سكون.. ليه بيحصلى كل ده؟

ليه بيحصلي كده؟ ومطلوب أصبر وأنا معرفش السبب!

(وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا)
طب سؤال.. إذا كان سيدنا موسى مصبرش أنت هتعرف تصبر؟
فرق كبير في نوعية الصبر اللي مطلوب من سيدنا موسى واللي مطلوب منك
#أولًا
سيدنا موسى مصاحب شخص معاه الجواب بتاع كل فعل لحظي بيتعمل..
بالظبط كأنك في امتحان وموزعين عليك ورقة الأسئلة وفي ظهرها فيه الإجابة...
نسبة الفضول عندك أزيد بمراحل إنك تبص على الإجابة أكتر من اللي مش معاه الإجابات!

#ثانيًا
سيدنا موسى مستنكر.. مستغرب.. لكن يقينه وثقته متهزتش بالدليل
اعتذاره بعد كل استنكار
(قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا)
(قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا)
ومع ذلك فاستنكاره لأنه بيتعامل مع بشري فمشروع إنه يستنكر أفعاله..

#ثالثًا
كان هدفه من البداية.. طلبه العلم
(هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)
فعدم صبره دافعه فضوله للعلم وتعلم الرشد..

#لكن
عدم صبرنا إحنا مختلف تمامًا.. دافعه الخفي وبأكد على الخفي..
بيكون نابع من عدم ثقة ويقين تام في مقدرات الله بينتج عنه عدم اقتناع..
وخاصة لو حاجات بتحصل متنافيه مع مفاهيمك أنت وقدراتك أنت..
وخاصة اللي تتنافى مع فهمك (للرحمة.. والعدل)
ودول أكتر ميزانين بيوجعوك أوي لما يحصل ليهم مساس عندك أو عند غيرك
وتستشعر من جواك بأن الرحمة ناقصة والعدالة مش مكتملة!

طيب بص..
هي دي الطبيعة البشرية... بتدور دايمًا على مسبب لكل سبب على مبرر لكل فعل.. وده كان لازم يكون فيك وإلا مكنتش وصلت لفكرة إن في خالق هو مسبب كل الأسباب.. فطبيعتك إنك باحث طول الوقت هو اللي بيوصلك لمعرفة الله
فدايمًا جواك سؤال
حصل كده ليه؟
بيحصل كده ليه؟
الحكمه من كده إيه؟

ربنا حب يطمنك وجبهالك في رسايل قصة سيدنا موسى... أنت يا إنسان نازل في تكوينك البحث عن إجابة..
إجابة تقنعك.. تفهمك.. تفك الألغاز!
ربنا مقدر تعبك وحيرتك من تركيبتك دي اللي ملكش يد فيها..
علشان كده.. بعتلك نموذج لبعض الإجابات لبعض المصايب والمقدرات الخفية واللي صعب تيجي على بالك وتستوعبها..
فكانت قصة السفينة... والغلام... والجدار..

#الحل_إيه؟

الصبر!

مش بعرف اصبر...هو بالساهل كده؟!

#علشان_تطبقه
محتاج 6 حاجات:
1_ تعترف أن دي طبيعتك.. وده منطقي إنك تسأل
2_ في أسئلة عقلك البشري مش في قدراته استيعابها... فبتنهكه فقط
3_ علي يقينك أوي وثقتك في كل صفات الله
بمعنى.. الله رحيم.. يعني مفيش ارحم منه إطلاقًا يعني أنت مش أرحم منه على نفسك وغيرك بأي حال من الأحوال! وقيس على كده... فكل الحكاية أنت مش مستوعب وقدارتك مش جايبه كل ده..
فشكك في قدراتك إنت مش في صفات الله!

4_ عدل الله بيطبق كمنظومة شاملة.. فلو بيحصلك أمر بالنسبة لك ظلم... فكمنظومة عامة ده أعدل شىء لكن أنت مش مطلع على كل الجوانب وبما فيها.. وضعك أنت بعدين!

5_  متركزش كتير مع أمر ملكش يد فيه.. خلصت أسبابه.. انشغل في أمور لك يد فيها.. وإلا ممكن عمرك كله ينسحب في هم وغم وبحث وتدوير على إجابه... مش أوانها تعرفها
6_ فكر نفسك إن العمر بيخلص أسرع مما بنعمل حسابنا.. بنستبعد الموت وهو قريب.. هتلاقي نفسك أذكى من أنك تضيع وقتك. 

حاجة أخيرة لفتت نظري
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
آتيناه رحمة من عندنا!
ربنا اختص صفة الرحمة.. علشان يطمنك إن كل فعل مهما ظهر مؤلم.. ففي باطنه رحمة..

#saraosama