت غالبًا تعيش في دور الضحية..!!
إذن الجلاد رغم أنه رسول سلبي إلا أنه يحمل لك رسالة إيجابية ومفادها تخلص من دور الضحية الذي تعيش فيه وإن تخلصت منه وعشت بالحب والامتنان انعدمت جاذبيتك معه وجذبت عالما إيجابيا على نفس التردد..!! وبالتالي بالله عليك الرسول السلبي باختلاف رسائله يستحق الشكر أم الاشتباك..؟!