رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسرار صاحب الحوت».. «الدواعش» يكشفون علاقة النبى يونس بالإمبراطور الآشورى

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

«صاحب الحوت»، نبى الله يونس، تظل حياته محاطة بالغموض والأسرار، على الرغم من ذكره فى الأديان الثلاثة «الإسلام والمسيحية واليهودية»، ولكن توصل علماء الآثار إلى معلومات ظلت مطموسة عن «ذى النون»، كما يطلق عليه، بعدما انتشروا فى الموصل، عقب خروج تنظيم «داعش» الإرهابى وتدميره كثيرًا من الأماكن الأثرية.


اكتشف العلماء، حسب تقرير لـ«ديلى ميل» البريطانية، قصرًا تحت الأنقاض التى خلفها «داعش» وراءه، جدرانه من الرخام الأبيض ويحتوى على تماثيل حجرية وسبعة نقوش رخامية، يقع تحت ضريح «يونس».
وتوصل العلماء، من خلال ترجمة النقوش، إلى أن القصر يعود إلى الإمبراطورية الآشورية، والتى وجدت فى ٦٧٢ قبل الميلاد، وتظهر النصوص اسم ملك يدعى «إسرهادون»، وكان ملكًا قويًا، وفقًا للنصوص التى أكدت أن «إسرهادون» حكم مصر بعد هزيمة حكامها السابقين، ووضع حكمًا جديدًا لها.
وعثر العلماء، خلال مواصلة البحث فى القصر، على مجموعة من النقوش تعود إلى عام ٢٧٠٠ قبل الميلاد، مدفونة تحت أنقاض ضريح فى الموصل، مرجحين أن يكون للنبى يونس، أو «يونان» كما يُلقبه اليهود.. وقد دمر الدواعش القصر والضريح فى عام ٢٠١٤، وفقًا للصحيفة البريطانية.
واكتشف العلماء، داخل القصر أيضًا، ٧ ألواح طينية، مكتوبة باللغة «المسمارية»، تؤكد أن الملك «إسرهادون»، أوصل إمبراطوريته حتى مملكة «كوش» الواقعة فى أقصى جنوب مصر سنة ٦٧٢ قبل الميلاد، بعدما هزم حكامها، الذين غزوا مصر فى وقت سابق.
فى المقابل، قال البروفيسور اليانور روبسون، رئيس المعهد البريطانى للدراسات العراقية، لـ«ديلى تليجراف» البريطانية: «لم أرَ قط شيئًا من هذا القبيل».
وأشارت الصحيفة، فى تقريرها، إلى أنه تم العثور على أربعة أنفاق حفرها لصوص «داعش»، الذين كانوا يبحثون عن الكنز الآشورى تحت قبر يونس، الضريح المقدس لكل من المسيحيين والمسلمين، موضحة أن علماء الآثار جاءوا إلى العراق لتقييم الأضرار التى سببها إرهابيو «داعش» فى الآثار.
وأوضحت أن يونس فى الكتب المسيحية والإسلامية واليهودية، يُعد نبيًا مشهورًا على نطاق واسع، وأكثر شهرة بالنسبة للقصة القرآنية عن التوراة والإنجيل، وهو النبى الذى ابتلعه الحوت، ونفس السرد التوراتى عنه.
وتابعت الصحيفة: «حتى الآن لم يصل العلماء إلى الرابط بين ضريح يونس والملك إسرهادون والإمبراطورية الآشورية، وهى أساس حضارة بلاد ما بين النهرين المعقدة، التى امتدت من مصر حتى ما يسمى الآن بسوريا والعراق ولبنان، وإلى تركيا، والتى كانت فى الفترة ما بين عامى ٢٥٠٠ و٦٠٠ قبل الميلاد».
وتعد أهمية الإمبراطورية الآشورية فى أنها كانت مهد الحضارة الحديثة، والتى أرست للعديد من الممارسات المتحضرة، مثل الكتابة وبناء المدن والمجمعات السكنية وتشكيل أنظمة الحكم بشكلها الحالى، وهى من أسست- إلى جانب الحضارات العراقية القديمة الأخرى كالبابلية والسومرية- إمبراطورية قوية امتدت حدودها من مصر حتى سوريا ولبنان مرورًا بتركيا.