بيونق لـ«الدستور»: زيارة البشير تعكس رغبة السودان للحل السياسي
قال الباحث السياسي مدير مركز كوش للدراسات الافريقية، ألور بيونق، إن زيارة الرئيس عمر البشير إلى القاهرة وعقده مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، في هذا التوقيت، يعكس رسالة سياسية هامة جدًا مفادها أن القاهرة مهمة جدا للخرطوم، مشددًا على أن الأخيرة لايمكن أن تستغني عن مصر كما هو الحال بين شعبين البلدين.
وأضاف بيونق في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أنه كان متوقعًا بعقد قمة بين رئيسي البلدين، حيث لابد وضع حد للخلافات بين الدولتين التي تتوتر بين الفينة والآخرى، معتقدًا أن زيارة الرئيس البشير، اليوم الأثنين، تضع حدًا لتلك الخلافات لاسيما في ملف "مثلث حلايب"، المتنازع عليه، فضلًا عن تأكيدها بأن الحكومة السودانية لديها رغبة حقيقية لحل سياسي نهائي للخلافات القائمة مع مصر، والتي تعطل المصالح السودانية، بحسب قوله.
وأشار بيونق إلى أن السودان بحاجة شديدة إلى دعم القاهرة والدول العربية في هذا التوقيت الذي يعاني فيه من ظروف سياسية واقتصادية متدهورة، مرجحًا أن يكون الاقتصاد والاستثمار والتنسيق الأمني والعسكري أهم الموضوعات التي سيتم بحثها خلال لقاء الزعيمين.
ورأي أن المقترح الذي تم تداوله مع زيارة الرئيس البشير للقاهرة، المتعلق بإدارة مشتركة لحلايب، أنه مقترح مناسب جدا مع إصرار كلا الدولتين على أحقيته في المثلث، لافتًا إلى أن الحكومة السودانية ستوافق بالتأكيد إذا طرح هذا المقترح، حيث أنه أفضل لها كثيرًا من الناحية الاقتصادية، وأفضل من اللجوء للمحاكم الدولية التي بدورها ستنعكس على العلاقات الثنائية بشكل سلبي.
وأوضح بيونق أن الحكومة المصرية لديها خبرة في التنمية تفوق الخبرة السودانية، فضلا عن ظروف مصر الاقتصادية تتخطى بمراحل الظروف السودانية، منوهًا بأن الخرطوم تعاني من سوء الخدمات في كثير من المناطق، وإذا وجد جهة خارجية تستطيع مساعدتها في التنمية سترحب وستسمح بذلك مثلما سمحت لتركيا مؤخرًا بتنمية وإدراة موانئ بورتسودان.
وأكد بيونق أن اتجاه السودان الآن هو البحث عن حلول خارجية لحل أزمتها الاقتصادية لمساعدة حكومته في تقديم وتحسين خدمات المواطنين الذين انتفضوا ضد الغلاء والسياسات المتبعة، معتبرًا اتجاه الخرطوم في تحسين علاقتها بالقاهرة له علاقة بذلك، بالإضافة إلى أنها ستفيدها في مصالح استراتيجية أخرى.
وعن تأثير الزيارة على ملف "سد النهضة الاثيوبي" أكد بيونق أنه إذا نجح السودان في الوصول إلى تفاهمات مع القاهرة، سيصب بشكل إيجابي في هذا الملف من خلال بلورة رؤية موحدة يطلعوا عليها الطرف الإثيوبي ليستجيب لتنازلات تسهم في وضع حل يرتضي به الاطراف الثلاثة "القاهرة - الخرطوم -أديس أبابا".
