رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توازن

جريدة الدستور

توازن:
فى الحياة نتأرجح بين الأقطاب الأساسية المكونة لحياة كل فرد..الخير والشر.. القوة والضعف.. ولكى نصل إلى نقطة التوازن المركزية التى تحمينا من زهو الصعود ومرارة الهبوط.. مثل الأرجوحة لابد لها من طرفين.. طرف يعلو وطرف يهبط.. وحين أقبل بالطرفين وبمعنى أصح بالدورين سيحدث التوازن.. لن يطغى طرف على الآخر..
نرضى حين نكون فى مرحلة الهبوط..لا نتذمر ونرفض ونلقى باللوم على غيرنا.. لابد أن نعى أن التغيير ينبع من داخلنا.. وحين نقبل ونهدأ نستطيع التفكير فى مرحلة التغيير الداخلى ونخرج من مرحلة الهبوط بسلام.. وحين نسعى للتغيير والتعلم آخذين فى الاعتبار تجربة الهبوط بكل جوانبها وسلبياتها والأسباب التى أدت الى هذا الهبوط ونتخطاها..
هنا يبدأ عمل الإدراك.. إدراك أين أنا.. ولماذا أنا هنا فى هذة المرحلة.. حينها سيكون التعلم سهلا.. ومع تعلم أساليب ما يأخذنى من الهبوط إلى الصعود.. يبدأ الوعى يعلو.. ومع علو درجة الوعى.. يظهر الطريق إلى الصعود والنجاح.. الوعى هو تجلي البصر.. الرؤية الحقيقية لما فات وما أنا فيه.. وبالتالى يصبح ما هو آت أجلى وأوضح.
إن التوازن فى الحياة هو إيجاد معادلة ما بين ما أستهلكه وبين ما يستهلكنى.. بمعنى.. لو أن عندى مسئولية وأعباء مجبرة عليها فى ناحية ما فى حياتى وهذا مايستهلكنى.. فلابد لى من إيجاد جانب محبب لى.. عمل مثلا يحقق طموحى وهواياتى وهذا ما أستهلكه.. التجديف مع التيار ولكن بوعى الوصول لهدف ينقلني من مناطق الخلل فى حياتى.. للعمل على تقليل ما يستهلكنى.. وإن لم أستطع فلأزيد مما أحب وأستهلك حتى أستطيع الوصول لنقطة المركزية فى الحياة.. وهذا ببساطة هو التوازن.