رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور.. موقف السيدة عائشة «سوق زوار المقابر»

موقف السيدة عائشة
موقف السيدة عائشة

"دى رايحة لله"، كلمات تتمتم بها، أم محمد سيدة التى تجاوزت الستين من عمرها، تكتسى باللون الأسود أثناء التقاطها حبات الجوافة من قفص كبير، وضعه عم سعيد على الأرض، تحاول أن تنتقى أفضلها لأنها ستذهب لزيارة قبر زوجها فى منطقة المقطم، ولذلك تشترى الفاكهة والمخبوزات من موقف السيدة عائشة.

تشتري أم محمد الفاكهة التي ستوزعها على الأطفال والعاملين فى المقابر رحمة على روح زوجها، الذى فقدته في حادث سير على الطريق الصحراوي منذ عامين، وهى تذهب لزيارته كل شهر مرة، حتى لا تصاب بالوحدة، وتفضل أن تشتري الفاكهة من الموقف لأنها تكون طازجة، وبأسعار منخفضة بنسبة طفيفة.

بينما تقف فاطمة عيد التى تبلغ عشرين ربيعًا بجوار والدتها وتحاول الإثنتان انتقاء الفاكهة التى ستذهبان بها لزيارة قبر أخيها كريم، الذى توفى في الثلاثين من عمره، إثر إصابته بأزمة قلبية لقى حتفه على إثرها، فهما تشتريان الفاكهة من سوق موقف السيدة عائشة، لعدة أسباب، أولها نظافة الفاكهة التي يطرحها الباعة، ثانيًا وجودها في موقف المواصلات، فالأمر لن يكلفهم أي عناء فى حمل الفاكهة التي سيشتريانها، ثالثًا انخفاض الأسعار، فالباعة هنا يعلمون أن معظم بضائعهم تكون لوجه الله فيخفضون سعرها ليحصلوا على جزء من الثواب.

يقف محمود، بائع الفاكهة على قارعة الطريق، في مقدمة موقف الميكروباصات، وأمامه كمية وفيرة من البرتقال اليوسفي التفاح، والموز، والبلح، الذى أوضح سبب شرائه الفاكهة التى يحتاج إليها زائرو المقابر بكميات كبيرة لكثرتهم، فهم يتوافدون على الموقف طوال العام، ومن باقى أصناف الفاكهة كالكيوى والأناناس، يشترى كميات قليلة، لانخفاض عدد زبائنها.

ويوضح سعيد بائع الموز أنه يشترى مخزونًا كبيرًا من الموز يضع الجزء الناضج منه على العربة، ويترك "الموز الأخضر" بجوار سور الموقف حتى ينضج، فيبدأ فى بيعه، قائلًا: «الأسعار فى سوق الموقف أقل من أى مكان آخر.. أنا أبيع الكيلو الواحد بست جنيهات فقط».