رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أرض الآلهة».. الكشف عن جبانة أثرية تضم 1000 تمثال ومقابر كهنة الإله «تحوت» بالمنيا

جريدة الدستور

أعلن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار الغُريفة، الواقعة ٦ كم شمال منطقة آثار «تونا الجبل» بمحافظة المنيا، فى الكشف عن جبانة أثرية لمقابر عائلية تضم مجموعة من آبار الدفن، وتعود إلى نهاية العصور الفرعونية وبداية العصر البطلمى.

وأكد العنانى، فى بيان، أمس، أن البعثة بدأت عملها بالموقع برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى أواخر عام ٢٠١٧، بهدف البحث عن الجزء المفقود من جبانة الإقليم الـ١٥ من أقاليم مصر العليا، لافتًا إلى أنه من المتوقع استمرار أعمال التنقيب الأثرى لمدة خمس سنوات على الأقل.

وأوضح أن البعثة عثرت داخل الجبانة المكتشفة على مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الإله «تحوت»، وهو المعبود الرئيسى للإقليم الـ١٥ وعاصمته الأشمونين، وتخص إحدى هذه المقابر أحد كبار كهنة «تحوت»، وكان يُدعى «حر سا ايسة»، وكان يحمل لقب «عظيم الخمسة»، وهو أحد الألقاب التى كان يُلقب بها كبار كهنة «تحوت» بالأشمونين.

وأضاف الوزير: «المقبرة كانت تضم ١٣ دفنة تم العثور بداخلها على عدد هائل من تماثيل الأوشابتى المصنوعة من الفيانس الأزرق، منها أكثر من ألف تمثال كامل ومئات أخرى مكسورة فى أجزاء».

وأكد أن البعثة تعمل حاليًا على ترميم وتجميع التماثيل المكسورة، مشيرًا إلى أنه تم العثور على ٤ أوانٍ كانوبية من الألبستر فى حالة جيدة من الحفظ ذات أغطية على هيئة أبناء حورس الأربعة المسئولة عن حماية أحشاء المتوفى، حسب عقيدة المصرى القديم.

وأضاف: «مازالت تحتفظ هذه الأوانى بأحشاء المتوفى، كما حفرت عليها كتابات هيروغليفية لاسم صاحبها، وهو المدعو (جحوتى إير دى إس)، أحد كبار الكهنة».

وأوضح «العنانى» أنه تم العثور على المومياء الخاصة بالكاهن مزينة بمجموعة من خرز الفيانس الأزرق والعقيق الأحمر وأشرطة من رقائق البرونز المذهب، وقناع من البرونز المطلى بطبقة من الجص المذهب، بالإضافة إلى عينين من البرونز المطعمة بالعاج والكريستال الأسود، و٤ جعارين من الأحجار نصف الكريمة أحدها تذكارى حفر عليه نقش غائر يحمل عبارة «عام جديد سعيد»، بالإضافة إلى صدرية من البرونز المذهب تمثل المعبودة «نوت» تفرد أجنحتها لحماية المتوفى.

وأكد الوزير أن البعثة عثرت على ٤٠ تابوتًا من الحجر الجيرى مختلفة الأحجام والأشكال، بعضها يأخذ الشكل الآدمى مزينة بنقوش هيروغليفية لأصحابها، وهم بعض أفراد من عائلة «جحوتى إير دى إس».

وأضاف: «تم الكشف عن مقبرة عائلية أخرى كبيرة تضم عددًا من التوابيت الضخمة المختلفة الأشكال والأحجام بها كمية كبيرة من تماثيل الأوشابتى جيدة الصنع وكبيرة الحجم تحمل أسماء وألقاب أصحابها، وهم أيضًا يحملون ألقاب الكهنة، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية الجنائزية التى تعكس مكانة ومنزلة أصحاب المقبرة، وما وصل إليه مستوى الفن فى تلك الفترة من رقى وازدهار».