رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نهي خاطر: 5 ملايين مصري معرضون للإصابة بمشاكل في الشبكية بسبب السكر (حوار)

جريدة الدستور

قالت الدكتورة نهي خاطر، المتخصصة في أمراض الشبكية، مؤسسة مركز المنير، لعلاج عيون مرضي السكر، إن 5 ملايين مصري يتوقع إصابتهم بمشاكل في الشبكية بسبب مرض السكر.
وأضافت خاطر في حوار لـ«الدستور»، إنها ترشحت لجائزة كارتيية لعام 2018، لتوجه رسالة للعالم أن المرأة المصرية تستطيع أن تضع بصمتها المميزة في أي عمل تقوم به.

- في البداية الكثير لا يعرف عن مسابقة كارتيية للنساء، حدثينا عنها؟

مسابقة كارتيية يترشح لها 2800 سيدة، شريطة أن يكن صاحبات مشروعات تقدم أكبر قدر من الاستفادة للمجتمع ولا تهدف للربح، والفائزة تحصل على جائزة مادية قدرها 100 ألف دولار و"بيزنس تريننج" لمدة أسبوعين في إحدى أكبر الجامعات العالمية إضافة إلي تدريب لمدة عام على إدارة الأعمال، والعائد الأهم بالنسبة لنا تسليط الضوء على مشروعنا فمن خلاله تنتشر فكرتنا وهدفنا بصورة أسرع، كما تساعد في انتشارها عالميا ما يجعل البعض يقتدي بنا فيساهم بشكل أسرع في حماية مرضى السكر من العمى.

- وكيف شاركتي في المسابقة؟

أنا رئيس مجلس إدارة مركز المنير لحماية مرضى السكر من الإصابة بمشاكل في الشبكية ففي مصر يوجد 15 مليون مريض سكر، وفي الدول العربية وشمال أفريقيا 45 مليون مريض، و425 مليون مريض سكر على مستوي العالم، و30% من مرضى السكر معرضين للإصابة بمشاكل في الشبكية وللأسف الفئة الأكثر عرضة لذلك الفئة العاملة التي تتراوح بين 25 إلي 65 عاما وهي الفئة الأكثر أهمية لكونها عصب الاقتصاد.

ومركز المنير أول مركز متخصص لعلاج عيون مرضى السكر ويوفر المركز الفحوصات المتخصصة والعلاجات الحديثة المتخصصة مثل الليزر والحقن الموضعي، كما أن مركز المنير أول مركز طبي يحتفظ بالملفات الطبية الإليكترونية للمرضي، ما أهلنا لإعداد دراسات وأبحاث بناء علي البيانات الدقيقة للمرضي المتوافرة لدينا مما جعل شركات الأدوية العالمية تتواصل معنا لإنشاء أدوية جديدة ومتطورة في ذلك المجال، ولدينا 4 مراكز في القاهرة ونحاول التوسع خارج القاهرة.
كما أن المركز ينظم حملات توعية للمجتمع عن تأثير مرض السكر على الشبكية وللوصول لمرضي السكر غير القادرين قررنا إنشاء جمعية خيرية غير هادفة للربح لجمع تبرعات لمساعدتهم ولتبني الأطفال المصابين بالسكر غير القادرين فشرائط قياس السكر في الدم غير متوفرة، ونحاول توفيرها من خلال التبرعات كما أن من أهدافنا تطوير منظومة الأدوية في مصر.


- وما هي تفاصيل ترشحك للمسابقة؟
أحد الأصدقاء نصحني بالترشح للمسابقة قائلا إن شروط المسابقة تتوافر في مشروعنا ومن المفترض أن تقام المرحلة النهائية من المسابقة في 20 أبريل في سنغافورة، ولجنة تحكيم مكونة من أكبر 5 سيدات أعمال على مستوي العالم لتقييم مدى التأثير الإيجابي للمشروع على المجتمع من بين 18 متسابقة.

- من يمول مشروعكم؟

في البداية أنشأنا المشروع بمجهودنا الخاص، وبعد تحرير سعر الصرف قررنا إنشاء المركز الثاني لكن صدمنا من ارتفاع الأسعار وفكرنا في التراجع عن التوسعات لكن صديقة لي ذكرت أمامي «قرض السيسي» الذي وفره صندوق التأمين الاجتماعي للتنمية لأصحاب المشاريع الصغيرة، ودونه لم نكن نستطيع الاستمرار في المشروع وبعد الحصول على القرض نصحت أصدقائي باللجوء إليه بعد أن فقدوا الأمل وقرروا التخلي عن طموحاتهم وأحلامهم لذلك أود أن أقول أن مصر توفر للطموحين الدعم وهناك نماذج إيجابية يجب على الإعلام أن يركز عليها لمنح الشعب طاقة إيجابية تمكنهم من السعي وراء أحلامهم فهناك شباب واعي لديه أفكار رائعة وأنا أتوقع في فترة قصيرة أن تصبح مصر "أد الدنيا".
- ما الأعراض التي يعتبرها مريض السكر جرس إنذار لإصابته بالعمى؟

للأسف في البداية لا توجد أعراض ملموسة، بل العكس في حالة الشعور بأعراض كضعف الرؤية أو تشويشها يكون المريض وصل إلى حالة متأخرة وهذه هي رسالة مشروعنا أن نوعي المرضي بضرورة الكشف الدوري السنوي وليس فقط عند طبيب عيون بل يجب أن يكون مختص بأمراض الشبكية منذ الإصابة بالسكر فالكشف السنوي لن يكلف المريض الكثير لكن في حالة التكاسل عن الكشف تصبح الحالة متأخرة وقد يضطر لإجراء عمليات جراحية لحماية بصره وقد يفقده نهائيا.

للأسف لا يوجد في مصر التوعية اللازمة بتأثير السكر على الشبكية ففي إنجلترا مثلا منذ عشرين عامًا ألزمت الدولة أطباء الباطنة في التأمين الصحي بتحويل المريض لطبيب عيون فإذا خالف طبيب الباطنة ذلك يحاسب وبالتالي السكر في بريطانيا ليس المسبب الأول للعمى فالوقاية منذ البداية قضت عليه.
- وكيف يؤثر السكر على الشبكية؟

يؤثر السكر على الأوعية الدموية فيضعف الجدار المحيط بها وبالتالي يبدأ حدوث رشح يكون عبارة عن ترسب دهون أو ترسب دم على شكل نزيف في طبقات الشبكية ما يجعل الرؤية غير واضحة.
- وهل تأثير السكر يقتصر على الشبكية فقط؟

السكر من الممكن أيضًا أن يؤثر على عصب العين من خلال تكوين مياه زرقاء عليه إلا أن الخطر الأكبر على مرضي السكر تأثيره على الشبكية.

- وما هي النصائح التي توجهيها لمرضي السكر لحماية نظرهم؟

يجب الاهتمام بالكشف السنوي الدوري عند طبيب مختص بالشبكية فمن الأخطاء التي يقع فيها أغلب المرضى اعتقادهم بأن كشف النظر يفي بالغرض كما يجب أيضا متابعة وتنظيم السكر فمع طول مدة الإصابة بالسكر قد يصاب الشخص حتى ولو كانت نسبة السكر لديه منتظمة بأمراض في الشبكية.

- وما عدد مرضي السكر المعرضين لأمراض الشبكية؟
العدد كبير جدا فهناك 5 ملايين مصري معرض للإصابة بمشاكل في الشبكية بسبب مرض السكر والتأمين الصحي لا يشمل جميع العلاجات الحديثة.
- كيف تمكنتي من الموازنة بين عملك وأسرتك؟

الأمر مرهق جدا فلدي ابنتين في المدرسة ما يجعلني اضطر بعد العمل للمذاكرة لهم واصطحابهم للتمارين الرياضية واستيقظ في الصباح الباكر للحاق بالمرضي، لكني غم ذلك أتمني أن أكون قدوة لبناتي وحافز لهم للنجاح والعمل الجاد، الأطفال في مصر وليس الأطفال فقط بل الأغلب مدليين ويعتقدون أن النجاح يأتي على طبق من فضة والحقيقة أن الواقع عكس ذلك تماما فيجب على الشخص أن يكد ويكافح للوصول للنجاح وبالتالي كفاحي رسالة لبناتي بأن النجاح يتطلب الجد والمثابرة والعزيمة.
- هل المرأة المصرية قادرة على أن تحقق الإنجاز؟

المرأة المصرية قادرة طبعا، فما يميز المرأة المصرية القدرة على التحمل والذكاء كما أنها لديها قدرات رهيبة ينقصها الفرصة وأنا أري بالفعل اهتماما ملموسا من الدولة بالمرأة وفي ظل تلك الظروف ستبدع المرأة المصرية وتبهر الجميع فأنا أؤمن عامة بالإنسان المصري فنحن من أذكي الشعوب وأكثرها قدرة على التحمل بدليل أنه رغم جميع الصعوبات التي مررنا بها إلا أننا تمكنا من النجاح وما زلنا نواصل ونكافح.

- كيف يتمكن طالب الطب الحديث من معادلة شهادته عالميا؟

أنا عادلت شهادتي في انجلترا وأمريكا فطالب الطب لديه فرصة ممتازة ولأن التدريب الذي يتلقاه طالب الطب المصري غير موجود في أي دولة في العالم يحتاج فقط للتنظيم لذلك لا يوجد أي سبب يعيقه عن التفوق ففي مصر تري العديد من الحالات التي لا يراها الأطباء على مستوي العالم.

- ما الذي ينقص الطبيب المصري؟

التنظيم والتعويض المادي والمعنوي فإذا أردت الحصول على عائد جيد من الطبيب يجب وضعه في نظام جيد ويجب أن يتلقي الدعم ليبدع.

- كم طبيبة تعمل في تخصص الشبكية في مصر؟
لا يوجد أحد غيري.

- وما الذي دفعك للتخصص في الشبكية؟
على سبيل التحدي والاختلاف فالجميع أخبرني بأنه تخصص صعب ولن أستطيع أن أنجح فيه فتحديتهم وتحديت نفسي قبل أي شيء.

- هل يوجد طبيب آخر في العائلة؟
والدي رحمة الله عليه، كان طبيب تخدير وكان مبهور جدا بأطباء العيون ويقول لي دائما بأن طبيب العيون مثله مثل الفن عمله دقيق للغاية وكانت أمنيته أن أصبح طبيبة عيون ونتيجة لارتباطي الكبير بوالدي وتشجيعه قررت أن أصبح طبيبة عيون.
- وما دور والدتك في حياتك؟

تعلمت منها الكثير، فوالدتي كانت من الشخصيات القوية والجادة، كانت رئيس قطاع في شركة النيل للأدوية، وكنت أري مدى التزمها وتفانيها لعملها وبعد العمل لا تقصر في مسئوليتها المنزلية فأصبحت قدوة لي في الالتزام واعتبرها امرأة بمئة رجل.

- بعيدا عن الأبحاث ما هوايتك؟

المزيكا والجري وركوب العجل والسباحة والسفر.

- الاعتقاد السائد أن الطبيب غير قادر على الاستمتاع بحياته، فكيف ترين ذلك؟

بالطبع، يمكن للطبيب الاستمتاع بحياته، لكن الأمر صعب نتيجة لالتزامه تجاه مرضاه إلا أن تخصيص الطبيب وقت للاستمتاع يشجعه ويساعده على تطوير أفكاره، لذلك أرى أن تخصيص وقت للاستمتاع ليس رفاهية، بل أمر ضروري بالنسبة للطبيب، يفتح أمامه العديد من المجالات.