أبرزها «حبوب الرجال».. تعرف على أسعار وأنواع وسائل منع الحمل

عقود مضت حاولت فيها وزارة الصحة والسكان تنظيم النسل، حملات أطلقتها خلال تلك السنوات، كان أبرزها «حسانين ومحمدين» التي غنّت فيها المطربة الشعبية الشهيرة فاطمة عيد، موضحة خلالها قصة حسنين ومحمدين، بعد أن أنجب الأول عدد كبير من الأطفال، والثاني قرر إنجاب طفلين فقط، موصّلة خلال الحملة الحال الذي وصل إليه الاثنان.

في صعيد مصر، تجد نفسك أمام فكر اتُّخذ من مبدأ الكثرة منهجًا حتى في النسل والإنجاب، «العيال عِزوة وكل عيل يجي برزقه» أحاديث تُقال من غالبية سيدات الصعيد ردًا على ارتفاع عدد الأبناء لديهم.

وانتشرت فكرة تنظيم الأسرة مع مرور الوقت لتغزو جميع محافظات مصر وقراها عن طريق حملات وبرامج للتوعية التي أتت بثمارها وإن كانت بطيئة المعّدل، لتخرج علينا تصريحات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بأن إجمالي عدد المواليد خلال عام 2016 بلغ 2.596 مليون مولود، وهو ما يمثل نسبة 28.5% من كل ألف نسمة، منهم 1.237 مليون بالحضر بما يعادل 31.8%، و1.358 بالريف بنسبة 26.1% من كل ألف نسمة، ونسبة 52.3% من إجمالي عدد المواليد.

كما أنّ عدد المواليد انخفض العام الماضي بنسبة 3.7% ليصل إلى 2.6 مليون مولود مقابل 2.7 مليون مولود في 2015، ونظرا لهذا التطور، تستعرض «الدستور» وسائل منع الحمل على اختلاف أنواعها وأسعارها.

تتنوع طرق ووسائل تنظيم النسل في مصر فمنها الطرق الميكانيكية والطرق الهرمونية والجراحية، وتلقى الوسائل الميكانيكية الصدى والاستخدام الأكبر من الرجال والسيدات، نظرًا لتعددها وسهولة استخدامها ويأتي اللولب الرحمي على رأسها، فيعرف بأنه آلة مصنوعة من البلاستيك تُزرع داخل الرحم، لمنع الأجنة من الانغراس فيه، كما يتسبب في تفاعلات داخل الرحم تقلل من نشاط الحيوان المنوي، مما يمنع وصوله إلى قناة فاللوب.

أما الوسيلة الثانية فهي الواقي الذكري والأنثوي حيث يُوضع قبل الجماع على العضو الذكري للرجل أو داخل المهبل للأنثى، مما يمنع إفراز الحيوانات المنوية داخل المهبل، وبالتالي يعيق وصولها إلى عنق الرحم، والطريقة الثالثة لتنظيم النسل هي طريقة العد أو الحساب، تطبق هذه الطريقة مع النساء ذوات الدورة المنتظمة، بحيث يتم تحدد أيام الإباضة، ويتجنب الزوجان الجماع ثلاثة أيام قبل الإباضة وثلاثة أيام بعدها، ولابدّ من الأخذ بالاعتبار أنّ هذه الطريقة لا تجدي نفعًا مع المرضعات، وذوات الدورة غير المنتظمة.

تعد الحلقة البلاستيكية، الوسيلة الرابعة الخاصة بالرجال، حيث يقوم الطبيب المختص بتحديد حجمها، ليتم وضعها حول العضو الذكري للرجل، مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى عنق الرحم، وينصح باستخدام المستحضرات الفعالة، التي تُعد وسيلة خامسة، في قتل الحيوانات المنوية معها، وذلك لزيادة فعاليتها، فهذه المستحضرات تكون في شكل كريمات، أو بخاخ، أو جل، أو تحاميل مهبلية، إلا أنه لا يتم استعمالها بمفردها، لعدم فعاليتها، لذلك ينصح باستعمالها مع إحدى الطرق السابقة.

وإذا تطرقنا للطرق الهرمونية لتنظيم النسل، نجد أن أشهرها هي حبوب منع الحمل التي لم تعد قاصرة على السيدات فقط، بل أصبح هناك حبوب تمنع الحمل لدى الذكور إلا أن هناك اختلافات طفيفة في الاستخدام والتأثير، فتعمل هذه الحبوب للسيدات على إبطاء عملية الإباضة وإيقافها، عن طريق أخذ هرموني البروجيسترون والإستروجين بجرع وكميات بسيطة تساهم في تثبيط هرمونات الغدة النخامية، وبالتالي إيقاف نمو البويضات.

وعن آليتها لدى الذكور فهي عبارة عن حقنة غير هرمونية Vasalge، عبارة عن مجرد بوليمر يُحقن تحت مخدر موضعي في الأنابيب أو الأوعية الناقلة للحيوانات المنوية من خلال كيس الصفن، وتأثيرها يكون لسنين طويلة، وعن طريقة الحقن كوسيلة لتنظيم النسل، نجد أن حقن البروجسترون للسيدات تحتوي على هرمون البروجيسترون طويل المفعول، ويتم أخذها في العضل، بجرعة 150 ملغم، كل 12 أسبوع، حيث تعمل على منع الإباضة.

أما عن الوسيلة الأخرى التي تلقى انتشارًا واسعًا فنجد أن مستحضرات البروجيسترون تحت الجلد تحتوي على علب خاصة تعمل على إفراز هرمون البروجيسترون بنسب ضئيلة ولفترات معينة، حيث تتم زراعتها في ساعد الرجل تحت الجلد تحت التخدير الموضعي، علمًا بأنّها تظل صالحة لمدة خمس سنوات، ويزول مفعولها بعد اثني عشر أسبوعًا من التخلّص منها، ويقوم مبدأ عملها على إفراز هرموني التيستوستيرون والبروجيستين، بحيث يعمل هرمون التيستوستيرون على التأثير على الغدة النخامية مما يثبط إنتاج الحيوانات المنوية، أما هرمون البروجيستين فيكون تأثيره على الخصية مباشرةً مما يقلل من إنتاج الحيوانات المنوية.

غالبًا ما يلجأ بعض الرجال والسيدات إلى الطرق الجراحية في تنظيم النسل لديهم، لتيقنهم أنها سُبل مضمونة في ضبط عملية الإخصاب والنسل، لذلك يوجد وسيلة تعقيم المرأة التي تقوم على أساس قطع الطريق الواصل بين البويضة والحيوان المنوي، مع عدم قطع الدورة الشهرية والمحافظة على انتظامها، على الجانب الأخر نجد تعقيم الرجل حيث تقوم هذه الطريقة على قطع القناة الناقلة، مما يمنع الحيوانات المنوية من الخروج إلى السائل المنوي، وبالتالي يكون خاليًا منها.

"الصحة": 155 مليون جنيه لتوفير وسائل تنظيم الأسرة خلال العام الحالي

بين قرى ونجوع مصر تُقبل العديد من السيدات على مراكز تنظيم النسل بالوحدات الصحية المختلفة التابعة لوزارة الصحة والسكان لتقتني أحدث الوسائل التي تساعدها على ضبط نسلها وبأقل الأسعار الممكنة فتقول الدكتورة سعاد عبد المجيد رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة أن الوزارة وفرت 155 مليون جنيه لتوفير وسائل تنظيم الأسرة خلال العام المالى الجديد، وأكدت في تصريح خاص لـ " الدستور " أنه لا يوجد نقص في الوسائل ويوجد مخزون استراتيجي يكفى 6 أشهر.

وأوضحت أن قطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة ركز على شراء وسائل تنظيم الأسرة طويلة المفعول فقد تم شراء نحو ١٦٠ ألف كبسولة امبلانون، وعدد ٢مليون لولب نحاسي، بالإضافة إلى مليون ونصف حقنه مركبه الهرمون، و٢مليون و٣٠٠ ألف حقنه أحادية الهرمون، بالإضافة إلى مليون شريط حبوب مركبة الهرمون يتم تصنيعها شهريا وأربعة مليون شريط حبوب وحيدة الهرمون بخلاف الوسائل الموضعية وحبوب الطوارئ.

وأضافت أن الوزارة تأمين توافر وسائل تنظيم الأسرة يعد حجر الزاوية الداعم للبرنامج القومي لتنظيم الأسرة والذي يهدف إلى الاختيار الحر المبنى على المعرفة والمعلومة الصحيحة، وأشارت إلى أن قطاع السكان وتنظيم الأسرة يحرص على توفير أنواع متعددة من وسائل تنظيم الأسرة ذات الكفاءة والفاعلية من خلال نظام لوجستي فعال يتيح للمنتفعات حق الحصول على الوسيلة المناسبة والآمنة في الوقت المناسب ومن المكان المناسب وبالسعر المناسب، وبالمجان بالعيادات المتنقلة التي تخدم المناطق العشوائية والمحرومة من الخدمة.

لافتة إلى أن وزارة الصحة والسكان تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتحديد أنواع وكميات هذه الوسائل على أسس علمية، وطبقًا لاحتياج المنتفعات مع الالتزام بمعايير اللياقة الطبية اللازمة وإتاحة نطاق واسع من الاختيارات التي تحددها البرامج الإلكترونية مع الاستعانة ببيانات سكانية وإحصائيات الخدمات، ومن ثم يمكن التنبؤ بالكميات والمبالغ المالية اللازمة لهذا الغرض.

وعن الأسعار التي حددتها الوزارة للوسائل المختلفة تبيّن عبد المجيد في تصريح سابق أن اللولب النحاسي يبلغ سعره 2 جنيه، وأقراص منع الحمل تبلغ 65 قرشًا للشريط الواحد، والأقراص أحادية الهرمون بسعر واحد جنيه للشريط، أما الواقي الذكري تبلغ القطعة منه نحو عشرة قروش، وحقن منع الحمل أحادية الهرمون التي تحصل عليها السيدات كل 3 شهور بسعر واحد جنيه والمركبة التي تحصل عليها السيدات شهريا بسعر جنيهان، وكبسولة منع الحمل تحت الجلد بسعر خمسة جنيهات، على الرغم من وصول سعرها بالخارج لعشرات الجنيهات.

من بين الحملات التي شاركت فيها مصر لتحديد النسل وتنظيم الأسرة، "الراجل مش بس بكلمته.. الراجل برعايته لبيته وأسرته"، و"مش بالكترة بنات وبنين.. لأ.. بالصحة ودي بالتنظيم"، و"اسأل.. استشير"، و"حقك تختار.. ومسئوليتك القرار"، و"بالخلفة الكتير.. يته حيلك وجوزك يروح لغيرك".