رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أبوزيد يكتب: للوطن جيش يحميه


واصلت كافة تشكيلات قواتنا المسلحة، وجهاز الشرطة عملياتها، بتوجيه ضربات قاتلة للإرهابيين، وكافة تنظيماتهم، ومن يدور فى فلكهم سواء فى البر أو البحر أو الجو من خلال مشاركتها فى تنفيذ العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، نفاذا لتكليف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبناء على طلب ورغبة الشعب المصرى بكل أطيافه من أجل التطهير الكامل، والتام لأراضينا من التنظيمات الإرهابية التى ارتكبت أقذر وأحط العمليات الإرهابية، وراح ضحيتها مئات الشهداء من خيرة شباب قواتنا المسلحة، وفلذات أكبادنا، والشرطة، والمواطنين الأبرياء.

بالطبع جميعا نتذكر مذبحة مسجد الروضة ببئر العبد بسيناء، على سبيل المثال لا الحصر، كما أنهم يشكلون عائقا للتنمية الشاملة التى شرعنا فى تنفيذها من خلال المشروعات القومية الضخمة سواء الأنفاق لشرق سيناء أو مزارع الأسماك أو المصانع الجديدة أو مشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان، وحقق جيشنا البطل، وجهاز الشرطة نتائج باهرة أذهلت العالم كله سواء كانوا أصدقاء أو أعداء، وأشادت كافة الأجهزة الإعلامية العالمية سواء صحفا أو مجلات أو فضائيات بذلك، وارتفع جيشنا البطل على مستوى العالم، وهذا أوعز لبعض الخبثاء من أعدائنا، أن يعرضوا الخروج الآمن للإرهابيين الدواعش من سيناء مقابل تسليم أسلحتهم، الأمر الذى قوبل برفض قاطع، وكان خير رد من جيشنا البطل إصدار بيانه الحادى عشر بعد مرور أربعة عشر يومًا على بدء عملياته، ليستعرض ما تم إنجازه من نتائج ضرباته القاتلة مضافا لما حققه فى بياناته السابقة.

وحقق جيشنا نجاحات كبيرة بفضل التأييد والاصطفاف الشعبى الجارف خلفه، وهذا يفسر ما أشرنا إليه بعرض الخبثاء من أعدائنا طلب وقف العملية مقابل الخروج الآمن لعناصر داعش الإرهابية من سيناء مقابل تسليم أسلحتهم، وهم لا يهدفون إلى مصلحتنا إنما إلى مصلحتهم، وهى الحيلولة دون أن يحقق جيشنا الانتصار التام، مما يلحق بمخططاتهم الجهنمية الفشل، والحفاظ على أرواح عملائهم تمهيدا لنقلهم لمناطق أخرى، وفى الأغلب ليبيا، ووارد عودتهم مرة أخرى لسيناء، وتهريبهم من المحاكمة العادلة، والقصاص لشهدائنا الأبرار، العميد المنسى، وزملائه من أبطال الصاعقة الذين استشهدوا محتضنين سلاحهم، وأبرياء مذبحة مسجد الروضة ببئر العبد التى راح ضحيتها أكثر من ٣١٠ قتلى، حيث قاموا بتفجير المسجد بعبوتين، وانهالوا على المصلين بقذائف آر بى جى، والأسلحة الرشاشة، والآلية، ومن بين القتلى خمسة وعشرون طفلًا كانوا مرافقين لآبائهم فى الصلاة، وتمت إبادة عائلات بالكامل داخل، وخارج المسجد.

إن أرواح هؤلاء الشهداء، وغيرهم ترفرف، وتطالبنا بالثأر، ولم تتناول بيانات منظمة العفو الدولية هذه العمليات، وفوجئنا ببيانها فى ١٤٢٢٠١٨ الذى تضمن تحريفا، وتشويها لعملية جيشنا، والذى يؤكد أنه رد على الانتصارات التى يحققها جيشنا، ورفضنا مقترح الخروج الآمن للإرهابيين مقابل تسليم أسلحتهم، وليس بيان منظمة العفو الدولية الوحيد، بل ظهر الغيظ والحقد فى تصريحات وبيانات المسئولين الأتراك، وقناة الخنزيرة، وخروج الخلايا النائمة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ومن يدور فى فلكهم من طابور خامس لتشويه أطهر وأنقى عملية عسكرية لجيشنا البطل الذى يتحلى بأخلاق العسكرية النظيفة، وحرصه على كافة المعايير الدولية، والقوانين المنظمة، وهذا البيان يعد تدخلا مرفوضا فى شئوننا الداخلية، ويتعارض مع حق الجيش المصرى فى الدفاع عن وطنه، وشعبه ضد الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية، وسقوط مئات الشهداء برصاصهم الغادر.

إن النشاط الإرهابى، والتكفيرى ظهر فى سيناء منذ أوائل التسعينيات، حيث نمت، أو ترعرعت هذه الجماعات، حتى أصبحت أكثر من ٨ جماعات سواء «السلفية الجهادية» أو تنظيم الجهاد أو التكفير والهجرة، أو أنصار بيت المقدس، أو جند الإسلام، أو أصحاب الرايات السوداء، وتوحدت فى تنظيم ولاية سيناء امتدادا لتنظيم داعش، وهذه التنظيمات على صلة قوية بقيادات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، خاصة خيرت الشاطر، والقيادى محمود عزت الذى يعد الأب الروحى لهذه الجماعات، وقامت بالعديد من العمليات التى كانت تهدف إلى ضرب السياحة فى مقتل، ويظهر ذلك من خلال عمليات تفجيرات فندق طابا، ومنتجعين سياحيين بمدينة نويبع فى عام ٢٠٠٤، وتفجيرات شرم الشيخ فى ٢٠٠٥، وتفجيرات مدينة دهب فى عام ٢٠٠٦، ثم انتقلت عملياتهم إلى استهداف كمائن، ومرتكزات القوات المسلحة، والشرطة «كمين المطافئ» ومنازل المواطنين، وذبح الأبرياء بحجة تعاونهم مع الأمن، وكذلك القبائل، كما حدث لقبيلة الترابين فى منطقة البرث، والمسيحيين من أجل إجبارهم على التهجير من سيناء، وظهر بجلاء رغبتهم فى تهجير أهالى سيناء لتحقيق المخطط الصهيو- أمريكى بإقامة وطن بديل للفلسطينيين فى سيناء بدلا من عودتهم لأراضيهم، وإقامة دولتهم على الأراضى الفلسطينية التى تم احتلالها عقب هزيمة ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
إذًا كان لابد من عملية سيناء الشاملة ٢٠١٨، لأن لمصر جيشا وطنيا قويا قادرا على حمايتها.