في عمق الذات.. ما يوجد في البئر يخرج من الدلو

ما يوجد في البئر.. يخرج بالدلو!
مقولة منطقية بلا شك! فما ينتج عنك من سلوك هو ما يحويه عقلك من أفكار.. لذا فإن الأفكار السلبية تولد سلوكيات سلبية وعليه فهناك آليتان يتوجب علي الإنسان التخلص منها، ألا وهما آلية إلقاء اللوم، وآليه دور الضحية، واللتان كثيرًا ما تتزامنان معًا.فكل رد فعل من الآخرين هو رد فعل علي سلوك يتماشى وأفكارك. إذن فالتحكم في ردود أفعال الآخرين يتم في الأساس بالتحكم في سلوكك الشخصي والذي يتم التحكم فيه بدوره من خلال التحكم بنوعية الأفكار التي يمتلئ بها العقل الباطن، والسيطرة علي أفكار العقل الباطن تتم من خلال مراقبة عقلك الواعي.
وللأفكار طريقين للتكاثر، تكاثر داخلي ناتج عن حديث النفس، وتكاثر خارجي ناتج عن استقبال أفكار الآخرين. وللتحكم في النوع الأول نحتاج إلي الإدراك ولنصل إلي الإدراك نحتاج إلي الوعي. أما النوع الثاني، فالتحكم فيه يتم من خلال اعتماد احدى طرق التفكير المتقدمة كالتفكير النقدي والذي يساعد علي تحليل الأفكار المستقبلية ونصنيفها قبل تبنيها. والوقاية من النوعين تحتم المبادرة حتمًا نحو الأفكار الإيجابية..
وأسوأ أنواع الأفكار التي قد تسيطر علي عقلك، هي فكرة عدم القدرة علي التخلي عن أفكارك.
إن أخطر ما في الأمر حقًا هو الإرتباط الوطيد بين طبيعة الأفكار وقوة الإرادة. فتحفيز النفس علي الإستمرار بإرادة قوية يتطلب الإيمان بأفكار إيجابية وإلا تكونت المثبطات النفسية كنتيجة لسلبية الأفكار.
ولكن كيف ومتي نستطيع تنقية أفكارنا من السلبيات؟
أولًا؛ يتوجب علينا مراقبة الأفكار بشكل مستمر حتى لا تجد الأنا ego مدخلًا لتحديد مسار تلك الأفكار وتحويلها إلي محركات تقيد أهوائها أيًا كانت موافقة أو مخالفة للقيم، فمجرد مراقبة الأفكار يؤدي فورًا إلي تنقيتها.
ثانيًا؛ إبحث عن الفكرة الخاطئة الأساسية التي تنبثق منها كل تلك الأفكار السلبية والتي غالبًا ما تكون موروث ثقافي أو عادة أو ثقافة أسرة أو مجتمع.. واعمل جاهدًا علي تغييرها.
ثالثًا؛ ميز بين صوت عقلك (صوت البصيرة)، وصوت نفسك (صوت الأهواء)، واسلك الطريق الصحيح.
رابعًا؛ تحمل كامل المسؤولية فيما يختص بقراراتك وتذكر أنك لست ضحية سوى لنفسك ولأفكارك السلبية.
خامسًا؛ حدد أهدافًا واضحة وضع خططًا مرنة يسهل تنفيذها حتى لا تشتتك أفكارك.
والخبر الجيد هنا هو أنه وبالرغم من أن العمل علي تطهير أو تنقية أي شئ يبدو شاقًا ومجهدًا للوهلة الأولى، إلي أن تتخذ أولى الخطوات.. فتجتذب الخطوات بعضها بعضَا.
ياسمين الخولي
[email protected]