رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية سيدة عائلتها تتكون من 5 قطط وكلب

حكاية سيدة عائلتها
حكاية سيدة عائلتها تتكون من 5 قطط وكلب

حينما تمر من شارع عبد الخالق ثروت سيلفت انتباهك سيدة مسنة تجلس وحولها عددًا من القطط وكلب يجلس أمامهم دائمًا، في مشهد يجعلك نشعر بأنك أمام مثال حي لمقولة "إذا أحب الله عبد رزقه لين القلب".

يناديها أهل المنطقة بالحاجة سعيدة، وهي سيدة فاقدة للذاكرة لا تعرف من هي ولا من أين أتت، تسكن الرصيف منذ عدة سنوات، وقال شكري عوض وهو صاحب محل أمام الرصيف الذي تسكنه إنها حينما أتت كانت تخاف أن يقترب منها أحد حتى وإن كان سيساعدها، واستكمل كلامه، قائلًا: «لابد وأنها تعرضت لأذى شديد من البشر لذلك تخشاهم جدًا».

بعد أن أصبح الرصيف هو منزلها الذي تنام فيه كان لابد من وجود عائلة بالمنزل، لكن الحاجه سعيدة قررت أن تكون عائلتها هم هؤلاء الذين يزوروها دون إزعاجها يشعرون بألامها ووحدتها، خمس قطط وكلب هم عائلتها التي لم تفارقها منذ وقت طويل، يقول أصحاب المحال حولها إنها دائمًا حينما يعطي لها أحد المارة طعامًا لا تأكل إلا بعد أن تقسم الطعام بينها وبينهم وتطمئن أن الجميع قد نال حصته.

في مشهد غريب يقف الكلب أمامها دائمًا وحينما يقترب أحد منها أو من القطط ينبح بأعلى صوته كأنه حارسهم الشخصي، والغريب أن طبيعة الكلب تجعله يتعارك مع القطط دائمًا، لكن يبدو أن هذه الأسرة متحابه للدرجة التي جعلت الكلب يحب هذه القطط كأنهم إخوته أو من أبناء جنسه.

دربت الحاجة سعيدة هذه الحيوانات على الحب، يعيشون في عالم منفصل ينامون جنبًا إلى جنب دون صراعات أو قتال، وكأنها أطعمتهم المحبة مع طعامها، حينما تقف أمامها وتراقب حركة يديها وهي تطعم القطط وتحتضن الكلب أحيانًا تفهم لماذا لا يفارقها أحد من هؤلاء الحيوانات؟، وكأنهم يدركون فعًلا أنهم عائلة، يخاف أفرادها على بعضهم البعض، ويخشون الرحيل حتي لا يضيعوا وسط هذا العالم الذي يفقتر السلام الذي يشعرون به في بيتهم على الرصيف.