رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة المكسيكية أمبارو دابيلا

أمبارو دابيلا
أمبارو دابيلا

فى الصباح كان الجو منعشًا إلى حد ما.. هل توافقنى؟ لقد جئت مبكرًا جدًا، حاملًا لى غصنًا من القرنفل الأحمر، وبقيت محتفظة به بين يدىّ.. ولا أعرف تمامًا ما الذى كنت أقوله لك. لقد وقعت فى قلب دوامة من الدهشة والارتباك، فلم يحدث من قبل أبدًا أن أهدانى أحد زهورًا، إنها أول مرة. أحببت أن أقول لك ذلك، لكننا أخذنا فى الكلام حول الأشياء التى لا تخصنا، بينما كنت أضع زهور القرنفل بشكل منسق فى زهرية. وأنت وقع نظرك على الكتب فى رفوف المكتبة، وأخذت تتصفحها باهتمام زائد. أعرف أننا كنا غارقين فى هذه اللحظة، أو بكلمات مباشرة كنا منفعلين بشكل جعلنا مذهولين وأفقدنا الرؤية مثل نور شديد السطوع. ظللنا طافيين فوق هذه اللحظة بينما زعق كلاكس على الناصية كما لو أنه يزعق فى الماضى الأكثر بعدًا، ذلك الماضى الذى كان قبل أن تتلاشى أنت الآن، فأفقد الإحساس بكل شىء، والوحيدة التى احتفظت بقوتها هذه اللحظات بالغة العمق والفوضى، حية بداخلها نحن أنفسنا.
جلسنا متجاورين بجوار النافذة، نتطلع إلى الخارج كما لو كنا داخل قفص أو داخل مدرعة. تمنيت أن أعيش هذه اللحظة نفسها فى الغد، فى يوم طلق لنا، وفكرت بمدينة حيث يمكننا أن نتمشى فى شوارعها دون أن يتعرف علينا أحد فيها ولا أن يحيينا، حيث نستلقى وحدنا على شاطئ أو نهيم متجولين فى الريف بأيدينا المتعانقة. أحب أن أعرف معك العالم. وأحب أن أخل فى النوم وأستيقظ وأنا دائمًا بجوارك، أطيل النظر إليك. أتوق بشدة إلى أن أعرفك. وحتى عندما أكون وحدى أتذكرك، وعلىّ أن أحل اللغز الذى لا تصرح لى به الآن.
جزء من حياتى، هذه اللحظات التى أمضيها معك. أنا لا أعرف كيف أتكلم عن الأشياء التى تدور بداخلى. ربما، فى يوم ما أكتبها لك وأنا جالسة بجوار نافذة أخرى.
من قصة أشجار متحجرة
ترجمة
محمد إبراهيم مبروك