رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لوموند» تكشف تفاصيل اعتقال ساركوزي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تحفظت القوات الفرنسية، أمس الثلاثاء، على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزى رهن الاعتقال بمقر الشرطة القضائية في نانتير، لاستدعاؤه للتحقيق فى إمكانية تمويل الحكومة الليبية برئاسة الراحل معمر القذافى للحملة الرئاسية للرئيس الفرنسي، بحوالى 50 مليون يورو وذلك خلال عام 2007.

ورفض ساركوزي 63 عامًا، حتى الآن الرد على استدعاء لاستجوابه في القضية التي أثارت الرأى العام في نوفمبر الماضي 2016، وذلك عندما اعترف زياد تقى الدين، رجل أعمال فرنسي - لبناني، بتسليم ثلاث حقائب محملة بالأموال من الرئيس معمر القذافي على أنها مساهمات في أول عرض رئاسي لحملة الرئيس الفرنسي.

وتم الإبلاغ أولًا عن اعتقال ساركوزي من قِبل موقع "ميديا.نت" الاستقصائي الإخباري والصحيفة اليومية الفرنسية "لوموند"، جاء ذلك بعد عدة أسابيع من اعتقال أحد المساعدين السابقين للرئيس ساركوزي، ألكسندر جوهري، في لندن وأطلق سراحه فيما بعد بكفالة.

وقال تقي الدين، خلال حديث له تم بثه عبر فيديو استقصائي نشر بموقع ميديا بارت الفرنسي، إنه قام بثلاث رحلات من طرابلس إلى باريس في أواخر عام 2006 وأوائل عام 2007.

وتابع تقى الدين أنه في كل مرة كان يحمل حقيبة تحتوي على 1.5 إلى 2.0 مليون يورو، كما ادعى رجل الأعمال الفرنسي خلال حديثة مع وسائل الإعلام الفرنسية، أنه حصل على المال من رئيس الاستخبارات العسكرية القذافي عبد الله سنوسي.

وقال تقى الدين خلال حديثه لـ"ميديا.بارت": "لقد اكتشفت أشياء لم يعد من الممكن إخفاؤها أود أن أستنكر حالة المافيا التي نعيشها حاليًا".

فيما نفى ساركوزي ورئيس مكتبه كلود جيوان مرارًا وتكرارًا تلقي أموال من القذافي وعلق جيوان قائلًا: "لم أتلق أي أموال من الحكومة الليبية أو أي جهة أخرى في هذا الشأن.. اتهامات كتلك غير صحيحة وتشهيرية"، وذلك ردًا على أى اتهامات محتمل توجيهها من قبل القضاء الفرنسي التى تتعلق بالفساد الفعال والسلب، وإساءة استخدام السلطة، والتزوير، وإساءة استخدام المال العام، وغسيل الأموال، والتواطؤ في إخفاء مثل هذه الجرائم.

وظهرت هذه الادعاءات لأول مرة منذ خمس سنوات، لكن مزاعم تقي الدين قد تكون ضارة لأنها تأتي قبل أيام من سعي ساركوزي للحصول على ترشيح حزب يمين الوسط الجمهوري للرئاسة وستعقد الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية للحزب، التي يتخلى فيها ساركوزي عن ألان جوبيه، عمدة بوردو.

وأفادت صحيفة "لوموند" أن مزاعم التهم الموجهه ضد ساركوزى ظهرت كذلك على الصعيد الليبي منذ مارس 2011، عندما قال سيف الإسلام القذافي، نجل القذافي، لـ "يورونيوز": "على ساركوزي أن يرد المال الذي قبله من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية لقد قمنا بتمويل حملته ولدينا الدليل.. أول ما نطالب به هو أن هذا المهرج يعيد المال إلى الشعب الليبي".

وفي وقت لاحق من ذلك العام، قال رئيس الوزراء الليبي السابق بغدادي علي المحمودي لمحكمة في تونس، حيث كان يواجه جلسة استماع لتسليمه، إنه "أشرف على ملف تمويل حملة ساركوزي من طرابلس".

ومع ذلك وعلى الرغم من العديد من بيانات الشهود وسنوات من التحقيقات القانونية، لم يتم توجيه أي تهم ولم يتم إصدار أي إدانات.