رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثورة 1919.. شرارة التحرير الأولى للمرأة المصرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«سعد سعد يحيى سعد، نموت نموت وتحيا مصر».. شعارات رددتها المرأة في شوارع المحروسة وكانت صرخة الحرية الأولى، بعد أن ظلت لسنوات لا ترى الشارع إلا من وراء المشربية فقط.

لا أحد يستطيع إنكار دور المرأة في ثورة 1919، فقد كانت خير مساند للرجل، فحينما كان يتم اعتقال الرجال كانت المرأة تخرج في الشوارع منادية بحريته وبحرية مصر بأكملها، وكانت هدى شعراوى، زوجة الشعراوي باشا هى قائدة المناضلات، وأحد الثلاثة الذين قابلوا المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال، حيث قادت مظاهرة نسائية في صباح العشرين من مارس مطالبة بتحرير سعد باشا زغلول ورفاقه من الحبس.

كانت هذه الشرارة الأولى لإنطلاق سلسلة مظاهرات بدأت بالطبقة الأرستقراطية، وسرعان ما انتقلت إلى الطبقة الوسطى والطبقة المعدمة، والتي سقطت منها شهيدات بأعداد كبيرة، وذلك برصاص قوات الاحتلال حينها، وما جعلهن يخرجن إلى الشوارع هو الدفاع عن دم الرجال الأبرياء الذين سقطوا برصاص الاحتلال الإنجليزي.

خرجت المظاهرات في حشمة ووقار، وكانت مظاهراتهن غاية في التنظيم والترتيب، وكانت المظاهرة الأكثر حدة هي يوم أن خرجن يجوبن شوارع وسط المدينة وصولًا إلى بيت الأمة، وحينها منعهن الاحتلال من الوصول وصوبوا البنادق إلى صدورهن وهنا أظهرت المرأة المصرية شجاعة غير مسبوقة، حيث صمدن مدة ساعتين أمام هذا المشهد الذي من شأنه أن يخيف العديد من الرجال.

لم تصمت هدى شعراوي على همجية جنود الاحتلال بل تقدمت وهى تحمل العلم المصرى إلى جندى، وقالت له بالإنجليزية «نحن لا نهاب الموت، أطلق بندقيتك إلى صدرى لتجعلنى مس كافيل أخرى»، فخجل الجندى، وتنحى للسيدات عن الطريق وجعلهن يعبرن.

«حميدة خليل» و«شفيقة محمد» كانتا أول شهيدتين يسقطان خلال الثورة، ليضحين بأرواحهن من أجل الوطن في رسالة واضحة منهن أن المرأة ليست أقل وطنية من الرجل.