رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شخصياتها تخرج من الصورة... قصة اللوحة الملعونة

جريدة الدستور

مجرد شكلها والنظر إليها في الواقع يُثير في النفس الرعب، إنها لوحة "الأيدي المقاومة" التي رسمها الفنان بيل ستونهام في عام 1974.

هذه اللوحة تصور فتى ودمية أنثى يقفان أمام باب مغطى بالزجاج يضغط عليه العديد من الأيدي، ووفقًا لما ذكره "ستونهام"، فإن الصبي يحمل ملامح صورة فوتوغرافية له في وهو سن الخامسة، ويقول إن المدخل وراء الطفل عبارة عن تمثيل للخط الفاصل بين عالم اليقظة وعالم الخيال والاستحالة، في حين أنه قصد بالدمية أن تكون الدليل الذي يرافق الصبي خلال رحلته للعالم اللامرئي أن الأيادي وراء الزاجاج تمثل حياة أو احتمالات بديلة.

وبسبب عدة حوادث استثنائية اشتهرت اللوحة على أنها مسكونة بالجن، وعندما تم نشرها للبيع على "eBay" جنبًا على أنها من أشهر اللوح المسكونة، وفي خلال بضع أعوام تحولت لوحة اطفل البريء والدمية إلى صورة تطارد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في كوابيسهم.

البداية كانت سنة 1974 عندما انتهى "ستونهام" من رسم اللوحة ليضعها في معرض وجاليري "Feingarten"، وهناك تم شراء لوحة "الأيدي المقاومة" من قبل الممثل جون مارلي الذي اشتهر بدوره كمنتج أفلام في فيلم "The Godfather" أو "الأب الروحي"، وهو الشخصية التي يتذكرها معظم الناس في مشهد يستيقظ فيه ليجد رأس حصان مقطوعة في سريره.

وبين عامي 1978 و1984، توفى ثلاثة من الرجال الأقرب إلى "الأيدي المقاومة"، وهم: الناقد الفني هنري سيلديس، الذي اهتم باللوحة وعلق عليها من الناحية الجمالية والفنية في عام 1978، وصاحب جاليري العرض فينجارتن نفسه في عام 1981، وجون مارلي في عام 1984 - على الرغم من أنه بالفعل باع اللوحة قبل أن يموت.

وفي عام 2000، ظهرت اللوحة في قائمة على مبيعات موقع "ebay"، وكتبت العائلة التي تبيعه قصة مرعبة عنها أشبه بمقدمات ستيفن كينغ الروائية، قائلة: «عندما استلمنا هذه اللوحة كنا نعتبرها عملًا فنيًا رائعًا، ونتسائل لماذا لوحة بهذا الجمال تهمل بهذا الشكل وتلقى بعدم اهتمام، ولكن في يوم جاءت ابنتنا البالغة من العمر أربعة أعوام ونصف لتقول إنها رأت الأطفال في الصورة يتعاركون ويخرجون من اللوحة في الليل، وعلى الرغم من أن الأب حاول تهدئة ابنته وإقناعها أنها مجرد مزاعم؛ لإثبات أنها مجرد هواجس، لكنه وضع كاميرا لمراقبة الصورة ليتفاجأ بأن بالفعل الولد في الصورة يخرج ويتجول في المنزل، والأغرب من الخيال أنه رأى الدمية على شكل أنثى تحمل سلاحًا وتجبر الولد على الخروج من اللوحة».

القصة المثيرة جذبت المشترين في "ebay" بطريقة غريبة وسجلت مشاهدات على اللوحة تعدت الـ30000 مرة، حتى أن بعض هؤلاء المشاهدين اشتكوا إلى البائع بشأن مواجهة أحداث خارقة بعد زيارة القائمة فقط، وذكر إحدى زائري الموقع أنه بعد النظر إلى الصورة سمع أصوات أشبه بصوت الجن مع الشعور بتار هواء ساخن، آخر قال إنه شعر بالتعب والمرض بعدها واضطر إلى تطهير منزله بإشعال البخور.

وبحلول الوقت الذي تم فيه بيع اللوحة لمالك جاليري يدعى كيم سميث مقابل 1.025 دولار، وانتشرت أسطورة اللوحة الملعونة عبر الإنترنت، وبعد شهر من انتهاء مزاد "eBay"، تحدث "سميث" مع موقع "surfingtheapocalypse.com" عن الحياة بعد شراء ما أصبح يعرف باسم "لوحة eBay المسكونة"؛ ليؤكد أنه بالفعل اللوحة بها نوع من السحر ومسكونة وأنه بالفعل يستعين بنصوص من الكتاب المقدس والتراتيل للتخلص من مفعولها اللعين.