رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: فعلها المصريون فى الخارج وأبهروا العالم

جريدة الدستور

ما فعله المصريون فى الخارج أمس لايمكن بأى حال من الأحوال أن يمر هكذا مرور الكرام دون أن نعى ما يحمله من معان ورسائل قوية بين السطور بل أننا يمكن من خلاله أن نقوم باستشراف المستقبل القريب الذى بكل تأكيد يحمل لنا كل الخير كما أن تلك الصورة رائعة الجمال التى ظهر بها المواطن المصرى المقيم فى الخارج وهو يقف امام صناديق الانتخاب ليدلى بصوته تتطلب منا جميعاً أن نقف احتراماً لهذا المواطن المصرى الذى يؤكد يوماً بعد الآخر أنه مهما كانت الظروف صعبة ومهما كان الأجواء من حوله شديدة التغيير فإنه يبادر على الفور ليظهر معدنه الأصيل .. هذا المعدن النفيس الذى لايوجد مثيل له بين شعوب العالم.
لقد شعرت بالفخر والزهو وأنا تابع عبر شاشات التليفزيون اليوم وأمس تلك السيمفونية التى عزفها أبناء الوطن خارج الوطن .. فهاهم ابناء النيل يتحدون حرارة الجو شديدة الارتفاع فى بعض البلاد العربية الشقيقة وهم واقفون فى طوابير طويلة وسط جو احتفالى غير مسبوق تصدح منه الزغاريد والتى انصهرت فى الاغانى الوطنية التى كانت تنبعث من كل مكان حول مقار السفارات المصرية التى كانت تشبه العرس متناسين درجة الحرارة الغير محتملة فى هذه البلاد وعلى سياق مختلف تكرر امامنا نفس المشهد ولكن فى اجواء يغمرها طقس غير مستقر وشديد البرودة فى تلك البلدان الاوروبية وعلى وجه الخصوص فى روسيا وسيبيريا التى تتسم بدرجة حرارة تحت الصفر.
اننا بالفعل امام اجواء فرحة وبهجة اعادت الى الأذهان تلك الايام الجميلة التى عشناها فى ظل ثورة ٣٠ يوينة التى لم نر مثلها من قبل قى تاريخ مصر الحديث والمعاصر ، والحق يقال فإن ما حدث اليوم وأمس من المصريين فى الخارج سواء فى الدول العربية أم فى مختلف دول العالم فانه تفوق كثيراً عما عشناه فى ٣٠يونيه وكأن المصريون فى الخارج أرادوا ان يبعثوا برسالة مهمة جدا الى الداخل والخارج على حد سواء رسالة فحواها أننا ماضون فى طريقنا نحو البناء والتنمية المستدامة التى لن تتحق بدون وجود زعيم قوى يعرف جيداً على أى أرض يقف والى أى هدف .
نعم لقد اراد المصريون فى الخارج بتلك الملحمة الوطنية التى شكلوا ملامحها أمس والتى يستكملون اليوم وغداً رسم عناصرها الجميلة والرائعة ان يوجهوا صرخة قوية ومدوية فى وجه المشككين فى وطنية المصريين خاصة انه وعبر وسائل اعلام غربية مسمومة ظلت بعض الاصوات التى تتسم بالخسة والخيانة طوال الفترة الماضية تملأ الدنيا صخباً وضجيجاً مستخدمين قصص وحكايات مغلوطة شكلها لهم خيالهم المريض عن الشعب المصرى وعن وجود انشقاقات بين صفوف ابناء الوطن الى جانب محاولتهم رسم صورة قاتمة للحياة فى المجتمع المصرى وذلك فى محاولة من لضرب علاقة المواطن بالدولة من ناحية وبث روح الانهزامية بين صفوف المصريين من ناحية أخرى مما يساعدهم فو تنفيذ مخططاتهم الخبيثة التى تستهدف فى المقام للأول إحداث فجوة وشرخ فى العلاقة التى تربط بين الشعب والقائد وهو امر أراه مستحيلاً لأن قائد وزعيم فى قوة عزيمة واصرار الرئيس السيسى على بناء دولة قوية وعصرية وحديثة لايمكن بأى حال من الأخوال أن يتخلى عنه شعبه وهو ما لمسناه بشكل لافت للنظر فى تلك الحالة رائعة الجمال التى يعيشها الشعب المصرى الأن من مؤتمرات شعبية حاشدة وحالة حراك سياسى تسرى بشكل لافت للنظر فى شرايين الوطن والمواطن على حد سواء .
وكأننا كنا نتاظر تلك الانتخابات ونحن على احر من الجمر حتى نترجم ما باخلنا من مشاعر تفيش بالحب الذى يصل الى درجة العشق تجاه الوطن .. كما أن ما خدث من المصريين فى الخارج والذى اعتبره البعض بأن هؤلاء المصريين العاملين فى الخارج تحولوا الى سفراء لنا فى كل بقاع الارض ولكن انا اراهم ليس مجرد سفراء لنا فى العالم بل هم جنود لمصر فى حربها التى تخوضها ضد الارهاب ومن يسانده فى كل مكان.
وربنا يرى البعض أن اهمية المشاركة الايجابية فى الانتخابات على هذا النحو من الاقبال غير المسبوق باستثناء بعض الدول مثل الكويت والسعودية فإننى ارى أن ذلك ما هو الا انعكاس طبيعى لما سوف تكون عليه الانتخابات الرئاسية فى الداخل والتى باتت على الابواب الان .
اننا بالفعل نعيش لحظات من اروع اللحظات التى يمر بها الوطن ، فهى بمثابة لحظة فارقة سيظل يذكرها التاريخ لنا بكل الخير ان شاء الله.