رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعترف باستقلال فلسطين.. تفاصيل المرحلة الأخيرة من «صفقة القرن»

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

كشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية عن بعض ما تضمنه اللقاء الذي جمع وزراء لجنة المتابعة العربية والأمين العام للجامعة العربية، بنظرائهم الأوروبيين في حضور ممثلة الشؤون الخارجية الأوروبية، لبحث الملف الفلسطيني–الإسرائيلي، والترويج للرؤية العربية لمواجهة ما تعرضه أمريكا، واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار نقل سفارتها إليها، في مايو المقبل.

وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في عرض خطتها المعروفة بـ«صفقة القرن» خلال مؤتمر دولي، بحضور إسرائيل، ليتم عقده في إحدى عواصم الدول العربية، مرجحين أن القاهرة هي التي سيقع عليها الاختيار، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، نقلًا عن الشرق الأوسط اللندنية.

وتشمل الخطة أن أمريكا وعدد من الدول الأخرى يمكن أن تعترف بدولة فلسطين، وعدم استبعاد القبول بالقدس الشرقية عاصمة لها، بشرط أن تصبح القدس القديمة تحت سيادة دولية.

وتنص صفقة القرن الأمريكية على قيام دولة فلسطينية ذو سيادة محدودة، أي أنها ستكون منزوعة السلاح، وليست على حدود عام 1967، وإبقاء غور الأردن تحت السيادة الإسرائيلية، وبقاء المستوطنات الكبرى مكانها، ونقل المستوطنات الصغرى فقط، بينما لم تناقش الخطة، حتى الآن، أى حل بشأن المستوطنات التي تقع بعيدًا عن حدود الضفة الفاصلة مع إسرائيل، أو كيفية توفير الحماية الأمنية لها.

وكذلك تنص الخطة الأمريكية على منح السلطة الفلسطينية صلاحيات أمنية وإدارية إضافية في المنطقتين «A وB»، بينما يظل أمن الضفة الغربية الخارجية في أيدي تل أبيب، وأن تكون مصر معنية بأمن قطاع غزة المحاصر، بالإضافة إلى جمع الولايات المتحدة الأمريكية نحو 40 مليار دولار، بزعم المساعدة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وبنيتها التحتية.

وفيما يخص ملف اللاجئين الفلسطينين وحق العودة، فإن صفقة القرن تتضمن خطة كل من جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي للسلام، والتي تنص على بقاء اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي يعيشون فيها حاليًا، وتقديم تعويضات لهم، مؤكدين أن ذلك لا يعني تخلي الفلسطينيين عن حق عودتهم.

وتظهر الملامح الكبرى لصفقة القرن الأمريكية تتبنى الرؤية الإسرائيلية، وتبتعد عن المحددات المتعارف عليها للحل الدائم والشامل والعادل ووفق القرارات الدولية.

في السياق ذاته، أكد الوفد العربي أنه من الضروري العمل الفوري مع الجانب الأمريكي، انطلاقًا من اعتبار أنه إذا كشفت واشنطن عن خطتها، فإنه سيكون من الصعب عليها لاحقًا التراجع عنها أو تعديل بعض بنودها.

وأضافت الصحيفة اللندنية: "قناعة لجنة المتابعة العربية أن الخلية التي أناط بها ترامب الاهتمام بالملف الفلسطيني – الإسرائيلي، والمشكلة من صهره جاريد كوشنير، ورجل القانون جرينبلات، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فرديمان، ولائها لإسرائيل، وبالتالي لا يمكن توقع أي خير يمكن أن يصدر عنها، لكن اللجنة العربية سارعت إلى القول إنها لا تريد استبعاد الدور الأمريكي الذي يبقى أساسيا، لكن تتعين موازنته إن على صعيد الأطراف المطلوب منها الإشراف على العملية السلمية وإن على صعيد المحددات التي يجب أن يقوم الحل السلمي على أساسها وتحديدًا مبادرة السلام العربية".

وتابعت: "جاء اجتماع اللجنة المشكلة من مصر والأردن والإمارات والسعودية والمغرب وفلسطين إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، بعد شهر من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن، مع الوزراء الأوروبيين وبعد أسبوع على خطابه أمام مجلس الأمن الدولي، حيث طالب بمؤتمر دولي منتصف العام الجاري، وبآلية متعددة الأطراف تكسر الاحتكار الأمريكي للوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي لم تعد السلطة قابلة بها، وتتبنى اللجنة توسيع اللجنة الرباعية وفق ما يريده الطرف الفلسطيني، وهو ما لا يرفضه الوزراء الأوروبيون".

وأضافت: "لقاء بروكسل الأخير حمل رسالة إلى الطرف الأوروبي مفادها أنه يتعين عليه التحرك قبل أن تعلن الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط، لأن ما تسرب من هذه الخطة يبين بوضوح أن الطرف الفلسطيني لن يقبلها بأي شكل من الأشكال".