رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم إعاقته.. رضا حوّل حياته من المحنة إلى منحة

جريدة الدستور

«الاستسلام أو التحدي.. الأمل أو اليأس» خواطر تدور بداخل كل إنسان، ويكون الفيصل فيها قوة الإرادة، فهي المحرك الأساسي والدافع الرئيس للوصول إلى هدف.

رضا شوقي حمد، 36 عامًا، وهبه الله منحة أن يولد بلا ذراعين، فلم ى. أن عطاء الله قد يعيقه عن فعل أي شيء يريده، ووهبه الله رضا في قلبه كما سمى باسمه.

عمل «رضا» محفظًا للقرآن في معهد أزهري، ويروي قصة حياته، فيقول «ولدت دون ذراعين، فأنا الابن الوحيد لأسرتي إضافة إلى 4 بنات، وحصلت على ليسانس دراسات إسلامية دفعة 2005، وأديت الاختبارات كتابة بأرجلي عوضًا عن يديي في جميع المراحل الدراسية، وكان هذا بالتعود والفضل يعود إلى والدتي ومدرسيني وأصدقائي».

ويضيف رضا: «من صغري لم أستسلم، وولدت في محافظة كفر الشيخ بمركز فوة، وكنت أعمل منذ صغري في كشك صغير لوالدي وفي الوقت ذاته أحفظ القرآن لغيري، وفور تخرجي تركت الكشك، وكنت مسؤولًا عن مسجد أتابع فيه تحفيظ القرآن للآخرين، ففي غضون 7 سنوات كنت دون عمل وظيفي، إلى أن انتقلت إلى محافظة الإسكندرية هذا العام».

وتابع: «بحثت كثيرًا عن وظيفة حتى عملت محفظًا للقرآن دون مؤهل في معهد أزهري، على الرغم من حصولي على درجة الليسانس، فأدرجت الدرجة المالية الخامسة، على الرغم من استحقاقي للدرجة المالية الثالثة، وما أبلغت به هو أنني حصلت على المؤهل قبل الخدمة والقانون لا يعتمد هذا، وإذا أردت العمل بمؤهلي الذي تعبت من أجله كثيرًا عليا أن أذامر وأدرس من جديد».

الحياة الإجتماعية
تزوج رضا ورزق بـ5 أبناء، فلديه زوجة ليست من ذوي القدرات الخاصة، وقال: «لا أنكر أنني تعبت كثيرًا في البحث عن زوجة تستطيع التأقلم مع ظروفي إلى أن وهبني الله زوجتي، فكان دافعها هو خدمتي وأن تتخذ حياتها معي طريقًا لدخول الجنة، فبسبب ظروفي أعيش في معيشة راضية أرجع الفضل لها لمنحة الله لي، أما عن أبنائي فهم تأقلموا على ظروفي، ويتعاملون معي على هذا الأساس، وإبني الكبير محمد هو مساعدي الأساسي الذي أعتمد عليه في كثير من الأمور».

الرياضة في حياة رضا
مارس رضا الرياضة، وهو في الصف الثالث الإعدادي ببلدته في مركز فوة، فباديء الأمر كان بتنظيم نشاط للمعاقين، وما كنت أنوي الاشتراك فيه هو رياضة الجري، لكن اقترح عليا شخص ممارسة رياضة تنس الطاولة، فكان الاقتراح محل استغراب بالنسبة لي في بادىء الأمر، وقمت بالفعل باستخدام المضرب المخصص للعبة بفمي، وتأهلت إلى أن حصلت على المركز الرابع على مستوى الجمهورية للمعاقين، ولكنى لم أكمل لأنني لم أجد من يهتم بالأمر، وركزت مجهودي كله في الدراسة، لكن منذ عام مضى فقط قررت العودة من جديد لممارسة الرياضة».

وأضاف: «لا يوجد في مصر والعالم أجمع، سوى لاعبين فقط يمارسان رياضة تنس الطاولة بالفم، ولقلة عددنا فنحن من ضمن فئة لا نحتسب لها، ومن درجة إعاقة مختلفة، ففي مصر لا توجد فرص لكن على الرغم من هذا كل أسعى لتحقيق ما أريد».

قوة الإرادة تتلاقى
قال رضا إن هناك والدة طالب في المعهد الذي أحفظ فيه القرآن، تحرص على أن يكون ابنها «الكفيف» معي، ليحفظ القرآن على يدي، فهدفها الأساسي أن تنقل له إرادتي وقوة التحدي وأن أساعده في التغلب على إعاقته ليقتضي بي في هذا.


طلب رئاسي
تمنى رضا في عام ذوي الاحتياجات الخاصة، أن ينال حقه في التعيين بمؤهل البكالوريوس، مضيفًا «ما أريده هو العيش عيشة كريمة، والحصول على معاش استثنائي يساعدني قسوة الحياة والتكفل بأسرتي».