رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فارس وطني وكاتب بارع.. صفات تحلى بها «البابا شنودة»

البابا شنودة
البابا شنودة

«إن القيم التي يقتنع بها الإنسان ويمارسها في حياته، هي التي تحكم طباعه وسلوكه وتعامله مع الآخرين، وكلما كانت هذه القيم سليمة، يكون سلوكه سليمًا، وإن انحرفت القيم التي يؤمن بها، انحرفت حياته كلها»، هكذا كتب البابا الـ117، بأحد مقالاته في جريدة الجمهورية.

بالرغم من متاعبها، إلا أنه أحبها، قال عنها، إنها «رسالة خير»، لمن يقتنيها، من بين باباوات الكرسى المرقسى، هو أول من التحق بها، ولم يكن هناك عائق حتى بعد رهبنته وأسقفيته وبطريركيته، قال عنها الكثيرين إنها «مهنة البحث عن المتاعب»، ولكنها بالنسبة له فهى لم تعد مهنة، بل أحب الهوايات إلى قلبه، «الصحافة»، كانت مهنة البابا الـ117، فكان يرى أن الصحفي إنسان مثالي محايد لا يتحيز، عفيف القلم واللسان والمقال والأخبار وهو كان هذا الصحفى، ذو القلب الحامل برسالة بداخله.

البابا الصحفى
هو أحد الكتاب والصحفيين المتميزين، والأدباء المتمرسين في الكتابة، وكان له فيما يعادل 140 كتاب، ومقالات أسبوعية في جريدة وطني، ومقالات في جريدة الجمهورية، ومقالات في جريدة أخبار اليوم، وجريدة الأهرام، بالإضافة إلى المقالات التى كانت تُنشر في مجلة الكرازة.

البابا شنودة وعلاقته بنقابة الصحفيين
قال جمال عبد الرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن البابا شنودة كان عضوًا منتسبًا لدى نقابة الصحفيين، وكان أول تكريم له، بعدما تولى منصب البطريرك، بـ20 يومًا، قام مجلس نقابة الصحفيين بدعوته وتكريمه فى ذلك الوقت، حيث قام بالقاء محاضرة، تحت عنوان «المسيحية وإسرائيل»، لافتًا إلى أن تلك المحاضرة سجلت فى العديد من اللغات وكانت تعبر عن وجهة نظر محترمة للبابا شنودة والعلاقة بين المسيحية وإسرائيل.
وأضاف «عبد الرحيم»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن البابا شنودة الثالث، ظل عضوًا منتسبًا للنقابة حتى وفاته، فى 17 مارس 2012، لافتًا إلى أنه طوال تلك الفترة منذ انضمامه للنقابة، وكان يكتب مقالات فى كافة ومعظم الصحف المصرية، وأكثرهم جريدة الجمهورية.
وتابع: اشتهر البابا شنودة الثالث، بأنه «كاتب بارع»، حيث كتب فيما يعادل 140 كتاب، بالإضافة إلى العديد من المقالات والقصائد والأشعار، لافتًا إلى أن نقابة الصحفيين أصدرت بيانًا لنعى البابا شنودة بعد وفاته، عبرت فيه النقابة عن حزنها الشديد، لأنها فقدت أحد أعضائها، وفقدت رمزًا محترمًا جدًا، أدى رسالته الروحية وواجبه الوطنى على أكمل وجه.
واستطرد: وثمنت النقابة دور البابا شنودة، الوطنى وحكمته وحبه الكبير لمصر وطنًا وشعبًا، وموقفه الثابت من الوحدة الوطنية وقضايا الأمة العربية وخاصة القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن البابا شنودة الثالث لم يكن غريبًا عن النقابة، بل أن نقابة الصحفيين كانت تفتخر أنه أحد أعضائها، لكونه كاتبًا مبدعًا وبارعًا، فهو له مئات المقالات بالصحف.

وأشار مينا أسعد كامل، الباحث بلجنة العقيدة القبطية في أسقفية الشباب، ومدرس اللاهوت الدفاعي، إلى أن بخلاف حب «البابا شنودة» للعمل الصحفي شخصيًا، فكان يرى الصحفي صاحب رسالة خيرة، ويردد دائمًا أن الصحفي المثالي لا يهمه مجرد النشر وإنما الفائدة العامة لما ينشر.
وأضاف أسعد لـ«الدستور»: وجد البابا شنودة، أن المثالية في العمل الصحفى، هو أن يمتاز الصحفي بالصدق والدقة، ولا يهتم بالضجيج الذي تحدثه مقالاته، ولكن بفائدة ما كتب، مشيرًا إلى أن البابا الـ117، يرى الصحفي إنسانًا مثاليًا محايدًا لا يتحيز، عفيف القلم واللسان والمقال والأخبار.

وقال الأب عزرا، راهب بدير الأنبا بيشوى، في وادى النطرون، إن البابا شنودة الثالث، تخرج من جامعة الملك فؤاد الأول، بكلية الآداب، قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947.
وأشار راهب دير الأنبا بيشوى لـ«الدستور» إلى أن البابا شنودة كان يهوى الصحافة والأدب، أى كانت الصحافة بالنسبة له ليست مهنة، بل هواية، حيث أنه اشتهر بلقب الكاتب البارع، كأديب وشاعر، لأنه كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية، لذا كانت بدايته الصحفية لعدة سنوات محررًا ثم رئيسًا للتحرير في مجلة مدارس الآحاد، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.

وأضاف: حصل البابا شنودة على كارنيه من نقابة الصحفيين، وهو يكتب بجريدة أخبار اليوم، لافتًا إلى أنه حتى بعد الرهبنة، لم تنقطع علاقته بالصحافة، مما أدى إلى تكريمه عدة مرات، وحصوله على العديد الجوائز والدروع من قبل نقابة الصحفيين.