رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على سبب فرض الإقامة الجبرية على «البابا شنودة»

جريدة الدستور

لعبت الفترة التاريخية، التي اعتلى فيها البابا شنودة الثالث الكرسي المرقسي، دورًا أساسيًا في أن يكون لبطريرك الكنيسة رأي سياسي في الكثير من القضايا، وسواء كانت مواقفه تلقى القبول أو الرفض من القيادة السياسية، لكنها في النهاية صنعت له قاعدة شعبية من الصعب أن يحظى بها قائد ديني آخر.

موقفه من القدس
كان موقف البابا حازمًا تجاه القضية الفلسطينية حين قال: «لن نذهب إلى القدس إلا مع إخواتنا المسلمين بعد تحرير القدس»، الأمر الذي أثار حفيظة السادات لاسيما وأنه قد اعتزم وقتها على إجراء معاهدة السلام مع إسرائيل 1979 وطلب من البابا مرافقته حتى أنه أصدر حزمة قرارات منها اعتقال عدد من رجال الدين، حتى تصاعدت حدة الخلاف لتنتهي بتحديد إقامة البابا شنودة في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
ويعود هذا الموقف الحاسم للبابا شنودة إلى ما يعرف بأزمة «دير السلطان»، حيث حكمت المحاكم اليهودية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بملكية دير السلطان، ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت تنفيذ الحكم، مما أدى إلى غضب البابا شنودة على إسرائيل حتى أدى هذا الغضب إلى منع الأقباط من السفر إلى القدس.
اعتبر البطريرك الـ 117 أن سفر المسيحيين للقدس، هو نوع من أنواع التطبيع مع إسرائيل، حيث كان يفضل أن يدخل للقدس مع شيخ الأزهر وكان رافضًا أن يذهب المسيحيون القدس، قبلما يتم هناك حل جذرى للمشكلة الإسرائيلية.
و«دير السلطان» دير أثري للأقباط الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة.
وقد استولت إسرائيل على دير السلطان في القدس الشرقية وسلمتها إلى الرهبان الأحباش بعد طرد الرهبان المصريين منه بعد حرب يونيو 1967، ورفضت تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية برد الدير إلى الكنيسة المصرية، وهو ما أثار غضب المسلمين والمسيحيين المصريين، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، عام 2003.
وكشف الأنبا بينيامين، مطران المنوفية، عن سبب غضب البابا شنودة الثالث، من إسرائيل، والذى أدى به إلى منع الأقباط من السفر إلى فلسطين، وهو تعنت إسرائيل فى موضوع القدس.

وأوضح مطران المنوفية فى تصريحات لـ«الدستور»، أن سبب غضب البابا شنودة الرئيسى هو أن المحاكم اليهودية حكمت للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بملكية دير السلطان، ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت تنفيذ الحكم.
وتابع: وما زال قرار المنع ساريًا، ولكنه سمح فقط لكبار السن، ومن لهم ظروف خاصة بأن يذهبوا، ومع اقتراب حل دير السلطان هذا يفتح الباب أكثر لذا نتمنى حلًا لمشكلة دير السلطان والمشكلة الفلسطينية بجملتها.

وقال الأب عزرا، راهب بدير الأنبا بيشوى، بوادى النطرون، إن البابا شنودة كانت له رؤية خاصة تتناسب مع زمنه فى عدم زيارة الأقباط للقدس.
وأشار إلى أن البابا شنودة اعتبر أن سفر المسيحيين للقدس، هو نوع من أنواع التطبيع مع إسرائيل، حيث كان يفضل أن يدخل للقدس مع شيخ الأزهر، مؤكدًا أنه كان رافضًا أن يذهب المسيحيين للقدس قبلما يتم هناك حل للمشكلة الإسرائيلية، وتلك كانت فكرة ورؤية تناسب عصره فى ذلك الحين.

مؤتمر يطالب بإلغاء مشروع الردة يناير 1977
كانت الجماعات الإسلامية قد تمكنت من سيطرتها على مصر، وجاء الإعلان عن قانون الردة الذى كانت الدولة تعتزم إقراره عام 1977 غير أن البابا شنوده ترأس في 17 يناير من نفس العام مؤتمر وأصدر بيانًا شديد اللهجة، قال فيه إن الأقباط يمثلون أقدم وأعرق سلالة في الشعب المصري.
ولم يكتفي بإعلان رفضه لحد الردة فحسب، بل تطرق لمناقشة أمور جدلية وقتها، ووفق المحللون أنه يكاد يكون البطريرك الوحيد الذي عارض رئيسًا في الكثير من القرارات، ومن الأمور التي ناقشها المؤتمر:
أهمية حرية العقيدة الدينية للمسيحيين، ممارسة الشعائر الدينية، المحافظة على شعائر وطقوس الزواج المسيحي، تكافؤ الفرص وتمثيل المسيحيين في الهيئات النيابية والتحذير من الاتجاهات المتطرفة.
هذا بخلاف مطالبة البيان الواضحة باستبعاد التفكير في تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، كما طالب الأقباط بالصوم الانقطاعي لثلاثة أيام، من 31 يناير إلى 2 فبراير 1977 للفت النظر إلى مطالبهم.

كامب ديفيد 1977
رفض البابا شنوده اتفاقية السلام مع اسرائيل، مما خلق حالة عدائية مع الرئيس السادات.
ظن «السادات» بأن البابا «شنودة» يتحداه، فأصدرت أجهزة الأمن قرارًا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، ورفض البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارًا بعدم الاحتفال بالعيد فى الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة.

ووصل الأمر إلى ذروته عندما كتب فى رسالته التى طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت احتجاجًا على اضطهاد الأقباط فى مصر ورفض إذاعة الاحتفال بالأعياد فى أجهزة الإعلام كما جرت العادة وقتها، وكانت هذه المرة الوحيدة التى يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط فى مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.

في حرب 1973
دفعه حبه للوطن للمشاركة والتواجد في صف الدولة في أوقاتها الحالكة وانتصاراتها أيضًا، ففي الحرب ضد إسرائيل حرص على الالتقاء بالجنود والقادة وجمع المساعدات من المتبرعين لتوفير الأدوية اللازمة للمصابين.