رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة الابن الضال.. كيف وصل رامي جان من أنقرة إلى القاهرة؟

رامى جان
رامى جان

التحولات فى موقف الناشط القبطى رامى جان المفاجئة والعنيفة، تجاه جماعة الإخوان الإرهابية، كانت مثار علامات استفهام كثيرة، خاصة أنه اختار طوعًا التقارب معها وتبنى موقفها المعادى تجاه مصر.
شكّل «جان»، حركة تحت اسم «مسيحيون ضد الانقلاب» لدعم المعزول محمد مرسى، بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وظل يشن هجومًا حادًا على الدولة المصرية، سواء قبل أو بعد سفره إلى تركيا.
وسبق اتهام «جان» فى قضية مخدرات، وحصل على البراءة، فى فبراير ٢٠١٥، قبل أن يقرر بعدها التوجه إلى تركيا، للانضمام إلى الهاربين من الجماعة الإرهابية هناك.
وعمل الناشط القبطى، كمقدم برامج فى قناة «الشرق» الإخوانية، والتى يرأس مجلس الأمناء فيها الهارب أيمن نور، والذى كان سببًا فى مشاكل كبيرة داخل القناة، فضحت الوجه الآخر للجماعة فى الخارج والمتحالفين معها.
الكتائب الإلكترونية للجماعة، كانت دائمة الاحتفاء بـ«جان»، وانضمامه لمعسكر الجماعة فى تركيا، باعتباره شابًا مسيحيًا، فى محاولة لإضفاء شرعية على موقف الجماعة، وأن مؤيدى مرسى ليسوا من التيار الإسلامى فقط.
وتغير هذا الموقف تمامًا، بعد فضح «جان» ممارسات الإخوان فى تركيا، واتهامهم بالتجسس عليه طوال فترة تواجده هناك، وشنت تلك الكتائب حملات شديدة للهجوم عليه.
التحول المفاجئ لـ«جان»، كان تحديدًا فى ٢٥ فبراير الماضى، حينما كتب عبر حسابه الشخصى عبر موقع «تويتر»، مؤكدًا أن هناك من يتنصت عليه، دون الإفصاح صراحة عن ذلك.
وبعد يومين، أى فى ٢٧ فبراير، كتب «جان»، تدوينة صريحة حول هذا الأمر، قائلًا: «تم تهديدى بالقتل من صاحب الشقة منذ قليل، الذى يتجسس على غرفتى بعد إبداء رغبتى فى إبلاغ الشرطة، أرجو من المصريين فى إسطنبول إبلاغ الشرطة حالًا، لأننى اشتبكت مع صاحب الشقة منذ قليل».
وفى اليوم ذاته، كتب تغريدة بعد تقديم بلاغ للشرطة فى تركيا: «عدت من الشرطة الآن ونصحونى بإبلاغ المخابرات التركية.. وغدًا سوف أتقدم ببلاغ إلى المخابرات التركية للتحقيق».
وفى يوم ٢٨ فبراير، غرد قائلًا: «عاد التهديد لى بالقتل والضرب، إذا أبلغت المخابرات التركية على حالة التجسس التى تم كشفها، سوف أستمر حتى لو آخر يوم فى عمرى، وسوف أثبت حالة التجسس ضدى وحالة التعذيب النفسى لأكثر من عامين».
وأضاف: «تم اقتحام غرفتى وتهديدى برسائل إذا تم فضح الأمر، الآن هم يعملون على إخراجى من مكان الحادث حتى يتم طمس الأدلة».
وناشد «جان» المصريين فى تركيا، خلال تدوينته، الوقوف معه فى أزمته، ولكنه لم يجد أى دعم من قيادات «الشرق» أو جماعة الإخوان الإرهابية هناك، وقال: «عار عليكم أيها المصريون فى إسطنبول ما يحدث أمام أعينكم.. أرسلت رسائل للجميع هنا فى إسطنبول ولا أحد يريد التدخل، أرسلت رسائل إلى محمد ناصر، ومعتز مطر، وسيف عبدالفتاح، وأيمن نور، وعمرو دراج».
هدأت الأوضاع بضعة أيام، قبل أن يعاود التغريد حول الواقعة مرة أخرى فى ١ مارس الجارى، ولكن بصبغة طائفية، قائلًا: «كل ما يحدث معى من انتهاكات، ليس لاختلاف فى وجهات النظر، وإنما فقط لأنك غير مسلم».
وفى ١٣ مارس، أى قبل يومين، كتب «جان» رسالة قال فيها: «نشكركم على حسن تعاونكم، وإلى جولات أخرى قريبًا.. خالتى بتسلم عليك»، وكانت عقب عودته إلى مصر مباشرة.
ونشر «جان»، مقطعين فيديو عقب العودة، خلال تواجده أمام أحد أقسام الشرطة فى تركيا، يتهم فيه جماعة الإخوان الإرهابية، وأيمن نور، صراحة، بالوقوف وراء التجسس عليه، بمعرفة صاحب الشقة.
وهاجم الإخوان قائلًا: «هؤلاء الذين تتخيلون أنهم مظلومون مجرد عصابة، عصابة أرادت التخلص منى بعد فضح أمرهم، ٥ أيام فى السجن لم يتصل بى أحد، وكان كل الاهتمام فى نقطة ألا أعود مرحلًا من تركيا حتى لا أثبت ما حدث معى، أما الآن سوف أتعاون مع الجميع لفضح هؤلاء المتزقة والعملاء».
وأشار إلى طريقة استقباله فى مصر فور عودته: قائلًا: «الأجهزة الأمنية التى علمت بموعد عودتى، ولم تضغط على بل استقبلنى ضابط الجوازات مبتسمًا قائلًا: «حمد لله على سلمتك رجوعك إلى مصر».