رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإقالة المفاجئة.. 4 أسباب وراء الإطاحة بتيلرسون من الخارجية الأمريكية

ريكس تيلرسون
ريكس تيلرسون

منذ تولى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون منصبه في فبراير 2017؛ وسرعان ما نشبت الخلافات بينه وبين الرئيس دونالد ترامب، وحاول الثنائي نفي الأمر، ولكن الإقالة التي وقعت منذ قليل كشفت عن مدى الخلاف الكبير بين الطرفين.

ترامب لم ينتظر عودة تيلرسون من جولته في إفريقيا، وطلب منه يوم الجمعة الماضي العودة حتى يتنحى عن منصبه، وبالفعل عاد مساء أمس الاثنين، ليفاجئ ترامب الجميع بإقالته عصر اليوم الثلاثاء.

وفي وقت من شهر نوفمبر الماضي، وقبل أيام من إعلان ترامب بأن القدس هي عاصمة لإسرائيل، اعترفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هايذر ناويرت بوجود خلافات بين تيلرسون وترامب.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية بعد خطاب ترامب المثير للجدل بشأن القدس، إن تيلرسون أعرب عن مخاوفه من خطة جاريد كوشنر، صهر ترامب، بشأن القدس، وأن هذا القرار سيعرقل المفاوضات ويثير الخلافات بين إسرائيل والعرب، ويثير غضب العرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ويفسد خططها بخصوص إيران.

وتابعت أن "تيلرسون" وجيمس ماتيس، وزير الدفاع، طلبا من ترامب تأجيل الإعلان لمدة أسبوع حتى يتمكنا من تأمين البعثات الأمريكية والسفارات بالخارج.

ومن ضمن الملفات الأخرى التي أثارت الخلافات بين الطرفين، كان الأبرز خلال الفترة الأخيرة هو ملف السلاح النووي لكوريا الشمالية، حيث كان تيلرسون يرى أن تصريحات ترامب تميل للعدوانية وغير مفيدة، بينما كان ترامب يرى أن تيلرسون لا يقدم أي جديد، وبالتالي استبعده من الكثير من الملفات.

ومن بين هذه الأسباب الخلافات المثيرة للجدل، خلال الفترة الماضية، بين تيلرسون وترامب حول إيران.

وكشفت مجلة فورين بوليسي عن وجود خلافات بين ترامب وتيلرسون بشأن الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع الدول الست في عام 2015، والذي وصفه ترامب بأنه أسوأ اتفاق أبرمته الولايات المتحدة الأمريكية في التاريخ.

كما صرح تيلرسون، من قبل، بأن هناك اختلافات في الرؤى بشأن أمور مثل خطة العمل الشاملة المشتركة، وكيفية استغلالها مع إيران.

وأضاف أن هناك كثيرا من الطرق البديلة التي تمكننا من استغلال الاتفاق للنهوض بسياساتنا وعلاقتنا مع إيران.

وأقر تيلرسون بأن الولايات المتحدة مقيدة فيما يتعلق بمدى قدرتها على الضغط على إيران بمفردها، وقال إن من المهم التنسيق مع الأطراف الأخرى في الاتفاق، مشيرًا إلي أن الضغط الأكبر الذي يمكننا أن نمارسه على إيران لتغيير سلوكها هو الضغط الجماعي.

وقال تيلرسون، بحسب وكالة رويترز، إن واشنطن يمكنها تمزيق الاتفاق والانسحاب منه أو مواصلة الالتزام به وتحميل إيران مسؤولية التقيد بشروطه، وهى شروط تلزم طهران بحسن الجوار، حسب تعبيره.

وكشفت المجلة الأمريكية، في وقت سابق، عن أن الرئيس دونالد ترامب سحب مهمة إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران من يد وزارة الخارجية، ووضعها بيد مجموعة من موظفي البيت الأبيض.

وأضافت المجلة أن ترامب وصل لقناعة بأن الخارجية الأمريكية فشلت في إبراز فشل إيران في الالتزام بما جاء في الاتفاق.

وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض للمجلة: الرئيس كلف فريقا من البيت الأبيض بمهمة إعداد الملف، الذى كان مسندا سابقا إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون، واعتبر المصدر أن ترامب يهدف بهذه الخطوة إلى إقصاء وزارة الخارجية، التي فشلت، في وجهة نظره، في إعطائه تبريرات للانسحاب من الاتفاق وإمكانية محاسبة ايران.

وكان ترامب تعهد خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، العام الماضي، بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مجموعة دول 5+1 مع إيران عام 2015.

ومن جانب آخر، يأتي القرار ليلقي بظلاله على مستجدات الموقف الأمريكي تجاه الأزمة القطرية، لاسيما في ظل الكشف عن تسريبات أمريكية سابقة حول وجود ضغوط عربية وراء إقالة تيلرسون بسبب تأثيره على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرفض المقاطعة العربية لقطر.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كشفت، في وقت سابق، عن اتهامات جديدة من أحد كبار قيادات الحزب الجمهوري الأمريكي ضد قطر، بسبب تمويلها عملية قرصنة لرسائل بريده الإلكتروني لنشر مقالات مدمرة في وسائل الإعلام الأمريكية.

كما ذكر موقع «نيوز ماكس» الأمريكي أن الرسائل التي تم تسريبها من البريد الإلكتروني الخاص ببرويدي كشفت خطته بواسطة ضغوط إماراتية، لإقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بسبب عدم دعمه المقاطعة العربية ضد قطر.

وأظهرت رسائل البريد الإلكتروني أيضًا أن برويدي أدلى بتصريحات حول تيلرسون، ووصفه فيها بأنه «ضعيف»، ولا بد من رحيله في الوقت المناسب سياسيًا.

ويمثل النهج الحالي تحولًا كبيرًا في موقف ترامب منذ بداية الأزمة الخليجية، حيث دعا ترامب إلى وقف تمويل الإرهاب، مضيفًا: "دولة قطر لها تاريخ من تمويل الإرهاب على مستوى عال للغاية، وحان الوقت لدعوة قطر لإنهاء التمويل".

بينما توجه تيلرسون لزيارة الدوحة، لتوقيع مذكرة تفاهم مع قطر في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، وصرح في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري بأن الدوحة كانت واضحة في مواقفها وطرحت آراء منطقية خلال الأزمة الخليجية الحالية.

ويأتي قرار إقالة تيلرسون قبيل زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، المقررة إلى واشنطن في أبريل المقبل، تلبية لدعوة الرئيس ترامب، كما يأتي قبل شهر ونصف من القمة الأمريكية الخليجية المقرر عقدها في كامب ديفيد خلال مايو المقبل، لبحث الأزمة القطرية.