رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإسلاموفوبيا» يضع الطلاب المسلمين بأوروبا في مأزق

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

واحد من كل ثلاثة طلاب مسلمين يعيشون في خوف من «الإسلاموفوبيا» أو إساءة المعاملة في الحرم الجامعي، والنساء اللواتي يرتدين الملابس التقليدية هم أكثر قلقا على سلامتهم، بحسب تقرير جديد نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وتعرض أكثر من نصف الطلاب المسلمين للمضايقة أو الإساءة عبر الإنترنت، ويقول ثلثهم إنهم كانوا ضحايا لجريمة أو إساءة في كلية أو جامعة التعليم الإضافي.

ويكشف استطلاع الاتحاد الوطني للطلاب «NUS»، الذي شاركت فيه صحيفة الإندبندنت، أن معظم الطلاب، 79% الذين عانوا من سوء المعاملة شعروا أنهم استُهدفوا بسبب كونهم مسلمين.

ويشير التقرير إلى أن الكلمات التي تدل على الكراهية أو الرموز والحوادث التي تزامنت مع حادثة إرهابية ذكرها المسلمون على أنها مؤشرات على أن أعمال الجاني كانت مدفوعة بالتحيز الديني.

ووجد التقرير أن النساء اللواتي يرتدين ثيابًا إسلامية تقليدية، مثل الحجاب أو النقاب أو الجلباب، كن أكثر عرضةً للقلق من إساءة المعاملة أو الهجمات.

من ناحيتها، قالت فاطمة ديري، طالبة في التاريخ والسياسة في جامعة سواس في لندن، لصحيفة «الإندبندنت» إنها شعرت بعدم الأمان عندما التقط اثنان من الطلاب صورًا لها ورسموا صورًا جنسية لها في الجلباب.

وأضافت: «رسموا صورة لي لأنني أرتدي الجلباب، من الرأس إلى أخمص القدمين، لذا رسموا الصورة، ثم بالغوا بشكل صريح في رسمي وكتبوا تحتها:« أنا أحب القضيب، مضيفة أنها شعرت بالغضب والخوف وانعدام الإحساس بالأمان وكانت تبكي بالدموع».

وفي حادثة أخرى، تم استدعاء «فاطمة» للتعبيرعن وجهات نظرها أثناء نشاط اتحاد الطلاب، ثم قيل لها: «أنت امرأة مسلمة، لماذا أنت حتى تتكلمي؟ ألست مضطهدة ومكبوتة؟».

وأضافت الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا أنها غيرت بوعي تصرفاتها وسلوكها في أعقاب الهجمات الإرهابية، من أجل تقليص فرص «الإسلاموفوبيا».

وأكدت النتائج الجديدة ارتفاع جرائم الكراهية التي تواجه الجالية المسلمة في جميع أنحاء بريطانيا، وزادت جرائم الكراهية التي تستهدف المساجد في المملكة المتحدة بأكثر من الضعف بين عامي 2016 و2017، وهي الأرقام التي تم الكشف عنها العام الماضي.

ووصف فياز مغل، مدير شركة «فيث ماترز»، التي تعمل على زيادة تماسك المجتمع، تقرير «NUS» الجديد بـ«المقلق»، وأضاف أن تقارير كراهية الإسلام «غير مفاجئة».

وقال: «هناك المزيد من الخطابات المعادية للمسلمين والشتائم والإساءة في العالم الحقيقي أكثر من أي وقت مضى في عام 2012، وارتفع مستوى الخوف من المجتمعات المسلمة في الشبا، إنهم لا يشعرون بالأمان بعد الآن لأنهم عانوا من هذه الحوادث».

وتكشف الدراسة، التي يعتقد أنها الأولى من نوعها في المملكة المتحدة، أن 43٪ من الطلاب المسلمين لا يشعرون بالراحة وقت مناقشة قضايا الإرهاب في الفصل، والثلث لا يعتقدون أن هناك مساحة آمنة أو منتدى في الحرم الجامعي لمناقشة القضايا التي تؤثر عليهم.

ويقول تقرير الاتحاد الوطني للطلاب: «كما أن واجب الحكومة الوقائي، الذي يتطلب من المؤسسات التعليمية الإبلاغ عن الطلاب المعرضين أو الأكثر ميلا للتطرف، جعل الطلاب المسلمين أكثر ترددًا في التحدث».

وشعر ثلث الذين شملتهم الدراسة أنهم تأثروًا سلبًا بقانون واجب الوقاية، ومن بين هؤلاء الطلاب المسلمين المتضررين، شعر 43 % أنهم غير قادرين على التعبير عن آرائهم أو أن يكونوا على طبيعتهم.

كما أبلغ الطلاب المسلمون عن شعورهم بارتياح أقل في المشاركة في الجدل السياسي، أو للترشح لأدوار في اتحاد طلابهم، في حين واجه بعضهم بعض العوائق أمام تنظيم الأحداث.

بدورها قالت أنجيلا راينر، وزيرة تعليم الظل في حزب العمل، لصحيفة «الإندبندنت»: «التفاصيل الموضحة في تقرير جامعة ولاية نيويورك حول تجارب الطلاب المسلمين صادمة، يجب ألا يشعر أي طالب على الإطلاق بأنهم غير آمنين بسبب انتمائهم العرقي أو جنسه أو دينه».

وقال متحدث باسم وزارة التعليم: «لا يوجد مكان في التعليم العالي للكراهية أو أي شكل من أشكال التمييز أو التعصب، ونتوقع من القائمين على تقديم الخدمة التعليمية أن يتصرفوا بسرعة للتصدي لجرائم الكراهية، التي يتم الإبلاغ عنها، بما في ذلك الحوادث المعادية للمسلمين».