رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. من هو البابا إغناطيوس زكا مناصر القضية الفلسطينية؟

جريدة الدستور

تحل علينا، اليوم الأربعاء، ذكري وفاة البابا إغناطيوس زكا، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والذي عرف عنه مواقفه الصامدة في مواجهة العدو الصهيوني، ومناصرته للفلسطينيين، وكذلك مشاركته في العديد من المؤتمرات للتقارب بين مختلف الديانات.

إغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية من مواليد عام 1980، وحتى وفاته عام 2014، وله مواقفه الوطنية المشهودة إزاء مختلف القضايا المصيرية في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تربطه علاقات صداقة مع العديد من كبار رجال الدينين المسيحي والإسلامي.

ولد باسم «سنحريب عيواص» في مدينة الموصل العراقية عام 1933، لأسرة سريانية أرثوذكسية، والتحق بمعهد مار أفرام السرياني اللاهوتي التابع للكنيسة في عام 1946، ونذر حياة الرهبان ابتداء من عام 1954، وأطلق عليه اسم زكا بحسب العادة الجارية في تلك الكنيسة، بمنح الرهبان عادة تسمية جديدة على اعتبار أنه بدأ حياة جديدة غير حياته المدنية الأولى.

وكلف بالتدريس في المعهد اللاهوتي الذي تخرج منه لمدة عام واحد فقط، وانتقل بعدها إلى مدينة حمص السورية ليعين في دار البطريركية سكرتيرا خاصا للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم، وبقي يشغل هذه الوظيفة حتى بعد وفاة هذا البطريرك، وتنصيبب مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركا بدلا عنه.

وارتقى إلى درجة الكهنوت عام 1959، كان الربان زكاعيواص يرافق البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في جميع زياراته الرعوية لأبناء الكنيسة السريانية في أنحاء العالم وأرخ هذه الزيارات في كتابين «المرقاة في أعمال راعي الرعاة» و«المشكاة».

وخلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية حصل على منحة دراسية من كلية اللاهوت العامة للكنيسة الأسقفية، وظل هناك بعد أن أذن له بطريركه بذلك، وتابع تحصيله اللاهوتي في جامعة نيويورك لمدة سنتين اتقن خلال هذه الفترة اللغة الإنجليزية، واختص باللغة العبرية القديمة وكان ذلك بين عامي 1960 و1962.

وبعد أن عاد من نيويورك عام 1962، أرسله البطريرك إلى روما ليحضر المجمع الفاتيكاني الثاني الشهير بصفة مراقب، في العام التالي 1963، رفعه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث إلى منصب مطران أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس باسم سويريوس، وهذا أيضا من تقاليد هذه الكنيسة بمنح الرهبان المرتقين لدرجة الأسقفية اسم واحد من رجال الدين المسيحي الأولين.

وباشر المطران سويريوس زكا عيواص مهمته الجديدة برعاية السريان الأرثوذكس في الموصل بهمة، حيث أقام مركزا للتربية الدينية لأبناء الطائفة، ورمم العديد من أبنية وأوقاف الكنيسة، واكتشف في عهده صندوق صغير احتوى على عظام للقديس توما في كنيسة تحمل اسم هذا الرسول، وكان لهذا الاكتشاف أهمية روحية وتاريخية كبيرة بالنسبة لأبرشية السريان في الموصل.

وفي عام 1966 عين بالوكالة راعيا لأبرشي دير مارمتي، وانتقل بعدها عام 1969 إلى أبرشية بغداد والبصرة، ولنشاطه وتفانيه عين أيضا مطرانا بالوكالة لأوروبا عام 1976.

واختير بعد وفاة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وجلس على كرسي رئاسة هذه الكنيسة في سبتمبر 1980، وهو الـ122 بين بطاركتها.