رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعاء السبع: فقدان البصر بداية نجاحي.. و«فرسان التحدي» مشروعي المستقبلي (حوار)

دعاء السبع
دعاء السبع

فقدت بصرها فى سن الرابعة عشر من عمرها، ووصلت تعليمها بتشجيع ومساعدة والديها وأسرتها لها، واستطاعت أن تتجاوز فقدان بصرها، ولم تجعله عائقًا أمامها، لتضرب مثلًا رائعًا لتحدى الإعاقة والقدرة على النجاح، حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة العربية جامعة أسوان، فضلًا عن أنها تعمل بمركز نظم المعلومات بالجامعة «قسم المكفوفين».

«الدستور» التقت بالفتاة الأسوانية الكفيفة دعاء محمد السبع البالغة من العمر 25 عامًا لتحكى وتسرد قصتها مع معانقة النجاح في منزل بمدينة كوم أمبو بأسوان مع والديها و6 أشقاء (3 منهم مبصرين)، و3 آخرين فاقدي نعمة البصر، وإلى سطور الحوار الذي بدأناه:

◘ دعاء.. حدثينا عن حالتك وهل كان لها تأثير على معنوياتك النفسية؟
○ ولدت بمرض المياه الزرقاء في عينى، وكان لدىّ بقايا أبصار حتى 14 سنة، بعدها فقدت بصرى تمامًا، ولم يؤثر ذلك بالمرة على حالتي النفسية، بالعكس بدأ نجاحي مع فقداني لنعمة البصر، حيث بدأت بالخروج من المنزل والمشاركة والتطوع في الجمعيات الخيرية، وكان أهلي يقدمون لي الدعم الكامل أنا وإخوتي حتى لا نشعر بالحزن؛ لأن لدينا رضى بقضاء الله.

◘ وماذا عن قدراتك في تحدي ما تمرين به؟
○ أنا أجيد التعامل مع الكمبيوتر، حيث إننى منذ أن فقدت بصري وكنت أتعلم كيفية التعامل مع الحاسب الآلي حتى نجحت في معرفة كل شى عنه، كما أننى أجيد اللغة الإنجليزية، إضافة إلى الأعمال اليدوية.

◘ برأيك.. هل أصحاب الاحتياجات الخاصة مهدورة حقوقهم في المجتمع؟
○ نعم، حقهم مهدور في العديد من المجالات المجتمعية التى من أبرزها العمل، حيث إنهم يقومون بإحباطه ولا يساعدونه على إظهار مواهبه، ولا يوجد تعليم لذوي القدرات الخاصة، خاصة الكفيف ليس لديه فرصة التعلّم، فضلًا عن أن نظرة المجتمع لهم قاسية جدًا، كما أنه يوجد بعض الجمعيات تقوم باستغلالهم لعمل «شو إعلامي»، وهذا يؤثر سلبًا على نفسيتهم بالتأكيد.

◘ وماذا عن التعليم في حياتك وكيف نجحتِ في الحصول على الشهادة الجامعية العليا؟
○ بتشجيع أسرتي، استطعت أن ألتحق بمدرسة المكفوفين بأسوان، وكان عمرى ٩سنوات، تعلمت طريقة برايل، وبدأت أقرا وأكتب خلال السنة الأولى بالمدرسة، واستخدمت برايل لمدة ١٢عامًا، وبعد ذلك بدأت التعامل بالكمبيوتر ولا استخدامها فى الوقت الحالى مطلقًا كما أننى التحقت بكلية الآداب جامعة أسوان قسم اللغة العربية، ورغم كل الصعوبات التى واجهتنا استطعت أن أحصل على الليسانس بتقدير جيد جدًا، والآن أنا أعمل بمركز نظم المعلومات بجامعة أسوان بالقسم الخاص بتقنيات المكفوفين.

◘ وكيف استطعتِ التعامل مع الحاسب الآلي بنجاح؟
○ منذ صغرى كان لدى جهاز كمبيوتر بالمنزل، وكان لدىّ شغف لتعلمه في صغري، كنت أرى الأيقونات بسيطة، وبعدها بدأت أتعلم على الكمبيوتر الناطق، واستعين بـ«يوتيوب» لمعرفة البرامج وتطوير مهارتي، وكيفية إنشاء بريد إلكتروني والتسجيل على المواقع، إضافة أننى كنت استعين بالمدرب أحمد الصّاوي؛
لتنمية قدراتي، حتى أصبح لدىّ دراية بكل شئ يخص علوم الحاسب.

◘ على ذكر التكنولوجيا من اين جاءت لكِ فكرة تدشين قناة للمكفوفين على تطبيق zello؟
○ فكرة إنشاء قناة على تطبيق zello توصلت إليها من خلال أن العديد من المكفوفين في جميع محافظات الجمهورية لا يعرفون أى شئ عن الأنشطة الاجتماعية وأماكنها، وحتى أستطيع مساعدتهم للوصول إلى أماكن الأنشطة المخصصة لهم، توصلت لفكرة عمل استمارة استبيان على جوجل تضم من 10 - 15 سؤالًا عن احتياجات المكفوفين على مستوى المحافظات، وعقب مرور أسبوع ووصل عدد المتقدمين حوالى 150 شخصًا من محافظات مختلفة.

◘ حدثينى عن نوعية البرامج المقدمة فى قناة فرسان التحدى وكم وصل عدد المكفوفين حتى الآن؟
○ نقدم برامج عن العقبات التى تواجه المكفوفين، ونناقش العديد من القضايا الخاصة بذوى الاحتياجات الخاصة، ويتم استضافة العديد من الأشخاص للاستفادة من خبراتهم الحياتية، إضافة إلى أن تقدم القناة كورسات عديدة من أبرزها كورس اللغة الإنجليزية والهندسة الصوتية وICDL ؛ لمساعدة المكفوفين على تنمية قدراتهم ومهاراتهم.

كما أن قناة فرسان التحدى تضم 10 أفراد للإدارة وهم من محافظات مختلفة، فضلًا عن أنه وصل عدد المكفوفين بالقناة إلى حوالى 1000شخص من جميع محافظات الجمهورية، بجانب أنه يوجد أفراد من بلدان عربية أبرزها الإمارات والكويت وليبيا والعراق والأردن وفلسطين ولبنان.

◘ أخيرًا.. هلاّ تعرفنا عن طموحاتك التى تسعين إلى تحقيقها مستقبلًا؟
○ أريد أن أدشّن مؤسسة كبيرة أطلق عليها اسم فرسان التحدي لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة ونشر الوعى الثقافي في مجال ذوى الإعاقة؛ حتى يفهم الجميع معنى ومدلول الكلمة إضافة إلى العمل على تعميم استخدام التقنيات.