رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عصام حسنين: «الشارتر» دمر السياحة.. وليس لدينا دعاية أو تسويق للمنتج

جريدة الدستور

- رئيس «الجوهرة» لإدارة الفنادق أشار إلى حدوث «طفرة كبيرة» فى مجال الاستثمار
- سفاجا مؤهلة لتصبح عاصمة عالمية للسياحة العلاجية
- منتجنا السياحى متميز.. لكن القائمين عليه «مش فاهمين سياحة»

أشاد المهندس عصام حسنين، رئيس مجموعة «الجوهرة» للتنمية السياحية وإدارة الفنادق، بما تحقق على أرض الواقع من إنجازات خلال فترة الولاية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى.
وتوقع، فى حواره مع «الدستور»، أن يشعر الشعب المصرى بآثار الانتعاش الاقتصادى فى المستقبل القريب، وهو ما يستوجب دعم الرئيس لولاية ثانية، بهدف استكمال مهمته فى النهوض بالدولة.
وطالب رجل الأعمال بتخلى الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة السياحة، عن فكرة طيران «الشارتر» نهائيا.
وأشار إلى أن مدينة سفاجا، التى تتركز بها معظم استثماراته، فى طريقها للتحول إلى واحدة من أهم مناطق السياحة العلاجية فى العالم، إن أحسنت مصر استغلالها، وتسويقها.
■ بداية.. هل من الممكن أن تقدم لنا نبذة عن نشاط مجموعة «الجوهرة» للتنمية السياحية؟
- بدأت حياتى العملية كمهندس معمارى فى مجال المقاولات عام ١٩٩٢، وكنت أعمل بإحدى الشركات الكبرى، وفى عام ١٩٩٦ كانت الانطلاقة الحقيقية لى، بعد فوزنا بمشروع «فودافون مصر»، وتعاونت شركتنا مع آخرين فى تشييد بعض المشروعات الكبرى، بمحافظات البحر الأحمر، وجنوب سيناء، منها عدة فنادق، مثل «كونكورد السلام»، و«موفنبيك» و«راديسون ساس»، وبحلول عام ٢٠٠٧، أسسنا «الجوهرة» للفنادق والمنتجعات السياحية.
وكانت البداية الحقيقية هى تأسيس فندق «الجوهرة»، أمام ميناء سفاجا، وتوالت المشروعات، ومن بينها فندق «الجوهرة لودج»، ونؤسس حاليا «الجوهرة بريمير»، فى منطقة خليج سوما بالغردقة، كما تقوم الشركة حاليا بإدارة عدد من المطاعم بمنتجع الجونة السياحى، بالإضافة إلى أنشطة أخرى فى مجال الدعاية والإعلان.
■ لماذا تركز جميع استثماراتك فى مناطق البحر الأحمر؟
- فى رأيى سفاجا هى المستقبل، خاصة بعد ما دخلت ضمن مشروع المثلث الذهبى «القصير – قنا – سفاجا»، وبعد قرار الرئيس بافتتاح المنطقة الاقتصادية الهامة، التى تتمتع بتوفر الخيرات الطبيعية، ويمكنها أن تكون قاطرة تنموية، تنطلق وحدها لتنمية صعيد مصر، فى ظل توافر الصخور الرسوبية والصلبة، وإمكانية استخراج الفوسفات والجبس، والحجر الجيرى، والطفلة، والذهب والحديد والكروم، وغيرها من المواد الأولية التى يمكن استخدامها فى صناعة كبيرة مثل الأسمنت.
السبب الثانى هو أن سفاجا مشفى علاجى، والأبحاث العلمية تؤكد أن رمالها السوداء تشفى من بعض الأمراض الجلدية وآلام الفقرات والعظام، وفى اعتقادى أنها ستتحول إلى وجهة عالمية رئيسية للسياحة العلاجية قريبا.
■ كيف تنظر إلى الأوضاع الاقتصادية المصرية فى اللحظة الراهنة؟
- حدثت طفرة كبيرة فى مجال الاستثمار فى فترة الولاية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، رغم كل المعوقات الداخلية والخارجية، واستطاع الانتهاء من مشاكل الوقود والخبز والكهرباء بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى مشروعاته فى الإسكان الاجتماعى والمتوسط والبنية التحتية وشبكات الطرق، التى زادت من ربط المحافظات بعضها البعض، وهذا يؤدى إلى الانتعاش الاقتصادى والسياحى.
■ لماذا لا يشعر البعض بهذه الإنجازات؟
- الشعب سيشعر بالانتعاش الاقتصادى فى المستقبل القريب، لكن المشكلة أن «الرئيس شغال لوحده، وما فيش حد حاسس أد إيه الراجل ده بيتعب».
■ وفقا لخبرتك فى المجال.. ما أزهى عصور السياحة المصرية؟
- عصر الدكتور ممدوح البلتاجى، وأقولها بصراحة: «يا ريت حد ييجى زى الراجل داه، لأنه تعب كتير علشان يبيع ويسوق صح، كفاية إنه كان بيسوق لمصر تحت شعار (زوروا ريفيرا الشرق)، ومصر اللى ما اتعملهاش أى معارض سياحية على أرضها اتعمل لها فى عهده، وكانت الوفود بتخرج من عندنا تبيع وتسوق لنا ببلاش فى بلدها».
■ هل نعانى من مشكلة فى منتجنا السياحى؟
- المنتج موجود، لكن القائمين عليه «مش فاهمين سياحة»، وعلشان كده مصر من أرخص الدول السياحية فى العالم لسوء الخدمة، بداية من سوء استقبال السائح، أو باقى الخدمات المتدنية داخل الفنادق، وفى الأماكن السياحية، والمثال الحى على ذلك هو ما يحدث مثلا فى منطقة الهرم.
وعندنا أحداث كبيرة، منها رحلة العائلة المقدسة، وتعامد الشمس مرتين كل عام على وجه رمسيس، وغيرها من الآثار المصرية القديمة، اللى مافيش زيها فى العالم أجمع، ويكفى أن الناس بتنتظر بالساعات قدام اللوفر فى فرنسا عشان تشوف آثارنا، ولازم نتعلم منهم إزاى بيتعاملوا وبيسوقوا وبيستثمروا آثارنا لصالحهم.
■ ألا تعتقد أن هناك مؤامرة وراء تدهور أحوال هذا القطاع؟
- لا، المشكلة فينا، وسياسة المؤامرة والاضطهاد اللى عايشين فيها طول الوقت مش موجودة، إحنا ما فيش عندنا دعاية وتسويق صح، وما فيش ثقافة السياحة الحقيقية، بدءا من موانئ الدخول، وعشان نسوق صح.. لازم نعرف قيمة بلدنا صح، علشان نعرف نسوق لها بطريقة سليمة، ونعمل إنعاش للسوق السياحية.
■ كيف تقيم المشهد السياحى فى السنوات الأخيرة؟
- إحنا اتهزينا أوى لما الروس وقفوا السياحة، لكن فيه أزمة قديمة حصلت بعد أحداث ١١ سبتمبر، وانخفاض معدلات السياحة، وبعض الشركات استغلت الموقف، وأرغمت الدولة على دعم الشركات السياحية اللى بتأجر رحلات الشارتر، مقابل رجوع السياحة، والدولة كانت بتدفع ٥٠٠٠ يورو على كل طيارة توصل شرم الشيخ أو الغردقة، وهذا الطيران العارض دمر السياحة المصرية، والحديث فى القصة دى يطول.
■ هل ترى أن علينا إيقاف الرحلات «الشارتر»؟
- طبعا، الشركات دى سرقت البلد، وده اللى عمل عجز فى الموازنة العامة للدولة، وأنا أؤيد قرارات الحكومة المصرية بإيقافه، ويا ريت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، وهى سيدة اقتصادية من الدرجة الأولى، لا تستجيب لطلبات هذه الشركات، لأن سياحتهم بتدر دخل لأصحاب الفنادق الكبيرة فقط، ودول أكبر همهم هو كام سرير مليان وبس، ومش مهم عندهم مصر نفسها استفادت إيه.
■ ألا يتعارض ذلك مع توجه الدولة للدخول فى عصر السماوات المفتوحة؟
- من وجهة نظر القطاع السياحى، التوجه ده يؤدى لإزالة القيود على رحلات الطيران وحقوق النقل الجوى، ويزيد من نشاطه، ومن عدد الرحلات، بحيث يمكن تقديم خدمة أفضل بتكلفة أقل، ويخلق فرص عمل أكبر، ويزيد الاستثمارات فى تطوير المطارات، ويطور ويجدد الشركات الوطنية للطيران حتى تستطيع المنافسة.
■ ما رسالتك للرئيس السيسى فى نهاية فترة ولايته الأولى؟
- أولا، وقبل كل شىء، أقول إنى أدعمه فى كل ما قدمه لمصر، وأقول له: «يا ريس.. إحنا معاك.. وربنا يسدد خطاك.. وإنت أملنا.. وطموحنا معاك إن مصر تبقى أم الدنيا وقد الدنيا زى ما وعدتنا».
ده مش هاييجى من فراغ، ولكن لابد من تغيير ثقافة الشعب، وبالأخص ثقافة السياحة، لأننا لازم نشوف الغرب وصل لإيه، ونبدأ من حيث انتهى الآخرون.
كان الله فى عونك يا سيادة الرئيس، لأنك مسئول عن ١٠٠ مليون مواطن، وما فيش غير إنى أقولك كلمة مولانا الجليل الشيخ الشعراوى، رحمة الله عليه: «إن كنت قدرنا فليوفقك الله.. وإذا كنا نحن قدرك، فليعنك الله على أن تتحمل».
أين تقف مصر من السياحة العربية؟
- الإخوة العرب بيحبوا مصر بجد، وهم من أكبر المستثمرين فيها، لكن لابد من قيام الدولة بزيادة التسهيلات المقدمة ليهم، علشان استثماراتهم فيها تزيد.