رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. تعرف على رحلة علاج «البابا شنودة»

البابا شنودة
البابا شنودة

«الطريق إلى الفردوس».. كان هذا ما أطلقه البابا شنودة الثالث على المرض الذى هاجمه، رغم قوته وشراسته، ليضرب بذلك أروع مثل فى الصبر والتحمل، والامتثال لإرادة الله.

ورغم معاناته، لخص فلسفته فى الصحة والمرض بقوله: «بضعف الطبيعة البشرية نطلب الصحة، لكننا لا نعرف ما هو المفيد لنا.. ربما يتعبنى المرض بشدة على الأرض، لكنه يضمن لى الملكوت السعيد، إذا كان قبوله بشكر وصبر، وربما ينال المرء صحة جسدية ولكن يغضب الله، وينهمك فى الشر ويخسر الله».

ستة أعوام مضت على رحيل البابا شنودة الثالث، الذى تميز بهدوء الأعصاب والحكمة، والعطاء والحب بالرغم من وجود الألم، خاصةً فى الأيام الأخيرة، بالرغم من الآلام البارحة فكان يواظب على خدمته الرعوية كبطريرك، حتى رحل عن العالم، وسط جنازة شهد لها التاريخ نظرًا لمحبة الجميع له مسيحيين ومسلمين على حد سواء، وبالسياق مع ذكرى البابا الخالدة ترصد «الدستور» الأمراض التى عانى منها البابا وتحملها بحب فى سبيل خدمة شعبه:

سرطان الرئة
عانى البابا شنودة الثالث من مرض سرطان الرئة، الذى قاومه بقوة وإيمان، رغم رفض جسده الاستجابة للأدوية، وهو ما جعله يرفض نصيحة أطبائه الأمريكيين بالبقاء فى الولايات المتحدة للعلاج، ويفضل العودة إلى مصر، بعد أسبوعين فقط من بدء الجرعات الكيماوية المقررة.
وعلى إثر دخوله فى غيبوبة قصيرة لعدة مرات، ويأس الأطباء الأمريكيين من احتمالات الشفاء التام، استجاب الجميع لرغبته فى العودة إلى القاهرة، وقطع الرحلة، قبل إتمام كورسات العلاج المقررة.

سرطان العمود الفقري
فى سنواته الأخيرة، أصيب البابا شنودة بمرض سرطان العمود الفقرى، الذى سبب له آلامًا لا تحتمل فى العظام، كانت تدفعه أحيانًا للتوقف عن الحديث أثناء عظاته، وإغلاق عينيه من الألم، قبل أن يعود بعدها بقليل ليبتسم فى وجه الجميع، رافضًا الاستسلام لآلامه.
وفى 2008، سقط البابا شنودة الثالث من أعلى سلم المقر البابوى، ما أدى لإصابته بشرخ فى عظمة الفخذ اليسرى، وعلى إثر ذلك، نقلته طائرة طبية خاصة إلى مستشفى «كليفلاند» بالولايات المتحدة، من أجل إجراء جراحة عاجلة، وتلقى جلسات العلاج الطبيعى اللازمة لتجاوز الأزمة التى تعرض لها، خاصة أنه كان يعانى من خشونة فى المفاصل منذ فترة طويلة.

الفشل الكلوي المزمن
عانى البابا الراحل على مدار حياته من مرض الفشل الكلوى المزمن، الذى صاحبه لسنوات طويلة، كان يتلقى خلالها 3 جلسات للغسيل الكلوى أسبوعيًا، فى وحدة مخصصة له داخل المقر البابوى، بعد رفض جسده أكثر من مرة الاستجابة إلى عملية زرع كلى، كما نصح الأطباء.

البابا الـ117 وشدة المرض فى الأيام الأخيرة
شهدت صحة البابا شنودة الثالث، تدهورًا شديدًا ومفاجئًا خلال الأيام العشرة الأخيرة، وفى مارس 2012، لم يعد البابا الراحل قادرًا على الحركة، ما اضطره للبقاء فى فراشه الموضوع بقلايته فى الكاتدرائية، حتى إنه لم يعد قادرًا على تناول الطعام، وكان أكثر ما يثير ألمه هو التوقف عن إلقاء عظاته الأسبوعية، التى يطل بها على أبنائه فى الكنيسة.

رحلته العلاجية الأخيرة
وفى الأيام الأخيرة، تدهورت صحته بشكل مفاجئ، وبدءً من الجمعة 9 مارس عام 2012، نصحه الأطباء بتجنب العمل والإرهاق تمامًا، وإلغاء العظة الأسبوعية بشكل كامل، والتوقف عن المقابلات، للحصول على أكبر قدر من الراحة، حتى رحل عن عالمنا فى 17 مارس 2012، عن عمر يناهز 89 عامًا.

وبعد مضى 6 أعوام على رحيله، لا يزال صمود البابا شنودة الثالث، وتحديه للألم يهيمن على ذكراه، فى ظل الحب والعطاء اللذين اتسم بهما فى حياته، ما جعل المصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين يبادلونه المحبة، ويتذكرونه رغم مرور السنوات، كأحد أهم الشخصيات التى مرت على مصر طوال تاريخها.