رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسلمون وأقباط: البابا شنودة قيادة وطنية خالدة في ذاكرة الوطن

البابا شنودة
البابا شنودة

على الرغم من مرور 6 سنوات على رحيل البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، إلا أنه مازال الكثير من المصريين من المسلمين والمسيحيين يخلدون ذكراه، ذلك البطريرك الذي يصفه الجميع بـ«البابا الوطني» حتى بعد رحيله.

قررت «الدستور» أن تحيي ذكراه برسائل المصريين «مسلمين ومسيحيين» لترسلها إلى السماء في ذكرى رحيله:

قال النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب، إن البابا شنودة قيادة وطنية يجب أن يخلدها التاريخ المصري للأبد، نظرًا لمواقفه الوطنية الكثيرة التي دعم بها مصر أثناء حياته.
وأشار في تصريح خاص لـ«الدستور» إلى أن هناك الكثير من المواقف للبابا شنودة الثالث تؤكد وطنيته وحبه لمصر، أهمها رفضه التدخل الخارجي في شئون الكنيسة المصرية، حيث عرضت عليه الكثير من القيادات الأمريكية الوقوف بجانب الكنيسة المصرية عقب الأحداث التي تعرضت لها بعد ثورة يناير، إلا أن موقفه كان حاسمًا تجاه هذا الأمر، رافضًا أي تدخل خارجي بالشئون المصرية في الكنيسة.
وأوضح أن الكثير من المسلمين يقدرون مواقف البابا شنودة الثالث، حيث يعتبره جميع المصريين رجل وطني قبل أن يكون راعي للكنيسة القبطية المصرية، ولذا ستظل سيرته خالدة بذاكرة المصريين، وليتذكر المصريون في ذكرى رحيله قوله الشهير: «إن مصر ليس وطنًا نعيش فيه بل وطنًا يعيش فينا».

وقال جمال عبد الرحيم، عضو نقابة الصحفيين، إن البابا شنودة الثالث له مكانة خاصة فى قلوب المسلمين بصفة عامة، وبصفة خاصة فى قلوب المسلمين الصعايدة، وذلك لأنه من أصل صعيدى، حيث كان البابا من أسيوط، لافتًا إلى أنه رمز من رموز الصعايدة.
وأشار في تصريح خاص لـ«الدستور» إلى وزير الحكم المحلى، الذى قال ما يقرب من شهرين « إننا نريد أن نقوم بعمل تنمية فى الصعيد عشان مايركبوش القطر ويجوا يعملوا عشوئيات فى القاهرة»، مما أدت تلك الكلمات لعمل انقلاب.
وأضاف: وقمنا بالرد عليه، وقولنا له أن الصعيد أنجب رمز من رموز الوطنية، وكانت أولى هذه الرموز البابا شنودة الثالث، الذى نفتخر أنه رمز من رموز الصعيد، مؤكدًا أن البابا شنودة له مكانة خاصة فى قلوب المسلمين بالفعل.
وتابع: البابا شنودة الثالث أحبه الجميع، لتلك العلاقة الطيبة التى ربطته بالآخرين، حيث أنه كان رجلًا دبلوماسيًا وسياسيًا وذكيًا، مضيفًا:«أنا قابلت البابا تواضروس الثانى وعرفت أنه شخصية قوية، ولكن البابا شنودة كان رجلًا دبلوماسيًا، لديه حنكة سياسية، حيث أنه كان ذات خبرة عالية»، لافتًا إلى أنه على المستوى الشخصى يحب البابا تواضروس، وعندما تولى منصب البابا تقابل معه وأعجب كثيرًا بشخصيته، ولكن الفرق بينه وبين البابا شنودة هو الخبرة والحنكة السياسية التى كانت تسيطر عليه.
ولفت إلى أن علاقة البابا شنودة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل يعد من المواقف العظيمة للبابا، فموقفه هذا شرف مصر بجملتها، ويؤكد أنه رجل وطنى من التراث الأول.

وفي سياق متصل، قال كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، إن هناك أشخاصًا يكتب عنهم التاريخ أن هناك أشخاصًا يصنعون ويكتبون التاريخ، والراحل العظيم قداسة البابا شنودة الثالث من النوع الثاني على المستوى الوطني والكنسي، فقد كتب تاريخ مجيد على المستوي الكنسي في العديد من النواحي منها الروحية والعمرانية وفي التعليم الديني.
وأشار في تصريح خاص لـ«الدستور» إلى أن البابا شنودة استلم الكنيسة وأغلب الأديرة لا يوجد بها إلا عدد قليل من الرهبان لا يعدوا على أصابع اليد الواحدة، وعدد قليل من الكنائس خارج مصر، وبعد فترة أصبح عدد الرهبان يتخطى 5 آلاف راهب، وقام بإعادة تعمير العشرات من الأديرة، بجانب إنشاء مئات الكنائس في كل قارات العالم من أفريقيا إلى أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وكندا وأستراليا والخليج العربي وقارة آسيا.
وأضاف كمال: البابا شنودة على المستوى الكنسي هو معلم المسكونة وذهبي الفم، تتلمذ على تعاليمه الملايين في مصر وبلاد المهجر، فهو صاحب مدرسة في اللاهوت وكاريزما في الوعظ يصعب تكرارها، كما أنشأ قداسته العديد من الإكليركيات في مصر وبلاد المهجر.
واختتم «كمال» حديثه قائلًا: «قداسة البابا شنودة قديس الكنيسة وأيضا قديس الوطن، سيظل عايش في قلب كل مصر مسيحي ومسلم بمواقفه الوطنية التي كتبها التاريخ بحروف من نور».

وقال مينا أسعد كامل، الباحث بلجنة العقيدة القبطية بأسقفية الشباب، ومدرس اللاهوت الدفاعي، إن البابا شنودة الثالث كان ينطبق عليه وصف الكتاب المقدس، للمسيحيين ملح الأرض، ونور العالم، فكان بلسانه العطر الذي لم يحد عن الحق شعرة، يقدم الحق بوضوح أمام كل العالم، مصبوغًا بمحبته الفائقة.
وأضاف: بالرغم من عدم مجاملته لأحد على حساب الحق ممن اتفقوا معه أو خالفوه، فقد اكتسب محبة الجميع مسلمين ومسيحيين على حد سواء، فكانت مكانته عند الجميع بلا استثناء وضعته أن يمنح منهم ألقابًا لم تكن مجامله بقدر ما كانوا يرونها فيه، كلقبه الشهير بـ«بابا العرب»، الذي يعني أنه أشهر العرب مسلمين ومسيحيين بصدق أبوته.

وأشار المحامى أسعد أيوب إلى أن مكانة البابا شنودة الثالث في قلوب المسلمين معروفة جدًا، وكانت من أبرز الأسباب التى جعلته يحتل تلك المكانة أقوى، موقفه من التطبيع مع إسرائيل، الذى أنتجت عنه مشاكله مع الرئيس أنور السادات، وتابع: وبسبب محبة المسلمين له ومكانته الخاصة فى قلوبهم لقبوه بـ«بابا العرب».