رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شومان»: مصر تخوض حربًا شرسة ضد قوى الإرهاب نيابة عن العالم

الدكتور عباس شومان،
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف

أعلن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن مصر تبذل جهودًا مضنية وغير مسبوقة على المحاور الفكرية والأمنية والتنموية والاجتماعية وغيرها من المحاور من أجل التصدى لظاهرة الإرهاب اللعينة، واستئصال هذا الشر المستطير الذى ابتُليَ به العالم فى الآونة الأخيرة، كما أنها تخوض حربًا شرسة ضد قوى التطرف والإرهاب نيابة عن العالم.

وقال شومان - فى كلمته التى ألقاها صباح اليوم الثلاثاء بمؤتمر «حوار حول مكافحة التطرف والعنف في الشرق الأوسط»، الذي يعقد حاليًا في طوكيو- إن المؤسسات المعنية في مصر تعي أيضًا الأسباب التي أدت إلى ظهور عصابات التطرف والإرهاب، وتضع تلك الأسباب نُصب أعينها، مطالبًا بدعم التعزيز الدولى للتصدى للإرهاب.

وأشار إلى جهود الأزهر الشريف فى المسار الفكرى لتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة، وتفتيت فكرها، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي دلستها وحرَّفتها عن معانيها الصحيحة، وذلك من خلال هيئاته التقليدية وآلياته المستحدثة، ومنها مرصد الأزهر باللغات الأجنبية الذي يرصد فكر الجماعات المتطرفة ويكشف زيفه ويرد عليه باللغات المختلفة، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الذي يجيب عن أسئلة الشباب ويزيل الشبهة التي تلتبس عليهم باستخدام وسائل الاتصال والتواصل الحديثة.

ونوه وكيل الأزهر، فى كلمته، بمركز الأزهر للترجمة الذى يتولى ترجمة المؤلفات التي تكشف الفكر المتطرف وتقدم حلولًا لاستئصال شأفته، ويعمل كذلك على ترجمة المؤلفات التي تبين حقيقة الإسلام وموقفه من التطرف باللغات الأجنبية الحية في العالم.

وفي مجال التعليم، أوضح شومان أن الأزهر يقوم بتطوير المناهج التعليمية لتواكب العصر ومستجداته، واستحداث مقررات جديدة تحث على المواطنة والعيش المشترك وقبول الآخر، وتفند شبهات المتطرفين وتصحح المفاهيم التي دلسوها على الناس، بالإضافة إلى الجهود الدعوية والتوعوية داخل مصر وخارجها من خلال (قوافل السلام) التي تجوب العالم شرقًا وغربًا.

وأكد وكيل الأزهر أن مصر تخوض حربًا شرسة ومواجهة حقيقية ضد قوى التطرف والإرهاب على المستوى الأمني، مشيرًا إلى الجهود الأمنية والعسكرية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة المصرية الباسلة، ومن أبرزها (العملية الشاملة سيناء 2018) التي تدك معاقل الإرهابيين في سيناء التي هي جزء من قارة آسيا التي تقع فيها اليابان ونجتمع على أراضيها اليوم، وهذه العمليات العسكرية تشنها القوات المصرية نيابة عن القارة، بل العالم أجمع، في مواجهة هي الأقوى في تاريخ التصدي للإرهاب والتطرف بغية استئصاله واقتلاعه من جذوره.

وأضاف أن اختلاف الدين ليس مانعًا من التعايش السلمي بين الناس، وليس سببًا للعداء أو الصراع بين البشر، وإنما يُتخذ ذريعةً من قِبل أصحاب المآرب الخاصة- سواء مسلمين أو غير مسلمين- لتحقيق أهدافهم الخبيثة.

وأشار إلى أسباب التطرف والغلو لبعض أتباع ديننا الإسلامي فكرًا وسلوكًا، منها الفهم الخاطئ لبعض النصوص الدينية والذي ينتج عن عدم امتلاك المؤهلات والأدوات العلمية المتفق عليها للبحث في النصوص والجمع بينها واستنباط الأحكام الشرعية منها واجتزاء النصوص، وتأويلها بعيدًا عن المراد منها، وفصلها عن سياقها الموضوعي والتاريخي، وعدم مراعاة أن بعض النصوص- وخاصة نصوص القتال- تعالج حالات معينة، كحالات وقوع عدوان خارجي من قوى طامعة معتدية، وهي نصوص خاصة بصد العدوان ورد كيد المعتدين، ولا يجوز إخراجها عن سياقها والإيهام بأنها تنطبق على المخالفين في الدين ولو كانوا مواطنين غير معادين، وقال القتال في شريعة الإسلام إنما شُرع لرد الاعتداء وليس للاعتداء على الآمنين وإن كانوا مخالفين في الدين.

وبين أن تدليس الجماعات المتطرفة للمفاهيم والمصطلحات الشرعية بتفسيرها بما يتفق وتحقيق أهدافهم الخبيثة، كادعاء صيغة معينة للحكم يتمثل في نظام الخلافة الإسلامية الذي كان سائدًا في القرون الأولى من تاريخ الإسلام، ويؤدى للغلو وكذلك العاطفة الدينية لدى أتباع الدين، مما يجعل بعضهم -لا سيما الشباب- ينخدع بما يروج له المتطرفون من مفاهيم خاطئة وما يرفعونه من شعارات براقة تُظهر هؤلاء المتطرفين في صورة حماة الشريعة والمدافعين عن الدين.

وأوضح أن قصور المناهج التعليمية المقررة في المدارس والمعاهد والجامعات عن معالجة ظاهرة التطرف معالجة وافية ترصد أسبابها، وتبين خطورتها، وتتتبع شبهات المتطرفين وتفندها، وتصحح المفاهيم التي لبَّسوها على الناس وغياب دور الأسرة التربوي والتوجيهي تسبب فى ظاهرة الغلو.