رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تحقق في الانتماء السياسي وراء مسلسل حوادث القطارات

جريدة الدستور

ظهر الأربعاء الماضي، تصادم قطار بضائع بآخر ركاب بمنطقة كوم حمادة، في محافظة البحيرة، مسفرًا عن وفاة 12 شخصًا وإصابة 39 آخرين، وحسب بيانات وزارة الصحة، فهناك 7 جثث في مستشفى دمنهور التعليمي، وجثتان أشلاء، بالإضافة إلى جثة لطفل متوفي في موقع الحادث تم نقله عن طريق ذويه، وجثتين بمستشفى بدر.

في البداية ستمر عليك هذه الحادثة كغيرها من مئات من حوادث القطارات التي تشبه المسلسل المتكرر بين الحين والآخر، والتي وصل عددها –في أحدث إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء- على مدار عام 2017، حوالي 1657 حادثًا، خلف عنه 61 مصابًا و29 حالة وفاة، وجاء شهر أكتوبر الماضى، من أعلى أشهر عام 2017 التي شهدت حوادث للقطارات، حيث بلغ عدد الحوادث فى ذلك الشهر 199 حادث، لم ينجم عنه أى إصابات أو وفيات.

إحصائيات حوادث آخر 3 سنوات حسب جهاز التعبئة والإحصاء (انفوجراف)



وحين تتعمق وتحاول ربط تلك الحوادث مع بعضها، قد تصل إلى نفس نتيجة التي وصل إليها الكاتب الصحفي محمد السيد صالح، في مقاله تاريخ 3 مارس 2018، الذي قال في ختامه فيه: "بقى تساؤل- أو فرضية- سمعتها من وزير قادم من جهة سيادية- في العلمين أيضاً- وربما تجيب عنه اللجنة الفنية التي أمر الرئيس بتشكيلها، حيث قال: «لا أستبعد حدوث عمل تخريبى من متطرف في السكة الحديد، حيث قام بفتح (التحويلة)، بينما كان قطار الركاب في طريقه ليصطدم بقطار البضائع». هذا التساؤل ستجيب عنه اللجنة بلا شك".

"حدوث عمل تخريبى من متطرف في السكة الحديد" هو الخيط الذي تتبعناه لمحاولة التأكد من صحة ذلك، والذي توصلنا إليه من خلال تتبع عدد من الوقائع السابقة التي قام بتحليلها بعض الخبراء، فأكدوا أن بعض هذه الحوادث قد يكون السبب الرئيسي فيها هو الانتماء السياسي لبعض موظفي السكة الحديد، الذي قد يدفعهم للاستجابة لما تمليه عليه تلك الانتماءات.



أبرزهم ثلاثة، أولهم كانت في 7 سبتمبر 2016، والتي سميت بـ "حادث العياط"، وهي عبارة عن انقلاب 3 عربات بقطار العياط المتجه إلى الصعيد، مسفرًا عن وفاة 5 وإصابة 29 آخرين، فخرج الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق والمرور في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، خلال لقائه ببرنامج "ساعة من مصر"، الذي يذاع عبر فضائية الغد الإخبارية، ليؤكد أن طرق السكك الحديدية في مصر غير آمنة للعمل عليها، ولابد من تقليل عدد الرحلات لإصلاح منظومة السكك الحديدية تدريجيًا، مشيرًا إلى أن هناك شبه تعمد في حادث العياط، فـ 70% من حوادث القطارات يتسبب فيها العنصر البشري، والتي تعتمد عليها شبكة السكك الحديدية بشكل كبير.



يمر عام لتقع كارثة الأسكندرية بمنطقة خورشيد في 11 اغسطس 2017، التي نتجت عن اصطدام القطار ١٣ اكسبريس القاهرة - الاسكندريه، بمؤخرة القطار رقم ٥٧١ بورسعيد الاسكندريه بالقرب من محطة خورشيد على خط القاهرة - الاسكندرية"، و"نتيجة اصطدام القطار ١٣ بمؤخرة القطار ٥٧١، سقط جرار القطار ١٣ وعربتان من مؤخرة القطار ٥٧١، ما أسفر عن إصابة عدد من الركاب".

وعنه، علّق الدكتور "أحمد الشامي" خبير اقتصاديات النقل إلى احتمالية تورط جماعة الإخوان، خلال محادثة هاتفية بينه وبرنامج "صج النوم"، المذاع عبر فضائية "إل تي سي"، بقوله: "وفيه سواقين في السكك الحديد سوبر فمتقنعنيش إن ألف باء قيادة ميعرفوش .. وحتى هو لو داخل المحطة بسرعة في كبسولات بتنفجر عشان تنبهه فوارد إن اللي حصل يكون عمل إرهابي .. ما هو الناس اللي بتفجر كنيسة أو بتقف قدام مبنى أو بتخش في كمين .. ما هو ده بيحصل".


وتأكيدً للنظرية التي تتبعناه حول احتمالية أن تغلب الانتماءات السياسية على العمل داخل مؤسسات الدولة، فقد تم تسريب عدد من المستندات -تداولتها بعض المواقع- من داخل بعض شركات توزيع الكهرباء أيضًا تؤكد عدة بعض العمال الذي ثبت ضدهم انتمائهم لجماعة الإخوان المحظورة، ففي محطة كهرباء العطف استطاع مصطفى أبو النجا أحد العاملين بالمحطة بعد فصله من العمل بسبب انقطاعه المتكرر واعتصامه برابعة العدوية وانضمامه لجماعة الإخوان العودة مرة أخرى للعمل من خلال أحد الخلايا النائمة تمثلت في محمد وهبي حسنى رجب رئيس قطاعات الشئون المالية والإدارية بشركة وسط الدلتا، حيث رفض فصل أحد رجاله فقام بعمل مذكرة لإعادة تعيينه، وعلى الرغم من انقطاعه عن العمل منذ 19/10/2013 وتم إنذاره بضرورة العودة غير أنه لم يعد، وصدر قرار بفصله رقم 182\2014 بتاريخ 10/2/2014 ، متضمنا إنهاء خدمته اعتبارا من تاريخ انقطاعه عن العمل، إلا أنه عاد للعمل بمذكرة إعادة تعيينه، فى الوقت الذى رفض فيه رئيس الشركة عودة بعض العاملين الذين تغيبوا عن عملهم لمدة 10 أيام فقط.

أكثر المحافظات التي تعرضت لحوادث القطارات (خريطة)