رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاعدة الـ 40%.. المفتاح السرى لعدم فشل المحللين

جريدة الدستور

عادة ما يلجأ رموز الدولة والعلماء الى استخدام مصطلح احتمالية نجاح 40%، وما هو إلا خدعة معروفة من قبل المختصين، الذين يظهرون توقعاتهم السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية في وسائل الإعلام، حتى لا يتجاهل تكهناتهم أي من متابعيهم، ففي حال فشلت الدراسة يلجأون على الفور إلى قول: لقد حذرنا بالفعل من أن أكبر الفرص 40%.

تقول صحيفة «وول ستريت جورنال»: إن قاعدة الـ40% هي تكتيك مفضل لمحللين عالمين ومتنبئين محترفين يرغبون في التنبؤ ليظهرون بمظهر الواثق فى معتقداته ولكنهم لا يتفوقون عليه.

وذكرت الصحيفة فى تقريرها أنه وعلى مدار الشهر الماضي، تداول العديد من رموز السياسة مصطلح 40% بأكثر من خطاب رسمي، فقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن هناك فرصة بنسبة 40٪ أن يتم عكس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كذلك كتب المحلل سيتي جروب جين سوفا أن هناك فرصة 40% أن تتمكن شركة أبل من شراء نيتفليكس، أما عن الخبير الاقتصادي لويس الكسندر، فقد استخدم قاعدة الـ 40% قائلًا إن من المحتمل أن يتم الغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية بنسبة 40%.

وقال بيتر تشير، وهو خبير استراتيجي في سوق أكاديمي للأوراق المالية، لـ«وول ستريت جورنال»: الشيء الجيد في استخدام صيغة 40%، هو أنك لن تضطر أبدا إلى الاعتراف بأنك على خطأ، فإذا كنت على حق، فسوف تكون قادر على قول، نعم لكنني، كنت قد حذرت من بداية الأمر مما يمكن أن يحدث، وإذا فشلت، يمكنك اللجوء الى قول لم اقل أنه من المرجح، لكنني قلت كان هناك احتمال قوي.

وأشار التقرير الى نيت سيلفر الأكثر شهرة في مجال التنبؤ بالانتخابات في الولايات المتحدة خاصة بعد التنبؤ بنتائج الانتخابات صحيحة في الولايات الخمسين، ولكن بعد أربع سنوات قال إن دونالد ترامب لم يكن لديه فرص في الحزب الجمهوري الأولي وإن الفرصة الأقوى لهيلاري كلينتون بنسبة 71٪ للفوز بالرئاسة.

ولكن بعد النتائج، دافع سيلفر عن نفسه قائلا إن الآخرين منحوا فرصة أقل لترامب، وأن فرصة هيلاري البالغة 71٪ لا تعني أنه سيفوز.

ويقول البروفيسور فيليب تيتلوك من جامعة بنسلفانيا: يسيطر المتخصصون والمعلمون على فنون المقامرة بدون المقامرة.