رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمر الكون.. بالأدلة القرآنية والحقائق العلمية



شكرًا العالم الفيزيائى الشهير كارل ساجان، لأنك بالتقويم الفلكى الذى ابتكرته سهلت على كل الدارسين فهم نشأة الكون والأحداث التى حدثت فيه أثناء نشأته بطريقة سهلة وبسيطة، أنت تمامًا مثلما يقول العلماء عنك ساهمت فى تبسيط العلوم للناس العاديين، وليس للعلماء فقط، لكن الحقيقة أن القرآن الكريم قدم إلينا فكرة التقويم الفلكى قبلك منذ ما يزيد على ١٤٠٠ سنة!!.
نعم.. فى الحقيقة قدم إلينا القرآن الكريم فكرة التقويم الفلكى قبل كارل ساجان، وهناك أوجه شبه بينهما تتمثل فى الآتى:
أولًا: اعتمدت فكرة التقويم الفلكى لـ«كارل ساجان» على ضغط عمر الكون كله فى ٣٦٥ يومًا، واعتمدت فكرة التقويم الفلكى للقرآن الكريم على ضغط عمر الكون أيضًا ولكن فى ستة أيام فقط.
ثانيًا: اعتمدت فكرة التقويم الفلكى لـ«كارل ساجان» على استعداد العقل البشرى لتصور مسافات زمنية حدثت بمعيار زمنى غير معروف للإنسان Non-human Scale، عن طريق استخدام معيار زمنى يستطيع الإنسان فهمه وهو Human Scale مثل السنة الأرضية، أما فكرة التقويم الفلكى للقرآن الكريم فقد اعتمدت على استعداد العقل البشرى لتصور مسافات زمنية حدثت بمعيار زمنى غير معروف للإنسان Non-human Scale عن طريق استخدام معيار زمنى يستطيع الإنسان فهمه وهو Human Scale مثل ستة أيام أرضية مثلًا.
ثالثًا: فكرة التقويم الفلكى لـ«كارل ساجان» توضح لنا بشكل أسهل المسافات الزمنية الهائلة التى تفصل بين نشأة الأرض ولحظة الانفجار العظيم، أو بداية الكون، ويوضح لنا أن الأرض تكونت عند ثلثى عمر الكون، فهو يقول إن الأرض تكونت فى بداية شهر سبتمبر، بمعنى أنه عندما وصل عمر الكون إلى ثلثيه، أى عند ٨ شهور من إجمالى ١٢ شهرًا، أما التقويم الفلكى للقرآن الكريم فيقول إن الأرض تكونت عند ثلثى عمر الكون، عند أربعة أيام من إجمالى ستة أيام، قال تعالى: «وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِى مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِى دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ»، القرآن يقول لنا بكل وضوح إن الأرض تكونت عند ثلثى عمر الكون.
رابعًا: التقويم الفلكى الذى ابتكره «كارل ساجان» فى كتابه سوف يُبقى عمر الكون دائمًا على أنه سنة واحدة، لن يعدله أحد، لن يأتى أحد يومًا ما بقلم أحمر ويفتح الكتاب كى يقوم بتعديل عمر الكون الذى افترضه، كى يغيره أو يزيده على كونه سنة واحدة، كلما تقدم عمر الكون، وذلك لأن التقويم الذى ابتكره هو تقويم ذكى، فلو دققت أنت فيما قلته أنا عندما كنت أسرد لك التقويم الفلكى وبالتحديد فى آخر جملة.. للاحظت الآتى: فقد قلت: «................. ودونالد ترامب رئيسًا لأمريكا.. وحتى وقت قراءتك لهذا الكلام».. وهل كان دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا فى أيام كارل ساجان؟.. فقد مات فى سنة ١٩٩٦.
وهنا يكمن ذكاء «كارل ساجان»، فقد ابتكر فكرة التقويم الفلكى فى سنة، بحيث لا تعنى أن الكون سوف ينتهى فى آخر دقيقة فى هذه السنة، لكنها اعتمدت على أن كل الأحداث الجديدة التى تحدث إلى وقتنا هذا تنضغط داخل هذه السنة، وتكون جزءًا من ثانية، بحيث تبقى السنة سنة.
نعم مات وكان التقويم الفلكى سنة، وما سردته لك الآن فى ٢٠١٨ هو أيضا سنة، ولو قرأ أحد التقويم الفلكى بعد آلاف السنين سيكون أيضًا سنة وسوف يختمه برئيس أمريكا بعد آلاف السنين، كمثال على آخر الأحداث الحديثة ليس إلا، إنه ذكاء «كارل ساجان»، فالأحداث التى تحدث على كوكب الأرض كل لحظة والمواليد التى تولد كل لحظة، والحروب التى سوف تحدث فى المستقبل والحضارات التى سوف تبنى فى المستقبل كلها سوف تُضغط فى السنة نفسها التى وضعها كمعيار آدمى لعمر الكون، فهكذا فقط يكتب عمر الكون فى الفيزياء لمن يفهمون ويدرسون الفيزياء.. إنه الانضغاط.
والقرآن أيضًا قد وضع لنا التقويم الفلكى، بحيث يبقى ثابتًا على مر العصور لا يجرؤ أحد أن يعدل فيه، ستة أيام منذ أكثر من ١٤٠٠ سنة، وسيبقى كما هو ستة أيام بعد آلاف آلاف السنين وإلى يوم القيامة، قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ»، وفى آية أخرى يقول تعالى: «الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ»، فى القرآن الكريم مجموعة من الآيات ذكر فيها خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ومجموعة أخرى من الآيات ذكر فيها خلق السموات والأرض «وما بينهما» فى ستة أيام.
أعتقد أنه الآن فهمنا ما المقصود بـ«ما بينهما»، ففى كل لحظة حدث جديد يحدث بين السماوات والأرض، وفى كل لحظة مولود جديد وكائن جديد يظهر للوجود، فكل الأحداث التى ستحدث فى المستقبل تُضغط داخل الستة أيام، إنها فكرة الانضغاط تمامًا مثل التقويم الفلكى لـ«كارل ساجان»، كلمة «وما بينهما» تجعل التقويم الفلكى القرآنى ثابتًا على مر العصور عند ستة أيام فقط.
فهذا كتاب سماوى.. فهل تعتقد أن «كارل ساجان» سيضع فى كتابه تقويمًا فلكيًا يبقى فيه عمر الكون ثابتًا على مر العصور ولم يفعل القرآن ذلك مثلا؟؟!! لقد قالها مثلما قالها القرآن منذ أكثر من ١٤٠٠ سنة.. ستمر آلاف وآلاف السنين وسيبقى عمر الكون فى القرآن ثابتًا عند ستة أيام.. فهكذا فقط يكتب عمر الكون فى الفيزياء لمن يفهمون ويدرسون الفيزياء.. إنه الانضغاط.. وبذلك يكون قد اتفق التقويم الفلكى لـ«كارل ساجان» مع التقويم الفلكى للقرآن الكريم بالحرف الواحد.