رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما الذي يُخفيه الخطيب في صفقة عبدالله السعيد؟

عبدالله السعيد
عبدالله السعيد


«كده يا عبدالله، بَقَى تيجى منك أنت، معقول تعمل فينا كده، وتخلى الناس كلها تتكلم علينا؟».. هكذا روى المهندس عدلى القيعى باختصار ما جاء على لسان رئيس النادى الأهلى محمود خطيب موجهًا حديثه لصانع ألعاب الفريق وقت الاتفاق على تمديد عقده مع النادى لمدة عامين، معاتبًا إياه على خطوته بالتوقيع للزمالك قبل ذلك.
نقل المهندس «جزءًا من الكل» الذى يخشى والمسئولون فى القلعة الحمراء انكشافه للجميع، من خبايا صفقة القرن التى كسرت هيبة الأساطير وجعلتهم عرضة للمرة الأولى لهجمة جماهيرية لم يعرفها أى مجلس إدارة للأهلى عبر تاريخيه.
ما تلك الأسرار التى صاحبت الصفقة؟، ومنْ المتسبب فى انكسار الخطيب؟، وكيف يتخلص من تلك الأخطاء مستقبلًا؟.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى التقرير التالى.


المقابل المادى المجنون الذى يخشى مسئولو «الأحمر» انتقاله إلى اللاعبين

أول الأسرار التى يخشى مجلس إدارة الأهلى تسربها إلى لاعبى الفريق الأول قبل وصولها إلى الجماهير الغاضبة- هو القيمة المادية التى سيتقاضاها «السعيد» وفق الاتفاق المبرم مؤخرًا، فرغم توقيعه على عقد بقيمة ١٤ مليون جنيه لمدة موسمين، بمعدل ٧ ملايين فى الموسم الواحد، فإن السعيد سيحصل وفق ما جرى من اتفاق بينه وبين مسئولى الأهلى على ٥٥ مليون جنيه فى الموسمين، حصل منها فعليًا على ٤٠ مليونًا. عندما أبلغ «السعيد» مسئولى الأحمر بأنه تقاضى ٤٠ مليون جنيه من الزمالك، قال الحاضرون ممن تبنوا الإنفاق على الصفقة: اعتبرها مقدمًا لتعاقدك مع الأهلى وسنردها نحن إلى الزمالك، وتأكد أنك ستحصل على أكثر مما وعدك به المستشار مرتضى منصور.
يخشى مجلس الخطيب من تسرب هذه القيمة المبالغ فيها إلى غرفة ملابس الفريق فيثور النجوم من أعضاء الفئة الأولى التى لا يتخطى أحدها قيمة الملايين الـ٧ فى الموسم الواحد، فى وقت يتلقى فيه معظمهم عروضًا خليجية مضاعفة، وخاصة جونيور أجاى، ووليد أزاروا فكلاهما وصلته عروض مادية تفوق ما حصل عليه «السعيد» وفكرة إقناعهم بالبقاء بنفس الرواتب التى يحصلون عليها الآن قد تكون مستحيلة الصيف المقبل ولن يتمكن مجلس الأحمر من بالإبقاء عليهم سوى بدعم جديد من ترك آل الشيخ.
يعرف الخطيب أنه ومجلسه ارتكبوا جريمة كبرى، ربما تورطهم مستقبلًا فى معضلات كانوا فى غنى عنها، فكيف يُقنع لاعبيه المتألقين بالبقاء بأقل من ربع القيمة المادية التى تلقاها السعيد، وما زال يردد لمقربيه نفس التساؤل: «ألم يكن أفضل لنا جميعًا التخلى عن السعيد، وتركه يرحل كما يشاء».. للأسف الشديد لا يعطيه أحد جوابًا لأنهم ورطوه فى هذا الأمر، ويحاولون إظهاره بصورة المنتصر رغم حالة الانكسار التى يعيشها وأظهرته وإدارة النادى مؤخرًا فى حالة ارتباك شديدة، فتارة يقولون: عرضنا السعيد للبيع، وأخرى يصححون: الآن نميل إلى تجميده.


لولا البدرى ما كان السعيد وهؤلاء سر ورطة بيبو فى الأزمة

يسرد المهندس صاحب الأسلوب المبدع فى الحكى والتلاعب بالعواطف: «بكى السعيد من كلمات الخطيب».. لكن ما لا أستطيع استيعابه بعد، كيف يعتقد محمود الخطيب الأسطورة التى نسمع عنها أن الحياة كانت ستتوقف عند السعيد ليتحدث إليه بهذا الضعف ولغة العتاب التى لا يستحقها أى من هذه المجموعة التى أخذت أكثر مما أعطت؟، ولماذا أصر على الإبقاء عليه ضاربًا بالقواعد الذى ينادى بها هو دائمًا عرض الحائط؟ هل يعلم الخطيب أن عبدالله السعيد قبل وصول حسام البدرى كان أقل لاعبى الأهلى مردودًا، وكان رفقة مجموعة العواجيز بالفريق سر تراجع الفريق، وتعرضت لهجمة جماهيرية غير مسبوقة، ولولا مجىء البدرى صاحب المدرسة الإدارية والفنية الرائعة ما كان هذا السعيد رقم واحد فى صفوف منتخب مصر، تمامًا مثلما أعاد وليد سليمان وحسام عاشور إلى الحياة بعدما اعتقد الجميع أنهما بين الأموات. أما ما أود قوله للخطيب هنا أنه لا يوجد بين لاعبى الأهلى من يستحق التضحية والتنازل، لا يضم الأهلى فى تشكيلته لاعبًا خلاقًا، مبدعًا، مبتكرًا، جميعهم موظفون رائعون ينفذون أدوار مخطط دارس وواع بجدية، فتكون النتيجة إنجازات.
نعم يابيبو لا يوجد بين لاعبى فريقك من يستحق أن يتقاضى أكثر من لاعبى مصر جميعًا، بدليل أن التشكيل الأساسى لمنتخب مصر لا يضم أى لاعب منهم.. معلومة مفزعة هذه بالنسبة لك.. نعم لا يوجد لاعب من تشكيلة الأهلى الحالية فى منتخب مصر سوى أحمد فتحى وعبدالله السعيد، اللذين أرادا الرحيل، فلا تجعل نفسك ألعوبة لهؤلاء الموظفين.
هل سأل الخطيب نفسه: ما سر انكساره؟
مؤكد أن إدارة الأزمة من بدايتها تمت بشكل خاطئ، وأن الرجل الذى رفض تجديد عقود السعيد فى يناير مع خروجه معارًا ٦ أشهر لتأمين مستقبله هو سر الأزمة، فلماذا لا يحاسبه؟.. ببساطة شديدة لأنه من جاءه به مديرًا رياضيًا بالنادى لسداد فاتورة انتخابية.
سيرد الخطيب: ولكن البدرى طلب الإبقاء على السعيد، سأقول له وطلب بقاء مؤمن زكريا وأحمد الشيخ أيضًا، لكنها كانت رؤيتكم أنتم وسارت بكم إلى الهاوية، فإذا أردت ثورة التصحيح ابدأ بمن ورطك، والجأ إلى أهل المعرفة والعلم لا الثقة. أعرف أن الخطيب فى لحظة تردد، ما كان يفكر بجدية فى التخلى عن السعيد وفتح الباب أمام رحيله إلى الزمالك لكن هناك من وعظه، وسوس فى أذنيه: «صديقنا يستطيع إنهاء كل شىء.. سأتواصل معه وأنهى الأمر». قالوا لك فى يناير الماضى: سنضبط السوق ونرفض مغالاة إدارة المقاصة وسموحة، فضبطكم مسئولو إنبى بأغلى صفقة بالتاريخ المصرى عندما تعاقدتم مع صلاح محسن بـ٤٠ مليونًا رغم أنه ما زال ناشئًا، لم تتعلم من الدرس وأوهمك بأنك ستحافظ على سقف العقود فوجدت نفسك أمام أعلى قيمة مادية يتقاضها لاعب مصرى بالداخل على مدار التاريخ.
أقولها وأكررها ثانية وعاشرة، تلك المجموعة التى تضع لكم الرؤى والأطروحات المتعلقة بالتعاقدات والتسويق، لا علاقة لها بعلم الإدارة الرياضية، ولا تدرى بثورة الحداثة والتسويق التى لحقت بكرة القدم، وما زالت تتعامل بمفاهيم قديمة، واستمرارها لا يضمن لكم سوى انكسار جديد وخسارة أرضية لدى جماهير القلعة الحمراء، فهل يبدأ بيبو ثورة التصحيح فى الصيف، بالتخلص من الشيطان، والمهندس، والمدير الرياضى؟.. أشك فى ذلك!.