رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. باشوات مصر يقفون على النواصي بحلوان في 2018

شارع حيدر
شارع حيدر

هناك باشا، وهنا كانت حديقة قصر رستم باشا، هنا كان يستجم الموسيقار ويشتي البيه، أشجار كثيرة مياه للعلاج، رائحة ماضي وذكرى كل شارع ترفرف على سكان منطقة باشَوات، تحمل طيات ماضي مازال موجود في نفوس سكانها.

حلوان، بمجرد ذكر أسم هذه المدينة يحل عليك أحساس العصر الذهبي في الأربعينيات، كانت ملجأ واختيار بشاوات عصر الدولة القديمة، ففي قلب كل حُلواني تنهيدة لما كانت عليه المنطقة قديمًا، في هذة الحقبة، شهدت المنطقة تغيرات وتخطيطات عمرانية جديدة، قامت بكسح إجتماعي يعتصره الحنين عند كل شارع وزاوية.

هكذا يتخيل قدامى سكان حلوان في كل ساعة يمرون بها في شوارعها التي أغلقتها الأبراج وأكتظت بالبائعين، وجيوش التوك توك، حيث تحولت من منطقة رزاعية ومنتجع طبي إلي مدينة مدخنة وشوارع ممتلئة بالقمامة.

أشار محمد أبو سريع الولود بحلوان فى عائله من مؤسسى بالمدينة، بأصبعه يسارًا بشارع رياض: «هنا أتقتل محمود باشا النقراشي، وفي الخلف تبرع رستم باشا بأفدنة لإقامة الحديقة اليابانية».

وفى شارع شريف، يتذكر عوض الله محمد قصر "أبوجبل"، زراعة الصبار النادر، وكذلك قصر البرنسية، التي كان يشهد لها الجميع على أعمالها الخيرية، ومن ثم تحولت معظم هذة القصور إلي مباني إدارية لرئاسة الحي، والبعض منها ملاجئ.

«حلوان كانت مقرا للبشوات كلها»، بهذة الكلمات تحدث فؤاد فوازعن حلوان: «كانت مشتى الجميع، فهي قبل أن تصبح مجرد حى مهمل، كانت تزخر بمصادر سياحية وتاريخية وعلاجية وترفيهية، فهي لا تقتصر على شئ واحد يفخر به سكانها ولكن المنطقة أجمعها تشهد على حياة وذكريات منذ أيام الدولة العثمانية».

وفي شارع جعفر باشا، الذي يقتنه عبود أحمد منذ أكثر من خمسة خمسين عامًا، موضحًا أن كل شارعًا بأسم الباشا الذي كان متواجد به، فشارع جعفر باشا الذي يقابله رياض باشا، ووراءه خسرو باشا ويليه مصطفي فهمي باشا، فهو يسمع عن جعفر باشا الذي سكنه بنفس شارعه أنه أول رئيس لاتحاد المصري لكرة القدم.

أما شارع منصور باشا، الذى يفصل شرق مدينة حلوان عن غربها، فحفر في ذاكرة قدامي حلوان مرور الملك فاروق بموكبه، فكان يقف الجميع لإعطائه التحية دون وجود توك توك يزاحمهم ولا ميكروباصات تشحنهم، ولا قلق من شئ.

وعن شارع رياض قال عم صبري بائع جرائد: «في الزمن القديم كنت تخير الباشا بين حلوان والمعادي يفضل حلوان»، ولكنه الشارع نفسه اليوم لا ترى له أثرًا، فالباعة الجائلون بفرشاتهم والقمامة التي تسبب بها كثرة العدد وإهمال السكان الذين لا يقدرون ما كانت عليه مدينة حلوان.

شوارع المدينة بأكملها لا تخلى من باشَوات، من حيدر باشا لإلي منصور باشا إلي خسرو إسماعيل باشا كامل، كذلك مصطفى فهمي، رياض باشا، محمد سيد أحمد، زكي باشا، ومنصور باشا، لكنه لم تكن حلوان منطقة طبقية بل عاش فيها الخواجات والأمراء، لم تفرغ يومًا من عشاقها.