رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بنت بتسوق.. قاتل مأجور ماشى وسطنا

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

يجد معظم الأشخاص أن «سواقة الستات» هى أخطر ما يمكن أن تقابل سائقًا على الطريق، وهناك العديد من المقولات الساخرة بأن السيدة داخل السيارة هى «قاتل مأجور ماشى وسطنا بسلاحه»، وسرعان ما أصبحت الفكرة عن السائقة هى أنها وسيلتك الوحيدة للتكفير عن الذنوب وأنت تقود سيارتك.

مدربة قيادة: سواقة البنات أسرع طريق لمقابلة عزرائيل
رغم أن معظم السيدات غالبًا مقتنعات تمامًا، بأن وجودهن داخل سيارة هو نوع من الخطر على من حولهن، فإن هناء شعبان، مُدربة أكاديمية لقيادة السيارات، نفت صحة ما يقال ويسىء لسمعة السيدات اللاتى يمتلكن رخصة قيادة. تقول هناء، التى تعمل فى هذا المجال منذ عام ٢٠٠٤ وحتى الآن، إن كل هذه الأقاويل هى محض عنصرية، فحتى معظم الحوادث التى تتورط بها السيدات يكون بسبب خوفهن، وليس بسبب تهورهن أو خروجهن على القواعد. «إن خفت ما تسوقش.. وإن سوقت ما تخافش».. أول خطوة على الفتاة التحلى بها هى الجرأة والثقة بالنفس، فبعد الأساسيات النظرية، فإنها تمتلك مفتاح القيادة قبل التعلم بالشكل العملى. وعند سؤالها: ما هو أسوأ أمر قد تواجهه الفتاة أثناء وجودها بين السيارات؟، ترى أنه الثبات الانفعالى، لأن أحيانًا تنتج عنه كوارث، مثلًا، متدربة لديها «ما عرفتش تعدل العربية فى الملف، سابت العربية وقعدت على الرصيف لغاية ما الناس يظبطوا نفسهم لوحدهم بقى!». تضع هناء بعض القواعد، أهمها أن تعلم من العميل عما إذا كان يستخدم يده اليمنى أم اليسرى، لأن فى حصة قيادة من قبل أخبرت الفتاة بأن تدير المقود ناحية اليسار، ليجدا نفسيهما فوق الرصيف. أما بالنسبة لـ«الهواتف»، فإنها وضعت بندًا بالخط العريض، أنه ممنوع استخدامها، نظرًا لأنه فى مرة من المرات، هاتف واحدة من العميلات انزلق منها فى الدواسة، فتركت المقود وهى على الطريق لتجلبه.

البنات: إيه يعنى لما أدوس بنزين بدل الفرامل؟!
من جهة الفتيات أنفسهن، فإنهن غالبًا لديهن فكرة مسبقة أنه لا مكان لهن وسط الوحوش التى تركض على الطرق السريعة، فمثلًا، هند أحمد، وأثناء تعليم زوجها لها القيادة، فإنها عندما قابلت لجنة «رجلى ثبتت على البنزين، هو يقولى فرامل وأنا أدوس بنزين، لغاية ما كنت هدوس الظابط نفسه».
وقالت لوجى الحصرى، إنها كانت تحاول العودة للخلف، وفجأة بدلًا من الفرامل فالبنزين كان سيد الموقف: «العربية طارت لوحدها والله!».
«غالبًا، رخصتى هتبقى للرجوع للخلف بس».. هكذا بدأت أشرقت طارق حديثها، فلا بد من أن تختم حصة التعليم خاصتها بأن تقود للخلف بدلًا من الأمام.. «إيه يعنى.. الناس كلها بتسوق لقدام؟!، أما أنا بقى فمبدعة وخلاقة».
من جهة سما، فبعدما اكتسبت الجرأة و«القلب الميت» قررت أن تدخل العالم الذى تتسابق فيه مع السيارات وتنتقل إلى السرعة الرابعة على سيارتها اليدوية، وفجأة فلم تعد تسيطر على السيارة «رجعينى على الأول بســرعة والنبى»، كان هذا رد فعلها وهى تمسك بالمقود وتتلو الشهادة.