رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدبابيس».. أداة للقتال فى عصور ما قبل الأسرات

جريدة الدستور

اتخذ المصريون الدبابيس كأداة للقتال في عصور ما قبل الأسرات، وهو ما دلت عليه إحدى الصور الموجودة على جدران مقبرة الكوم الأحمر، وغيرها من نقوش عهد الأسرات التي مثلت ملك يهودي يهوي بدبوس على رأس أحد أعدائه أو على رؤوس مجموعة منهم، ولو أن هذه النقوش قد أصبحت في عهد الأسرات صورًا رمزية تكني عن انتصار الملك وبطشه بأعدائه.

كان الدبوس يتألف من مقبض من الخشب في أغلب الأحيان مما عرضه للتلف والضياع، ومن رأس مثقوب من الحجر، كان يركب فيه المقبض، ثم يحكم شدهما معًا بالجلد، وقد صنعت رؤوس الدبابيس من الصخور النارية، كالبازلت، والحجر الأسواني، أو من الصخور الراسية كالحجر الجيري، أو الرخام، كما جاء في مجلة الثقافة 1950.

وكانت دبابيس الوجه الوجه البحري في أوائل العصر الحجري الحديث ذات رؤوس مكورة من أعلى ودقيقة بعض الشىء من أسفل، وهي بذلك تشبه رؤوس الدبابيس التي ظهرت في الشرق الأدنى وفي قبرص وكريت، أما رؤوس الدبابيس التي شاعت في الوجه القبلي وفي بلاد النوبة في عهد نقادة الأولى، فقد كانت على شكل قرص مفلطح أو بقاعد صغيرة مقوسة الجوانب إلى الداخل.

ومنذ بداية عهد الأسرات على الأكثر بطل استخدام الدبابيس على اختلاف طرازها كأداة للقتال، وأصبحت من شارات الملك وأداوت الطقوس الدينية والجنائزية، ويدل على ذلك تمثيل الملك وهو يقبض على الدبوس في صبحة الآلهة، وما عثر عليه من رؤوس الدبابيس في بعض المعابد، وبعضها من حجم كبير وعليه نقوش كثيرة مختلفة، كما دلت عليه توابيت الدولة الوسطى.